الغريفي: لسنا مشاكسين... ونوافق على تقنين «أحكام الأسرة» بـ «ضمانات»
القفول - محرر الشئون المحلية
قال رجل الدين السيد عبدالله الغريفي، في الحديث الذي ألقاه مساء الخميس (27 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) بجامع الإمام الصادق (ع) في القفول: «حينما يكون لنا موقفٌ في شأن التَّقنين الوضعيِّ لأحكام الأسرة، فلسنا مشاكِسِين، ولا دعاة فوضى، وانفلاتٍ، ولسنا ضدَّ مصالح المرأة، والأسرة كما تحاول أنْ تُسوِّقَ ذلك بعضُ كلماتٍ، وإنَّما هي الخشيةُ كلُّ الخشيةِ أنْ تُخترق شريعة الله تعالى، وإنَّما هي الحراسةُ لأعراضِ النَّاس، وإنَّما هي المحافظة على خصوصيَّة المذاهب».
وأضاف «نوافق على التَّقنين لأحكام الأسرة في ظلِّ الضَّمانات الآتية: الضَّمانة الأولى: مرجعيَّة الشَّريعة الإسلاميَّة، الضَّمانة الثَّانية: إشراف، ومصادقة فقهاء مُعْتَمَدِين، الضَّمانة الثَّالثة: ضمانة دستوريَّة غير قابلة للتَّعديل، تؤكِّد على الأَمْرَين، الأوَّل والثَّاني، أمَّا إذا كانت المادَّة الدُّستوريَّة قابلة للتَّعديل، أو كانت جزءاً من القانون نفسه، فهي لا تشكِّل ضمانة، وأكرِّر - هنا - ضرورة أنْ يعالج هذا الشَّأن بلغةِ الحوار مع أصحاب الفقه والشَّرع».
الغريفي: لسنا مشاكسين ولا دعاة فوضى... ونوافق على تقنين «أحكام الأسرة» بـ «ضمانات» ولا نرفض الحوار الجاد
القفول - محرر الشئون المحلية
قال رجل الدين السيد عبدالله الغريفي، في الحديث الذي ألقاه مساء الخميس (27 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) بجامع الإمام الصادق (ع) في القفول: «حينما يكون لنا موقفٌ في شأن التَّقنين الوضعيِّ لأحكام الأسرة، فلسنا مشاكِسِين، ولا دعاة فوضى، وانفلاتٍ، ولسنا ضدَّ مصالح المرأة، والأسرة كما تحاول أنْ تُسوِّقَ ذلك بعضُ كلماتٍ، وإنَّما هي الخشيةُ كلُّ الخشيةِ أنْ تُخترق شريعة الله تعالى، وإنَّما هي الحراسةُ لأعراضِ النَّاس، وإنَّما هي المحافظة على خصوصيَّة المذاهب».
وأضاف «هذه ليست مجرَّد هواجس واهمة؛ فها هي تجارب دول أخرى تمَّ فيها التَّقنين الوضعيُّ لأحكام الأسرة، متضمِّنًا مخالفاتٍ صارخةً لنصوص الشَّريعة، - وربما أتعرض في حديث آخر إلى هذه المخالفات -، قد يقال: لماذا كلُّ هذا التَّخوُّف، ودستور دولتنا ينصُّ على أنَّ دين الدَّولة الإسلام، وأنَّ الشَّريعة مصدر رئيسي للتَّشريع؟، ثمَّ إنَّ مَنْ سيشرف على كتابة هذا القانون هم متخصِّصون في الشَّريعة، بحسب رؤى هذا المذهب، أو ذاك؟»، مبيناً «لنا ملاحظات كبيرة على هذا الكلام، لا أجد ضرورة أنْ أذكرها في هذه العجالة، وإذا اقتضت الضَّرورة أنْ نذكرها، فسيكون ذلك، ونحن لا نرفض أيَّ حوار جادٍّ وحقيقيٍّ حول هذه القضايا بعيدًا عن المزايدات الإعلاميَّة، وعن لغةِ الاستفزاز، والطَّعن، والاتِّهام، والمشاكسات».
