تحسين مهارات القراءة... ولاء البقّالي أنموذجاً
الإنجاز الذي حققته البحرينية ذات السبعة عشر ربيعاً ولاء البقّالي (من مدرسة جدحفص الثانوية للبنات) يستحق كُلَّ التقدير والفخر والاعتزاز. فلقد حازت ولاء على المركز الثالث في مسابقة تحدّي القراءة العربي، وكانت المسابقة ضمّت 3.5 ملايين مشترك من مختلف أنحاء الوطن العربي، واستطاعت أن تنافس وتفوز بالمركز المرموق. وقد قالت لـ «الوسط» إن حُبَّها للقراءة هو ما دفعها إلى المشاركة في المسابقة، مؤكدة «لم يكن هدفي الحصول على مركز بقدر رغبتي في تطوير نفسي وقراءة عدد أكبر من الكتب... فعلاً كنت أتمنى المركز الأول، لكن الهدف من المشاركة كان أن نثبت للغرب أنّ أمّة اقرأ تقرأ». (فيديو لقاء ولاء البقالي).
إنّ تحسين مهارات القراءة للأطفال والصغار تعتمد على أولياء الأمور، وهذا كان واضحاً في كيفية اهتمام والد ووالدة ولاء البقالي بالقراءة، وأثرهما على أولادهما وبناتهما، إلى الدرجة التي أوصلت إحداهن للمنافسة على مستوى العالم العربي، والفوز بالمركز الثالث من خلال قراءة 50 كتاباً خلال شهرين، ومن ثمّ القدرة على تلخيص الأفكار والنجاح في التقييمات التي تمّت في البحرين ثم في دبي.
وبحسب الأخصّائيين في هذا المجال، فإنّ هناك نوعين من الآباء والأمّهات؛ إذ إنّ هناك من يؤمن بإمكانية تنمية ذهنية الأبناء عبر بذل الجهد في التعلم، وبالتالي فإنهم يُقدّرون الجهود التي يبذلها أبناؤهم أكثر من اهتمامهم بشكليات التعليم، مثل العلامات والدرجات. وهناك على الطرف الآخر من يرى بأنّ القدرة الذهنية لأبنائهم ثابتة وتولد معهم، وبالتالي فإنهم يركزون على العلامات والدرجات التي ينالها الأبناء في المدرسة.
الذين يرون أنّ ذهنية أبنائهم قابلة للنمُوّ عبر التعلم يدفعون أبناءهم أكثر نحو تحسين القراءة باستمرار، وبالتالي يتحوّل هذا النمُوّ الذهني تدريجيّاً إلى عشق للقراءة مع الزمن، بحيث يُقبل الطفل والصغير على قراءة الروايات وفهم النصوص بما يؤثر مباشرة في تنمية قدراته الذهنية ويحسن جهوده النوعية، والتي تنفعه أكثر من التركيز فقط على العلامات.
إنّ تحسين مهارات القراءة بوّابة للنجاح والتقدُّم في الحياة؛ إذ يستتبع القراءة وفهم النصوص تطوير قدرات الكتابة بما يُطوِّر المهارات التعبيريّة بلغة رئيسة واحدة أو بأكثر من لغة واحدة. كما يستتبع ذلك امتلاك مهارات الحوار والنقاش وتوليد الأفكار، وذلك هو سرُّ تقدُّم الأمم.