مواطنة: رجل أمن قال لي يمكنكِ زيارة أهلكِ في الدراز مرة واحدة في الحياة
الوسط - محرر الشئون المحلية
بعد سنين من تعودها زيارة أهلها ومنهم والدها المُقعد في منطقة الدراز، رأت المواطنة بشرى ميرزا علي من أهالي الدراز وتسكن في مدينة حمد، نفسها ممنوعة من زيارة أهلها، إلا أنه يمكنها ذلك لمرة واحدة في حياتها كما أخبرها أحد رجال الأمن في مركز شرطة البديع، حسبما قالت لـ"الوسط".
ووصفت المواطنة معاناتها التي استمرت شهور، بقولها: "أنا من الدراز ومتزوجة من خارج الدراز وأسكن في مدينة حمد، أعاني من مشكلة عدم مقدرتي على زيارة أهلي إلا مرة واحدة في الأسبوع بحكم انشغالي في وظيفتي كمعلمة، فكل أسبوع أزورهم يوم الجمعة، وفي كل مرة أذهب يوم الجمعة أصطف في طابور السيارات مدة طويلة، وعندما أصل نقطة التفتيش يطّلعون على رخصة القيادة الخاصة بي فيمنعوني من الدخول، ولأني أقطع مشواراً مع أطفالي فأرفض أن أنصرف بكل سهولة، فأنتظر مدة لعل وعيسى يرأفوا بحالي ويسمحوا لي بدخول الدراز، ولكن ما يحدث أنهم يتركوني أنتظر لمدة نصف ساعة لحين وصول الشرطة النسائية، وفي أحيان كثيرة أضطر للانصراف وأطلب المساعدة من أحد أخوتي القاطنين في الدراز، فيأتوا لي لنقطة التفتيش ويحاولوا إدخالي من خلال سياراتهم".
وذكرت المواطنة "استمر الحال على ما هو عليه لشهور، ولمّا تعبت من هذا الوضع المزري، لجأت إلى مركز شرطة البديع، وخرجت من الدوام وذهبت لمحاولة أخذ تصريح منهم للسماح بدخولي الدراز، وطلبوا مني أن أكتب رسالة، فكتبت رسالة شرحت فيها ظروفي وأرفقت فيها كل الاثباتات بأن أهلي يقطنون الدراز، وقالوا لي بأنهم سيتصلوا لي، فتلقيت اتصالاً بعد يوم من شرطي في المركز أخبرني بأن طلبكِ مرفوض، فسألته عن السبب، فردّ عليّ: ستدخلين الدراز لأهلكِ مرة واحدة في الحياة، اذهبي لهم في هذا اليوم وتزودي منهم وانتهى الأمر".
وأضافت "وجهت له سؤالاً بشأن السبب الذي يمنع المواطن من زيارة أهله؟ فقال لي: هذا القانون وهذه الأوامر التي تلقيناها ولا نستطيع فعل شيء، يمكنكِ الذهاب اليوم فقط، فقلت له: هذا ليس عدلاً أليس لديك أهل؟ هل ترضى بأن يحصل هذا الموقف لك أو لأهلك أو لزوجتك؟، فرد عليّ: أنا أفهم موقفكِ ولكن ليس بيدي حيلة، فقط قاطنو الدراز يدخلونها، وأنتِ من مدينة حمد لا تستطيعين الدخول للدراز إلا اليوم إن رغبتي سنُدخلكِ، ولديّ حل صعب وهو أن تغيري عنوانكِ ليصبح في الدراز، فسألته: كيف أحول عنواني على الدراز وأنا لدي وثيقة إسكان وأسكن في منزل باسمي وباسم زوجي، كيف أتخلى عن حقي الشرعي في منزلي لأرى أهلي؟ هذا أمر مستحيل".
واختتمت المواطنة "سلّمت أمري إلى الله، وأغلقت الهاتف، وهذا وضعي لمدة شهور ألاقي صعوبة كبيرة ومعاناة برغم أني درازية المنشأ وأهلي جميعهم من الدراز ووالدي مقعد ومشلول لا يستطيع المشي ولا يستطيع القدوم لي لزيارتي، فإلى متى ننتظر ونصبر على هذا الحال؟".
ويشكو أهالي منطقة الدراز من الإغلاق الأمني لمنطقتهم، وذلك منذ أن أعلنت وزارة الداخلية عن إسقاط جنسية الشيخ عيسى أحمد قاسم في (20 يونيو/ حزيران 2016)، وتنظيم تجمع عند منزله في الدراز، إذ يسمح رجال الأمن بالدخول لمنطقة الدراز للمواطنين القاطنين في المنطقة فقط، وذلك بعد التأكد من هوياتهم.