وتابع «قلنا، ولازلنا نقول: إنَّنا نوافق على التَّقنين لأحكام الأسرة في ظلِّ الضَّمانات الآتية: الضَّمانة الأولى: مرجعيَّة الشَّريعة الإسلاميَّة، الضَّمانة الثَّانية: إشراف، ومصادقة فقهاء مُعْتَمَدِين، الضَّمانة الثَّالثة: ضمانة دستوريَّة غير قابلة للتَّعديل، تؤكِّد على الأَمْرَين، الأوَّل والثَّاني، أمَّا إذا كانت المادَّة الدُّستوريَّة قابلة للتَّعديل، أو كانت جزءًا من القانون نفسه، فهي لا تشكِّل ضمانة، وأكرِّر - هنا - ضرورة أنْ يعالج هذا الشَّأن بلغةِ الحوار مع أصحاب الفقه والشَّرع».
وأشار إلى أنَّ «أيَّ فَرْض لقانون الأسرة يتجاوز قناعة أصحاب الرَّأي الشَّرعيِّ من أتباع هذا المذهب (الحديث عن أحكام الأسرة - الشِّق الجعفري) سيُنتج تعقيداتٍ صعبةً، نتمنى ألا يُزجَّ هذا الوطن في منزلقاتِها، وخاصَّة وهو يمرُّ بأزماتٍ، وأملنا الكبير أنْ يجتازها بأمنٍ وسلام، وهذا يفرض أنْ تتلاحم كلُّ المكوِّنات، والطَّوائف، والمذاهب».
ونبّه إلى أنَّ «زجَّ البلاد في تجاذبات أمرٌ في غاية الخطورة، وخصوصاً حينما يكون الأمر يلامس الشَّأن المذهبيَّ، وتشتدُّ الحساسيَّةُ إذا كانت المسألةُ مسألة أعراضٍ، وأنسابٍ، ومواريث، كما هو موضوع (الأحوال الشَّخصيَّة)، ومهما تكن المبرِّرات، فمعالجة هذا الشَّأنِ في حاجةٍ إلى درجةٍ عاليةٍ من الحِكمةِ، والرَّوِيَّةِ؛ خشيةَ أنْ تحدث تداعياتٌ ضارَّةٌ بأوضاعِ هذا الوطن».
وواصل الغريفي «قد يُقال: أَلا تفرض معاناةُ المرأة بسبب غياب قانون الأسرة ضرورة التَّعجيل بإصدار هذا القانون؟، أترك الإجابة عن هذا التَّساؤل إلى حديثٍ قادمٍ - إنْ شاء الله تعالى -، وكذلك الإجابة عن بعض المقولات الأخرى، كما أترك للآخرين حقَّ النَّقد والمحاسبة إذا كانت اللُّغةُ لغةَ نقدٍ ومحاسبةٍ، وليست لغةَ قذفٍ وسبٍّ، وإثاراتِ منفعلةٍ، ولا لغة استفزاز، وترهيبٍ، وتخوين، إذا كان من حقِّ المطالِبِين بإخضاع الشَّأن الأسريِّ في أحكامه الشَّرعيَّة إلى المؤسَّسة الوضعيَّة أنْ يقولوا الكلمة، وأنْ يدافعوا عن ذلك، فلماذا لا يحقُّ للرَّافضين، أو المتحفِّظين أنْ يقولوا الكلمة، وأنْ يدافعوا عن موقفهم؟، لا شكَّ أنّ حماية شرع الله تعالى أمر مطلوب،
ولا شكَّ أنَّ الدِّفاع عن مصالح النَّاسِ المشروعة أمر مطلوب، ولا شكَّ أنَّ حرِّيَّة الرَّأي وفق الضَّوابط أمر مطلوب، ولا شكَّ أنَّ محاسبة القناعات من خلال حوارات نظيفة أمر مطلوب، وأنَّ أيَّ تجاوزٍ لهذه المرتكزات له مآلاتُه، ومنتجاته الضَّارَّة بأوضاع الأوطان، والمؤزِّمة للعلاقات، والمؤسِّسَة للصِّراعات والخلافات».
