التركي: «داعش» لم يعد يثق بالسعوديين.. وتوجه إلى «الوافدين»
الوسط – المحرر الدولي
أكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية منصور التركي أن زيادة الوعي لدى المواطنين السعوديين وعدم ثقتهم بالتنظيمات الإرهابية، دفعت تنظيم «داعش» الإرهابي للاستعانة بالوافدين في السعودية لتنفيذ عملياته الإرهابية في الفترة الأخيرة ، بحسب ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الإثنين (31 أكتوبر / تشرين الأول 2016).
ولفت التركي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في الرياض، للكشف عن إحباط عدد من العمليات الإرهابية وإلقاء القبض على ثمانية مطلوبين، إلى أن تنظيم داعش لم يعد يثق بالمواطنين السعوديين، إذ يشترط للانتماء إليه التزكية من أحد أفراده أو تقديم المال والمعونة لهم، أو صدق نيته في التفجير لمصلحتهم من خلال عمليات السرقة والسطو المسلح وتهريب الأسلحة والمخدرات وغيرها.
وأشار إلى أن تنظيم داعش قلل استهدافه للشباب السعودي، بل أنه أصبح لا يعطي كامل الثقة لهم إلا بعد التأكد بشكل قوي جداً وبتزكية من أحد الأفراد المنتمين للتنظيم.
وأوضح إعلان استهداف ملعب «الجوهرة» في جدة لا يدعو إلى الخوف والقلق، بل إلى الطمأنينة، إذ يؤكد أن الدولة تفرض جوانحها لحماية مختلف الأمكنة وفي أي وقت كان، مطالباً الجمهور ألا يجعل هذا الإعلان سبباً للخوف، وهو ما يحقق لهذا التنظيم أهدافه الرامية لنشر مثل هذه المخاوف.
وقال اللواء التركي: «ليس مستغرباً أن يستهدف هذا التنظيم الملاعب لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، خصوصاً في مباراة المنتخب الاخيرة مع الإمارات»، مبيناً أن «من استهدف المسجد النبوي لا يستغرب منه استهداف مثل هذه الأماكن الحيوية». وأوضح أن تنظيم داعش الإرهابي عبارة عن جماعة مجرمة ليس هدفها التفجير والقتل فقط، بل إنها تمتد إلى السرقة والسطو المسلح وغيره من العمليات الإجرامية في جميع مناطق المملكة.
وزاد: «ندرك عمق ما وصل إليه هؤلاء الارهابيون، وتأصل الإجرام فيهم، إذ يرتكبون جميع الجرائم بما فيها تهريب المخدرات والأسلحة، فضلاً عن قيامهم بالعديد من الجرائم المتنوعة في عدد من محافظات ومناطق المملكة، من قتل مواطنين وسطو مسلح وسلب لعمالة ومحال تجارية».
ولم يستبعد التركي وجود حال من الترابط والتزامن بين إطلاق صواريخ بالستية من الأراضي اليمنية من ميليشيات الحوثي وبين مخططات تفجيرية داخل المملكة من داعش، لكنه أشار إلى أنه من المبكر الحكم على هذه النقطة المتمثلة في الترابط بين الحوثي وداعش، في محاولة لزعزعة الأمن العام، مؤكداً أن ذلك يحتاج إلى الوقت لدراسة الحالة التشابهية أو الترابط بينهما.
بدوره، أكد اللواء بسام عطية أن العملية الأخيرة التي تم إحباطها في ملعب «الجوهرة» كان مخططاً لها أن تتم في سيارة مفخخة في المواقف، مشيراً إلى أنها تحمل 400 كيلو غرام من المتفجرات كان بإمكانها تفجير 800 ألف متر مربع وسقوط عدد كبير من الضحايا.
وأشار إلى أن المتورطين في هذه العملية أربعة أشخاص سوري وباكستانيين وسوداني، وأنه تم التخطيط لها بشكل كامل في سورية، وكانت السيارة من الحجم المتوسط بما تستوعب 400 كيلو متر من المتفجرات، مؤكداً أنه تم القبض عليهم خلال ساعة الصفر، وأن الهدف قتل الضحايا وتشويه صورة الرياضة السعودية من خلال شبابها. وقال: «المقبوض عليهم أخيراً كانوا يخططون لاستهداف رجال أمن في عدد من نقاط التفتيش، وأنهم يجتمعون في عدد من القواسم المشتركة في ما بينهم».
وأضاف: «المطلوبون كانوا يستهدفون ستة أهداف لرجال الأمن في عدد من نقاط التفتيش في الرياض والدمام وتبوك، وقاموا بشراء الأسلحة ودفنها في الصحراء، وهناك قواسم مشتركة بينهم هي أنهم يقطنون في شقراء، وتجمعهم الدراسة والتنزهات البرية والشريحة العمرية مما خلق بيئة متجانسة، ونشأ فكرهم في 2014، كما كانوا يقضوا الساعات الطويلة في مشاهدة مقاطع إعلامية ذوي المنهج التكفيري، وفي 2015 كان لا بد من اقتناعهم أن يخدموا هذا التنظيم الإرهابي باستهداف إرهابي باغتيال رجال الأمن».
وأضاف: «كان التواصل من خلال عبدالعزيز الدعجاني، وهو الأقرب للقيادة مع حساب (المناصرون) المتطرف، عبر معلومات تفصيلية لمن أراد الانضمام، وهناك نقطتين، وهي التعرف على من لديه تطرف نحو هذا التوجه، والتأكيد والرغبة في تنفيذ العمليات الإرهابية من تفجير واغتيالات وغيره، ويتم التواصل مع سورية، وكانت مرحلة المساومة عبر الدعجاني من سورية بشكل مباشر في اختيار العناصر للتفجير والاغتيال».
وأوضح اللواء عطية أن تنظيم داعش الإرهابي يؤوي ويدعم من تنجح عملياته والعكس على من يفشل بتخليهم عنه، وتابع: «بعد تنفيذ العملية يعطي داعش له حق الإيواء والدعم بعد النجاح، وإن لم ينجح فليس له أي حقوق من إيواء ودعم ومساندة، طالباً منهم التزكية لدخول الأفراد للتنظيم، وطلب العملية الانتحارية والحماسة لها، ولا توجد عناصر قيادية لداعش في المملكة ويعتمد على اللامركزية في التوجيه».