والدها: ابنتي تفوَّقت عليّ... وأخاف أن تُحرجني
بالفيديو... ولاء البقالي لـ «الوسط»: أتمنَّى دراسة الطب...وشاركت في «تحدي القراءة» لأثبت أنَّ أمَّة اقرأ تقرأ
الوسط - حوراء مرهون
احتفت صحيفة «الوسط»، أمس الخميس (27 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، بالبحرينية ذات السبعة عشر ربيعاً ولاء البقالي، التي حازت مؤخراً المركز الثالث في مسابقة تحدي القراءة العربي، وكانت المسابقة ضمت 3.5 ملايين مشترك من مختلف أنحاء الوطن العربي.
واستقبلت هيئة التحرير بالصحيفة ولاء البقالي، وعبَّرت لها عن كامل دعمها لجهودها، واحتضانها لهذه الموهبة التي تحملها، كما كرمها رئيس التحرير منصور الجمري.
وفي حديث إلى «الوسط»، قالت البقالي: «حبي للقراءة هو ما دفعني إلى المشاركة في المسابقة، لم يكن هدفي الحصول على مركز بقدر رغبتي في تطوير نفسي وقراءة عدد أكبر من الكتب... فعلاً كنت أتمنى المركز الأول، لكن الهدف من المشاركة كان أن نثبت للغرب أنّ أمة اقرأ تقرأ».
وأضافت «مسابقة تحدي القراءة العربي أحدثت نقلة نوعية في الوطن العربي، الإحصائيات السابقة كانت تقول إن القارئ العربي يقرأ ربع صفحة سنويّاً، لكننا نرى الآن أن العرب قرأوا 150 مليون كتاب».
وعن تجربتها الشخصية في المسابقة، ذكرت أن المسابقة أضافت إليها الكثير، فأصبحت تقرأ في الجغرافيا والتاريخ والدين، بدلاً من الروايات فقط، وأثْرت خزينتها اللغوية كذلك.
وقالت عن الفوز بالمركز الثالث: «حصل هذا بتوفيق من الله ودعم البحرين كلها، الهيئة التدريسية وطالبات المدرسة وأهلي كذلك، ثقتهم وإيمانهم بي جميعاً هما سبب نجاحي، فقد كنت أحاول ألَّا أخيِّب أملهم، فبذلت قصارى جهدي».
وعن المسابقة تحدثت قائلة: «كانت أول خطوة، هي تلخيص الكتب المقروءة في جوازات خاصة بالمسابقة، وطلب منا قراءة 50 كتاباً، كل كتاب من 100 صفحة، وفي المقابلة كانت الأسئلة عن ملخص الكتاب وقياس فهمك له من الذاكرة دون الرجوع إلى الكتاب، وكانت طريقة التقييم عبارة عن درجة نهائية توزع على المقابلة، الامتحان التحريري، وتصويت الجمهور».
البقالي الحاصلة على أعلى نسبة في مدرستها والبالغة 99.6 في المئة، تؤمن بأن «القراءة كانت سبباً في تفوقها، فالقراءة والتحصيل العلمي هما وجهان لعملة واحدة».
وأضافت «القراءة تعرفنا على عادات وحضارات الشعوب المختلفة، وخصوصاً إذا كانت الكتب مترجمة، تعرفنا على النظريات والمبادئ، القراءة تجعل الإنسان يفهم نفسه ويفهم من حوله، مثلاً من قراءة أحداث رواية مَّا، نتعرَّف على شخصيات أبطال الرواية، وبعد ذلك نستطيع فهم الشخصيات المماثلة لهؤلاء الأبطال في الواقع واستيعاب تصرفاتهم».
وتفضل البقالي قراءة الكتب الورقية، وتبتعد عن الكتب الإلكترونية، ولا تتخذ قدوة في حياتها، وقالت: «يجب ألا تكون لدينا قدوة في كل شيء؛ لأن الله لم يخلقنا لنصبح متشابهين، لا أتمنى أن أصبح مثل شخص بحد ذاته، وإنما كل الأشياء الرائعة في مختلف الأشخاص أتمنى أن اكتسبها».
وعن طموحها، ذكرت البقالي أنها تتمنى الحصول على بعثة لدراسة الطب خارج البحرين، وأن تصبح امرأة ناجحة مثقفة يشار إليها في جميع المحافل الدولية والعربية.
والد ولاء، عبدالهادي البقالي علق على فوز ابنته، قائلاً: «شعور لا يوصف، تمنيت أن هذا الحدث لا ينتهي ويستمر لأيام، لدرجة أنه على رغم مضي أيام على التتويج، فإني مازلت أشعر بنشوة الفرح».
وأضاف «اللحظة التي ذكر فيها المذيع أن ولاء ممثلة مملكة البحرين صعدت ضمن الثلاثة للمنافسة النهائية، كانت فرحة عظيمة، لم أشعر بمثلها في 49 سنة عشتها من حياتي».
وتحدث عن ابنته، قائلاً: «غالبية الشباب الآن يضيعون غالبية وقتهم في الأجهزة الذكية، لكنني أفتخر بولاء، وكل من هم في جيلها ومازالوا يحافظون على القراءة، ولاء عمرها صغير، لكن بالقراءة استطاعت أن توسع مداركها وتصبح وكأنها سيدة كبيرة لها من العمر الكثير».
وأضاف ضاحكاً «سابقاً كنت أناقشها في الكثير من الأمور، لكن الآن بعد تجربتها التي مرَّت بها، أخاف مناقشتها؛ لأنها تحمل معلومات وأفكاراً تخصصية وقيِّمة، وأخاف أن تحرجني، فهي تفوقت على والدها بكثير، أنا مهزوم أمامها».
يذكر أن ولاء عضو في مبادرة تحدي القراءة العربي، التي تهدف إلى قراءة 5 آلاف كتاب في 2016، وهي في صدد كتابة مراجعات لهذه الكتب، كما أنَّها عضو في نادي اقرأ التابع إلى نادي المعامير، وعضو في نادي اقرأ، وكانت قد شاركت في الصيف الماضي في مؤتمر للمرأة، في مدينة بوسطن بحضور 100 فتاة من مختلف دول العالم.
وشاركت في مسابقات للقصة القصيرة وحازت عدة جوائز.
والطالبة ولاء عبدالهادي أحمد البقالي، الطالبة بمدرسة جدحفص الثانوية للبنات في الصف الثالث الثانوي، وصلت إلى النهائيات بعدما تفوقت على قرابة 18 ألف طالب وطالبة، شاركوا بالتحدي على مستوى البحرين، وخاضوا ثلاث مراحل من التصفيات الوطنية.
وضمت القائمة النهائية 18 طالباً وطالبة هم الأوائل من 15 دولة عربية بواقع 12 طالبة و6 طلاب وصلوا إلى المرحلة الأخيرة بعدما تفوقوا في التحدي على 3 ملايين و590 ألفاً و743 طالباً وطالبة شاركوا ضمن 3 تصفيات إقليمية نفذت خلال الفترة من (سبتمبر/ أيلول 2015) حتى (مايو/ أيار 2016) وفقاً لقواعد وضوابط التحدي الموضوعة بناء على أفضل المعايير العالمية.
وكان المشروع قد انطلق بدورته الأولى في (سبتمبر العام الماضي) تحت رعاية نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.