الأسطورة أندي موراي اللاعب الذي قضى على لعنة التنس في بريطانيا
مدريد، لندن - د ب أ
استنساخ روح البطل من أجل تقديم أجيال جديدة من صائدي الألقاب، هذه هي سياسة القائمين على شئون رياضة التنس في بريطانيا في الوقت الذي يستطع فيه اسم النجم أندي موراي، الرجل الذي غير تاريخ اللعبة البيضاء في بلاده، الاسكتلندي الذي اعتلى اليوم الاثنين (7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) صدارة الترتيب العالمي للاعبي التنس المحترفين.
وقبل ظهور موراي في البطولات الكبرى لرياضة التنس قبل عقد من الزمن، كانت بريطانيا تقبع في فترات من التراجع وخيبة الأمل، حيث توالت الإخفاقات والشعور بالإحباط عاما تلو آخر على البلد، التي اخترعت رياضة التنس.
وظل الحال على هذا النحو حتى جاء موراي وأطاح بالماضي البغيض وأشباحه، على رغم ثقل الضغوط الملقاة على عاتقه.
ويعتبر موراي، المولود في جلاسكو في 15 مايو/ أيار 1987، أول بريطاني يحقق أحد ألقاب البطولات الأربع الكبرى "غراند سلام" منذ العام 1936، وكان هو من قضى على لعنة ويمبلدون، وقاد بريطانيا للتتويج بلقب بطولة كأس ديفيز لأول مرة منذ ثمانية عقود.
واليوم أصبح موراي رسميا أول لاعب بريطاني يعتلي قمة الترتيب العالمي للاعبي التنس المحترفين منذ العام 1973.
وعلى رغم ذلك لا يعتبر موراي ماسة مصنوعة حصريا في قوالب منظومة رياضة التنس البريطاني، إذ رحل هذا اللاعب الرائع وهو في الخامسة عشرة من العمر إلى إسبانيا وحط رحاله بأكاديمية ايميلو سانشيز وسيرخيو كاسال، والتي تعتبر أحد أبرز المحطات المؤثرة في مسيرته، إلا أن النجاحات الكبرى لم تعرف طريقها إليه قبل أن يتولى ايفان ليندل تدريبه.
وقال موراي بعد أن فاز ببطولة ويمبلدون للمرة الأولى في 2013: "لا يوجد الكثير من لاعبي التنس (البريطانيين) في الوقت الحالي، إنه أمر في غاية البساطة، أرغب في أن يكون هناك لاعبون أكثر في قائمة أفضل 100 لاعب على مستوى العالم".
وبعد تلك البطولة بثلاثة أعوام، يبدو أن موراي عرف طريقه نحو التألق، فقد شكلت بطولة أميركا المفتوحة الأخيرة علامة فارقة بالنسبة لموراي وكيلي ايدموند وجونا كونتا لتكون هذه هي المرة الأولى، التي يتأهل فيها ثلاثة لاعبين من بريطانيا إلى الدور الرابع في إحدى بطولات "غراند سلام" منذ العام 1964.
وقالت انابيل كروفت، اللاعبة البريطانية السابقة والمذيعة التليفزيونية الحالية في تصريحات لشبكة "سكاي سبورتس" التليفزيونية: "ليس هناك شك بأن تربع موراي على القمة كان محفزا للجميع، أعتقد أن أندي أصبح مصدرا للدعم لباقي زملائه بدعوته إياهم للتدرب معه في ميامي وبوجوده معهم في بطولة كأس ديفيز".
وتوج موراي بـ 43 لقبا، من بينها ثلاث بطولات غراند سلام و14 بطولة للأساتذة "ماسترز 1000"، بالإضافة إلى الفوز بلقب واحد في كأس ديفيز وبالميدالية الذهبية في دورتي الألعاب الأولمبية بلندن 2012 وريو دي جانيرو 2016، التي حمل خلالها علم بعثة بلاده في حفل الافتتاح.
ومن أجل استغلال كل هذه النجاحات والانجازات تبنى الاتحاد البريطاني للتنس برنامجا طموحا بعد أن فازت بريطانيا بكأس ديفيز العام الماضي، التي تألق فيها موراي بشكل ملفت إلى الدرجة التي دفعت خمسة ملايين شخص لمتابعته في المباراة النهائية أمام بلجيكا من خلال شاشات التليفزيون.
ومن خلال هذا البرنامج المسمى "إرث كأس ديفيز" استثمر الاتحاد الإنجليزي للتنس 11 مليون جنيه استرليني (14 مليون دولار) في 68 مشروعا من أجل بناء وتحسين 231 ملعب في كل أرجاء البلاد، طبقا للبيانات الصادرة عن الاتحاد.
وبالإضافة إلى ذلك يوجد 14 ألف لاعب في فئة الناشئين يتم رعايتهم وتنشئتهم من خلال برنامج "تنس الصغار" التابع للاتحاد البريطاني للعبة.
وتقام في كل أنحاء بريطانيا، التي تضم ألفين و600 ناد و23 ألف ملعب، 89 بطولة محلية يشارك فيها خمسة ألاف لاعب.
ووقع الاتحاد البريطاني للتنس بعد بطولة كأس ديفيز على 34 اتفاقا جديدا مع السلطات المحلية من أجل نشر رياضة التنس، إذ من المنتظر في 2017 أن يقوم الاتحاد بمنح حصص تدريبية مجانية لـ 20 ألف طفل.
وقال مايكل دوني، المدير التنفيذي للاتحاد البريطاني للتنس خلال الدور قبل النهائي للنسخة الحالية من كأس ديفيز، التي جمعت بين بريطانيا والأرجنتين في سبتمبر/ أيلول الماضي: "فريق كأس ديفيز هو مصدر الإلهام لهذا المشروع".
ولم يكن أيا من كل ما تحقق في رياضة التنس البريطانية أن يكون رأي عين بدون موراي، الذي خصص اتحاد اللعبة هناك "هاشتاج" دائم له عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تحت اسم "صانع التاريخ"، الرجل الذي قضى على لعنة التنس في بريطانيا.