(رسالة مواطن)...هل استطاعت الدولة التغلب على مشكلة البطالة لدى الشباب البحريني؟
عندما كنت في مرحلة الطفولة، كنت أحلم بشهادة كبرى من جامعة كبرى، لأني سأحقق بها جميع أحلامي؛ بالعمل وكسب المال وبناء حياتي وأسرتي، ودائماً ما يتردد في ذهني أن الشهادة هي سلاحي الذي سيبني مستقبلي وحياتي، وأن جميع الأبواب ستفتح لي بمجرد حصولي عليها.
وبدأت مشوار حلمي، ودرست وتعبت وسهرت أكثر من 16 سنة، وأنا على مقاعد الدراسة، أنجز مرحلة تلو الأخرى، وأنا كلي فخر بنفسي على تحقيق الدرجات المثلى، وأخيراً تحقّق حلمي ونلت الشهادة الجامعية باستحقاق وجدارة، إلا أنني صُدمت بأن مشوار حلمي لم يكتمل!
فبعد الشهادة لم أحصل على العمل، ولم أحصل على مدخول يلبي احتياجاتي اليومية، جهدت وأنا أبحث عن العمل، ولكن كل أبواب الشركات والمؤسسات والوزارات كانت موصدة في وجهي؛ بحجه أنك لا تملك الخبرة اللازمة وأنه لا يوجد شواغر، ومن أين لدي الخبرة وأنا حديث التخرج ولم أُعطَ الفرصة للعمل؟ وأين هي الشواغر إذا كان الأجانب يشغلون أغلب مناصب الأعمال؟ أليس من واجب الشركات والمؤسسات والوزارات تنمية الطاقة الشبابية المواطنة واحتضان مهاراتهم في مجال إبداعاتهم وتخصصاتهم... وتفضيل المواطن على الاجانب؟
فما حال المواطن إذا استبدل مكانه بأجنبي؟ وما حال الوطن إذا لم يحمله ولم يطوّره شبابه؟
فمن هذا المنطلق أوجّه رسالتي إلى كل من يهمه الأمر من مسئولي ومؤسسات الدولة بالاهتمام بالمواطن، فكثيراً ما يشكو من تهميشه من فرص العمل والمساهمة في بناء الدولة، مما ينتج عنه زيادة البطالة، وتدني مستوى النمو الإقتصادي، وارتفاع مستوى خط الفقر للبلد.
فلماذا لا تلمسون معاناة الشباب والمواطن من كل الجوانب، ولماذا يحصل الأجانب على فرص العمل أكثر من المواطن؟ ولماذا لا نحد من ظاهرة البطالة بجعل فرص العمل للمواطن أولاً؟ على غرار البلدان المجاورة التي تضع المواطن أولاً في بناء الدولة والنهوض باقتصادها؛ بتوفير فرص العمل له قبل الأجنبي، فنلاحظ أنها بلدان ذات قوة ونهضة اقتصادية كبرى كلما أعطيت الطاقة الشبابية دور في بناء الدولة وفرص العمل، ستنهض الدولة بأعلى مستويات الاقتصاد، وتدني مستوى البطالة، والتقليل من المشاكل الشبابية التي تنتج عن البطالة.
أتمنى من كل قلبي أخذ رسالتي على محمل الجد والعمل بها، فوالله لن تبنى الدولة إلا بشبابها وأبنائها المواطنين الأعزاء، فأرجو الاهتمام بهم وخلق فرص العمل لهم أولاً قبل الأجانب، وحثّ أصحاب الأعمال على تبنّي حديثي التخرج، وصقل مواهبهم واحتضان إبداعاتهم، فهكذا يتم تطوير الدولة والنهوض بها إلى أعلى مستويات النهوض الاقتصادي و التنموي، ودمتم ودامت البحرين شامخة.
محمد