هيلاري كلينتون في وضع دفاعي بعد اثارة مسألة بريدها الخاص مجدداً
واشنطن - أ ف ب
تستأنف المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون اليوم السبت (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) حملتها ولكن في وضع دفاعي بعدما أثار مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) مجدداً مسألة بريدها الخاص، في تطور مفاجئ سارع خصمها الجمهوري دونالد ترامب الى استغلاله.
وبعدما بدا انه يتجه الى الهزيمة بعد عشرة أيام، انتهز ترامب الفرصة ليؤكد لأنصاره انه لم يخسر المعركة. وقد اعطى عنواناً جديداً للمرحلة الاخيرة من حملته هو "فساد" منافسته ومشاكلها الأخلاقية.
وقال ترامب خلال تجمع في سيدار رابيدز بولاية ايوا مساء الجمعة ان "التحقيق هو اكبر فضيحة سياسية منذ ووترغيت، ويأمل الجميع في احقاق العدالة في نهاية المطاف". وسيعقد ترامب تجمعين السبت في كولورادو واريزونا.
ولا تزال كلينتون تتقدم استطلاعات الرأي في وقت بدأت عملية الاقتراع في 34 من الولايات الخمسين وادلى اكثر من 18 مليون اميركي بأصواتهم في شكل مبكر.
لكن بعض الاستطلاعات اظهرت نتائج متقاربة قبل التطور الأخير. فقد حصدت كلينتون 47 في المئة من نوايا التصويت مقابل 45 في المئة لترامب، بحسب استطلاع لشبكة "ايه بي سي" وصحيفة "واشنطن بوست" نشر السبت، علما بان المرشحة الديموقراطية كانت متقدمة بواقع 12 نقطة في استطلاع مماثل اجري قبل اسبوع.
والسبت، تشهد مدينة ميامي حفلاً موسيقياً كبيراً لجينيفر لوبيز في حضور كلينتون.
انتقاد الاف بي آي
وكان مدير الاف بي آي جيمس كومي ابلغ بواسطة البريد اعضاء في الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون انه تم العثور على رسائل جديدة في اطار تحقيق منفصل عن التحقيقات التي اغلقت في تموز/يوليو الفائت في شان رسائل وزيرة الخارجية السابقة.
وذكرت وسائل الاعلام انه عثر على الاف الرسائل هذه داخل جهاز كمبيوتر محمول يعود لمساعدة كيلنتون والعضو في فريقها في وزارة الخارجية هوما عابدين، وزوجها انطوني وينر الذي انفصلت عنه في آب/أغسطس، وذلك في سياق تحقيق يتناوله في قضية رسائل ذات مضمون جنسي وجهها إلى قاصر.
وندد الديموقراطيون بخطوة جيمس كومي مع بدء العد العكسي للانتخابات، وطالبوه بتوضيح ما اعلنه بهدف وضع حد للشائعات.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مقتضب في دي موين بولاية ايوا مساء الجمعة "انا واثقة مهما حصل بان نتيجة (التحقيق) في تموز/يوليو لن تتغير".
لكن الارجح ان مكتب التحقيقات الفدرالي لن يتوصل الى خلاصات جديدة بحلول الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر انطلاقا من حجم العمل المطلوب لدرس مضمون الاف الرسائل.
والسؤال: هل سيؤثر ذلك على نتيجة السباق الرئاسي؟
اعتبرت كلينتون ان "الناس حددوا منذ فترة طويلة رايهم في (قضية) الرسائل الالكترونية. لقد اخذوا هذا الامر في الاعتبار ليقرروا (هوية) من سيصوتون له".
والسبت، صرح نائب الرئيس الاميركي جو بايدن عبر شبكة سي ان ان "من الافضل ان ينشروا الرسائل الالكترونية، لدي ثقة كاملة بهيلاري".
لكن الجمهوريين يدرجون هذا الفصل الجديد في مسلسل الرسائل في اطار "تاريخ" الزوجين كلينتون المتهمين باكاذيب متكررة.
وقال المتحدث باسم الحزب الجمهوري شون سبايسر عبر سي ان ان السبت "لقد شاهدناهما يقومان بذلك طوال ثلاثين عاما. لا احد يغير عاداته. هذا ما ستكون عليه رئاسة كلينتون".
والواقع ان الجمهوريين والديموقراطيين على السواء يطالبون مكتب التحقيقات الفدرالي بتفسيرات حول "القنبلة" التي فجرها.
وحاول مدير الاف بي آي تبرير موقفه في رسالة داخلية لموظفيه الجمعة حصلت صحيفة واشنطن بوست على نسخة منها. وقد اوضح لهم انه شعر بوجوب اطلاع الكونغرس والراي العام على الامر، ولكن في غياب اي خلاصات حول قيمة الرسائل التي عثر عليها، لم يرد ان يشيع "انطباعات خاطئة".
والجمعة، تبين ان دونالد ترامب استثمر عشرة ملايين دولار اضافية في حملته، ما يجعل مساهماته الاجمالية تتجاوز 65 مليون دولار، علما بانه كان وعد بان تفوق مئة مليون.