الاميركيون يصوتون لترامب او كلينتون والعالم يترقب
واشنطن - أ ف ب
دقت ساعة الحسم في الولايات المتحدة حيث يختار الناخبون الاميركيون اليوم الثلثاء (8 نوفمبر / تشرين الثاني 2016) بين هيلاري كلينتون لتكون اول سيدة تتولى الرئاسة او دونالد ترامب الشعبوي حديث العهد في السياسة فيما العالم يترقب النتيجة بقلق.
وتأمل المرشحة الديموقراطية كلينتون (69 عاما) التي تتصدر استطلاعات الرأي في ان تدخل التاريخ كاول رئيسة للولايات المتحدة بعد 44 رئيسا منذ جورج واشنطن في 1789.
واختتمت كلينتون اخر تجمع انتخابي لها صباح الثلثاء بدعوة الناخبين الى اختيار رؤيتها "لاميركا ملؤها الامل وتكون للجميع وسخية".
ويبدأ التصويت رسمياً عند الساعة السادسة على الساحل الشرقي (11,00 ت غ). ودعي حوالى 225 مليون ناخب الى اختيار احد المرشحين الديموقراطية كلينتون او الجمهوري ترامب، رئيسا خلفا لباراك اوباما.
ولن يعرف الفائز قبل الساعة 22,00 على الساحل الشرقي (03,00 ت غ الاربعاء).
وتريد كلينتون ان يكون حكمها استمرارية للرئيس الديموقراطي باراك اوباما ودعت الى وحدة البلاد وتجاوز الانقسامات الحزبية في اخر ساعات حملتها الانتخابية.
اما الجمهوري ترامب (70 عاما) الذي يعتبر دخيلا على السياسة فيأمل في ان يحقق مفاجأة كبرى كما حصل عندما صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي.
ووعد عند اختتام حملته حوالى الساعة 6,00 ت غ بان يلم شمل الاميركيين خلف حدود آمنة وجعل "الاولوية لاميركا".
وحدة الاميركيين
قالت كلينتون "اريد ان اكون رئيسة لكل الاميركيين، ديموقراطيين وجمهوريين ومستقلين" معبرة عن قناعتها بان مستقبلا أفضل ينتظر الولايات المتحدة "في حال اخترنا اميركا سخية تشمل الجميع".
وجرى احياء حفل كبير في فيلادلفيا، المدينة التي صدر منها اعلان الاستقلال الاميركي، في نهاية الحملة الانتخابية مساء الاثنين امام حوالي 40 ألف شخص حضره الرئيس الاميركي باراك اوباما مع زوجته ميشيل والرئيس الاسبق بيل كلينتون وابنته تشيلسي.
وقال الرئيس الاميركي "لديكم شخص استثنائي تصوتون له، يتجسد بشخص هيلاري كلينتون". واضاف اوباما "اراهن على انكم سترفضون الخوف وتختارون الامل"
وحضر آلاف الاشخاص اخر تجمع لها في رالي في كارولاينا الشمالية الى جانب الليدي غاغا.
وأنهى ترامب حملته الانتخابية بدون حضور نجوم او مشاهير قائلا انه ليس بحاجة اليهم. وحضر خمسة مهرجانات في خمس ولايات بدءا بفلوريدا ثم توجه الى كارولاينا الشمالية ومنها الى بنسلفانيا فنيو هامشير واخيرا ميشيغن.
وقال في رالي في كارولاينا الشمالية ان "عقدي مع الناخب الاميركي يبدأ بخطة للوضع حد لفساد الحكومة واستعادة بلدنا من مجموعات الضغط". واضاف قطب العقارات الثري "لست سياسيا واقول ذلك بفخر".
حملة مضنية
الحملة الانتخابية كانت طويلة ومضينة وبلغت مستويات من الابتذال والاهانات لم يشهده التاريخ سابقا وهو ما استنكرته كلينتون الاثنين.
وعبر 82% من الاميركيين عن اشمئزازهم من مسار الحملة وذلك في استطلاع للرأي نشر مؤخرا.
وفي الخارج، تابع العالم الحملة الانتخابية الرئاسية لاكبر قوة في العالم بقلق وترقب.
فالمرشحان على طرفي نقيض في كل الجوانب تقريبا: من جهة هيلاري كلينتون الشخصية المتواجدة على الساحة السياسية منذ 25 عاما التي لا يحبها نصف الاميركيين ويشككون بنزاهتها.
وهي متزوجة من الرئيس الاسبق بيل كلينتون (1993-2001) وكانت السيدة الاولى لولايتين وشغلت منصب عضو في مجلس الشيوخ عن نيويورك ووزيرة خارجية في عهد اوباما. وتتمتع بخبرة طويلة وعلاقات متينة واموال ودعم حزبها. لكن شخصيتها لا تثير حماسة كبرى.
في المقابل هناك ترامب الذي لا يحظى ايضا بشعبية (62%) فهو قطب عقارات شعبوي لا يملك اي خبرة سياسية ويعارض النظام في واشنطن. وقد نجح في الاستفادة من الاستياء الذي يشعر به جزء من الناخبين الذين يشعرون بانه تم التخلي عنهم لفترة طويلة.
وخلال تجمعاته الانتخابية كانت الحشود المتحمسة تردد افكاره الاساسية "بناء الجدار" على الحدود مع المكسيك لوقف الهجرة غير الشرعية ووقف ما يصفه ب"فساد" واشنطن.
ولم يتوقع الحزب الجمهوري وصول ترامب الى مثل هذه المراحل من الترشيح، وعبر قسم كبير من برلمانيي الحزب عن رفضهم له بسبب الفضائح التي طالته طوال الحملة الانتخابية.
لكن قبل ساعات من بدء الاقتراع رسميا، عزز مواقعه في مواجهة كلينتون في عدة ولايات اساسية يمكن ان تقرر نتيجة الانتخابات.
وهما متعادلان في عدد كبير من هذه الولايات بما فيها نيوهامشير وكارولاينا الشمالية وفلوريدا، مما ينذر بليلة انتخابية طويلة. وفلوريدا وحدهما يمكن ان تحسم نتيجة الاقتراع اذا هزم فيها ترامب.
على المستوى الوطني، تتقدم كلينتون بفارق 3,3 نقاط (45,3% مقابل 42% لترامب).
وتميل الخارطة الانتخابية لمصلحة كلينتون في هذه الانتخابات الحاسمة.
وقد ادلى حوالى 42 مليون اميركي من اصل 200 مليون مسجلين على اللوائح الانتخابية باصواتهم في اطار التصويت المبكر.
وفي قرية ديكفسيل نوتش بولاية نيوهامشير في شمال شرق الولايات المتحدة، ادلى ناخبوها السبعة باصواتهم ليل الاثنين الثلاثاء، مطلقين بذلك رمزيا الانتخابات.
ويصوت الاميركيون ايضا لتجديد 34 من مقاعد مجلس الشيوخ المئة في واشنطن ومقاعد مجلس النواب ال435. ويامل الديموقراطيون في الحصول على غالبية في مجلس الشيوخ الخاضع حاليا لهيمنة الجمهوريين مثل مجلس النواب.
وتنتخب 12 ولاية من أصل 50 حاكماً جديداً كما تنظم عشرات عمليات الاستفتاء المحلية في 30 ولاية حول مسائل تتفاوت بين تشريع استخدام الماريجوانا وصولا الى الغاء عقوبة الاعدام. كما تجري الاف العمليات الانتخابية المحلية لاختيار قصاة ومدعين ومسؤولين محليين اخرين.