مسئول سعودي: السعودية لم تهدد برفع إنتاجها من النفط .. ليس أسلوبها
الوسط – المحرر الاقتصادي
أكد لصحيفة "الاقتصادية" السعودية اليوم السبت (5 نوفمبر / تشرين الثاني 2016) مسئول سعودي نفطي، أن ما نشرته وكالة أنباء عالمية أمس، من أن السعودية هددت برفع إنتاجها النفطي إلى 12 مليون برميل يوميا غير صحيح.
وأشار المصدر إلى أن السعودية لا تلجأ إلى هذا النوع من التفاوض، مؤكدا أن مشاورات "أوبك" لتحديد الحصص التي على المنتجين تخفيضها لا تزال جارية، وسوف تعرض نتائجها على الاجتماع الوزاري المقرر عقده في فينيا نهاية نوفمبر.
يأتي ذلك بعد أن نشرت وكالة أنباء أجنبية على لسان مصادر لم تسمها، أن السعودية هددت برفع إنتاجها النفطي ما بين 11 و12 مليون برميل يوميا، إذا لم تلتزم دول أخرى في المنظمة بينها إيران بتخفيض حصتها من الانتاج.
وتأتي تأكيدات المصدر السعودي الذي تحدث إلى "الاقتصادية" متسقة مع ما نشرته "رويترز" أمس، من أن مصدرا خليجيا في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، قال "إن السعودية لم تهدد أي أحد بزيادات في الإنتاج خلال اجتماع لخبراء أوبك الأسبوع الماضي"، لكنها حذرت من ارتفاع الإنتاج في أنحاء العالم، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق على كبح الإمدادات.
وبحسب "رويترز"، فقد ذكر المصدر الخليجي الكبير في "أوبك" أن هذه ليست قضية السعودية، مشيرا -بشرط عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالحديث علنا في هذه المسألة- إلى أن جميع دول "أوبك" وغيرها من المنتجين غير راضين عن إيران لعدم رغبتها في المشاركة في التثبيت وكذلك العراق لعدم قبوله منهجية التثبيت وفقا لمصادر "أوبك" المستقلة.
وتابع المصدر الخليجي "لم تقل السعودية إن الإنتاج سيرتفع، بل قالت إن الإنتاج قد يرتفع، والسعودية لا تهدد ولا تنتج أكثر مما يحتاج إليه العملاء، وجميع الدول المنتجة للنفط قد ترفع إنتاجها إذا لم يكن هناك اتفاق، وهذه هي الحقيقة".
وفي أيلول (سبتمبر) اتفقت "أوبك" في اجتماع في الجزائر على خفض مبدئي متواضع لإنتاج النفط في أول اتفاق من نوعه منذ 2008 مع منح وضع خاص لليبيا ونيجريا وإيران الذين تضرر إنتاجهم بفعل الحروب والعقوبات.
وستجتمع "أوبك" يوم 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري للاتفاق على خفض الإنتاج بعد عامين من تخمة هائلة في المعروض العالمي وتدني الأسعار ما أضر بميزانيات المنتجين، لكن كثيرا من المراقبين في السوق يشكون في إمكانية التوصل إلى اتفاق ملموس أو تطبيقه.
إلى ذلك، واصل النفط خسائره أمس لليوم السادس على التوالي بعدما هبط خام برنت لأدنى مستوى منذ 11 آب (أغسطس) والخام الأمريكي عند أقل مستوى منذ 20 أيلول (سبتمبر)، وذلك تحت وطأة ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية والطلب الضعيف والشكوك بشأن قدرة المنتجين على تنسيق خفض الإمدادات.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت 46.21 دولار للبرميل منخفضة 14 سنتا عن الإغلاق السابق، وهبطت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط تسع سنتات إلى 44.57 دولار.
وبهذا يتراجع النفط لأطول فترة منذ حزيران (يونيو) وقبلها منذ كانون الثاني (يناير) مع هبوط برنت نحو 14 في المائة منذ الذروة التي سجلها في منتصف تشرين الأول (أكتوبر).
وقالت "بي. إم. آي" للأبحاث "استمرار الطلب الضعيف والمعروض القوي سيصبح محركا أشد للأسعار مع بدء تلاشي تأثير التدخلات اللفظية لـ"أوبك" وتغير التوقعات بخصوص التخفيضات المنسقة".
وتتوقع "بي. إم. آي" نطاقا سعريا بين 43 و53 دولارا للبرميل، مع دخول العام الجديد وأبقت على توقعاتها لمتوسط السعر عند 55 دولارا للبرميل و53.5 دولار للبرميل لبرنت وغرب تكساس الوسيط على الترتيب في 2017.
وتأثرت أسعار النفط في الأسبوع المنصرم بزيادة كبيرة في مخزونات النفط الأمريكي مع انخفاض إنتاج المصافي بينما هبطت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وبحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فقد ارتفعت مخزونات الخام بمقدار 14.4 مليون برميل في الأسبوع الماضي مقارنة بتوقعات المحللين لزيادة قدرها مليون برميل.