آلاف المغاربة يواصلون الضغط بشأن مقتل صياد
الحسيمة - رويترز
تظاهر آلاف المغاربة الذين كانوا يرددون هتافات ويلوحون بالأعلام في مدينة بشمال البلاد يوم الجمعة مواصلين الضغط على السلطات بعد أسبوع من سحق صياد حتى الموت في شاحنة قمامة في مواجهة مع الشرطة.
وأدى موت محسن فكري إلى أسبوع من الاحتجاجات في الشوارع في بعض من أكبر وأطول التحديات للسلطة في المغرب منذ اندلاع مظهرات مطالبة بالإصلاح خلال الربيع العربي في 2011 .
ولوح آلاف بالشموع والأعلام باللغة الأمازيغية ولافتات كانت المقاومة تستخدمها ضد الاستعمارين الفرنسي والإسباني في الوقت الذي رددوا فيه هتافات ضد المخزن وهو اصطلاح يستخدم لوصف المؤسسة الملكية وحلفائها.
وبعد خمس سنوات من التجمعات المطالبة بالديمقراطية والتي هزت المغرب تعد الاضطرابات التي وقعت الأسبوع الماضي تذكرة للإحباطات التي نجح النظام الملكي في احتوائها في الماضي بتعديلات دستورية محدودة وإنفاق كبير على الرعاية الاجتماعية وتشديد الأمن.
وكانت الجنازة التي جرت مساء أمس الجمعة (4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016)وما تلاها من مظاهرات الأحدث في سلسلة من التجمعات التي بدأت قبل أسبوع واحتشدت في ميدان بوسط الحسيمة حيث ينظر كثيرون إلى فكري بوصفه رمزا لانتهاكات المسؤولين والفساد والظلم.
وهتف الحشد باللغة الأمازيغية قبل استخدام اللغة العربية"إننا نشعر بحزن شديد فالمخزن يقتلنا.
"الشعب يريد هؤلاء الذين قتلوا الشهيد."
ونُظم هذا الحشد بعد يوم من تقليل وزارة الداخلية المغربية من شأن هذه الاضطرابات قائلة إن الملك رد بالفعل على المطالب بإجراء تحقيق عميق.
والمغرب شريك للغرب في الحرب ضد التشدد الإسلامي وهو يطرح نفسه كنموذج للاستقرار والإصلاح التدريجي منذ عام 2011 في منطقة أصبح فيها العنف الذي يمارسه المتشددون والاضطرابات السياسية الأمر المعتاد.
ويعيد هذا الغضب العام إلى الأذهان الانتفاضة التي شهدتها تونس في 2011 عندما أحرق بائع متجول نفسه بسبب تعديات الشرطة ما أدى إلى اندلاع ثورة أطاحت بزين العابدين بن علي من السلطة وبدء الربيع العربي.
ولكن على عكس تونس فاحتجاجات المغرب وتلك الاحتجاجات التي وقعت في 2011 لم تمثل مطلقا تحديا للنظام الملكي العميق الجذور وهو أقدم نظام ملكي في العالم الإسلامي من حيث فترة حكمه . وبدلا من ذلك دعوا إلى إصلاحات وإلى إنهاء انتهاكات المسؤولين .
وكانت الاحتجاجات التي وقعت الأسبوع الماضي سلمية واحتفظت الشرطة بمسافة في بلد تندر فيه الاحتجاجات السياسية .
وقالت محتجة وهي تلوح بشمعة إن "فكرت مات بطريقة بشعة ونحن خرجنا كي نقول للمخزن أن هذه الجريمة لن تمر دون رد."
وللحسيمة تاريخ طويل من المعارضة فهي عاصمة منطقة الريف التي تعد منذ فترة طويلة معقلا للتمرد حيث أمر ولي العهد في ذلك الوقت والذي أصبح فيما بعد الملك الحسن في أواخر الخمسينات جيشه بقتل مئات لسحق تمرد.
وقام الحشد فيما بعد يوم الجمعة بمسيرة صامتة إلى مركز الشرطة حيث سُحق فكري داخل شاحنة قمامة أثناء محاولته منع السلطات من تدمير 500 كيلوجرام من السمك الذي تقول إنه كان يبيعه بشكل غير قانوني.
وفي محاولة لتهدئة التوترات أمر العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي يقوم بجولة أفريقية وزير الداخلية بزيارة أسرة الضحية لتقديم العزاء بالنيابة عن القصر في لفتة نادرة .
ووجهت السلطات المغربية بالفعل تهمة القتل الخطأ لأحد عشر شخصا وسجنت ثمانية منهم من بينهم مسؤولان بوزارة الداخلية واثنان من مسؤولي الصيد المحليين ورئيسا مصلحة الطب البيطري في الحسيمة.
وقال سهيل فكري أحد الأشقاء الأكبر للضحية إن هذه فرصة لإصلاح الأمور بين المغاربة وإدارتهم العامة وإنه يتعشم أن تبقى كل الأمور تحت السيطرة.