وفي موضوع آخر، تحدث الغريفي عن أن «موسم عاشوراء يحتضنُ الجميع»، وقال: «كيف لا يحتضنُ هذا الموسم كلَّ الطَّوائفِ، والمذاهبِ، والمكوِّناتِ وهو موسمٌ أنتجتهُ نهضةُ الإمام الحسين (ع)، فيما تحمله هذه النَّهضةُ من أهداف الإسلام، وأهدافِ كلِّ الرِّسالات، وأهداف الإنسانيَّة، يَظْلِمُ هذا الموسمَ مَنْ ينغلقُ به على طائفةٍ، أو مذهبٍ، أو مكوّنٍ، ويَظْلِمُ هذا الموسمَ مَنْ يحاصرُهُ في داخل طائفةٍ، أو مذهبٍ، أو مكوِّنٍ، ويَظْلِمُ هذا الموسمَ مَنْ لا يريدُ له أنْ ينفتح على كلِّ الطَّوائفِ، والمذاهبِ، والمكوِّناتِ، هؤلاءِ الَّذينَ انغلقوا بهذا الموسم، وهؤلاءِ الَّذينَ حاصروه، وهؤلاءِ الَّذينَ لا يريدون له الانفتاح... هؤلاء جميعًا لم يفهموا عاشوراء، أو أساؤوا فهمَ عاشوراء، أو أرادوا أنْ يصادروا حضورَ عاشوراء».
إلى ذلك، قال الغريفي: «يُحقُّ لنا أن نسجِّلُ ألمًا، وانزعاجًا حينما نسمعُ أحدًا في هذا الوطنِ الذي احتضن عاشوراء - دولة،ً وشعبًا - ومنذ قرونٍ طويلة، حينما نسمع هذا يضيق بمشاركةِ مكوِّنٍ دينيٍّ، أو مذهبيٍّ، أو سياسيٍّ، أو ثقافيٍّ، أو اجتماعيٍّ في موسم عاشوراء.
المطلوبُ أنْ تُثمَّن هذه المشاركاتُ؛ كونها تسيِّج التَّلاحم بين مكوِّناتِ هذا الوطن».
وأضاف «إنَّنا ننتظر أنْ يشارك في هذا الموسم مسئولون ورموز سياسيَّةٌ، وثقافيَّةٌ، وعلماء ينتمون إلى أديان، وطوائف، ومذاهب.
إنَّنا جميعًا في هذا الوطن مطالبون بأنْ نستثمر هذا الموسم في إنتاج مشروعات التَّفاهم، والتَّلاحم، والمحبَّة، والتَّسامح».
وقال: «إذا أصبح عاشوراء للجميع، فستتجذَّر القِيم الكبرى التي تتجاوز المساحاتِ المذهبيَّة الضَّيِّقة، وسيرتقي خطابُ هذا الموسم؛ ليكون خطابَ وحدةٍ وتآلفٍ، وخطابَ محبَّةٍ وتسامح، وخطابَ أمنٍ وسلام، وخطابًا يحملُ همومَ وطنٍ، وهمومَ شعب، وهمومَ أمَّة، وكلَّما كانت المفاصلةُ تجذَّرت المعطياتُ المذهبيَّة، وغابت قِيم الوحدة والتَّقارب، ونشطت نزعات التَّشطُّر والانقسام، وتنفَّستْ لغة الخصومة والعداء، نريد لعاشوراء أنْ تكون الحاضرة في كلِّ الأوساط، كما نريد لكلِّ الأوساط أنْ تكون حاضرة في موسم عاشوراء».