تدشين نظام المعلومات الصحية الإلكتروني بمستشفى الملك حمد بخبرة وكوادر وطنية
المنامة - بنا
أعلن قائد مستشفى الملك حمد الجامعي اللواء طبيب سلمان بن عطية الله آل خليفة تدشين نظام المعلومات الصحية الإلكتروني (HOPE)، وهو نظام متقدم جدا طورته كوادر بحرينية في وقت قصير وبأقل التكاليف.
وقال في مؤتمر صحافي إن المستشفى كان وقع عقداً مع شركة أجنبية العام 2011 لتطوير نظام صحي متكامل في ظرف سنتين بقيمة 5.6 ملايين دينار بحريني، مضيفاً أنه بعد تجربة أنظمة أخرى لم تتماشَ مع حاجيات المستشفى تقرر يوم (25 أغسطس/ آب 2015) البدء في تطبيق النواة الأولى لنظام المعلومات الصحي الإلكتروني ليتم بعد ذلك تعميمه تدريجيا على كل الأقسام في المستشفى، وخاصة أن النظام الجديد لم تتجاوز تكلفته 20 ألف دينار.
وأكد أن الهدف من النظام هو أن يكون لكل بحريني ملف طبي واحد في البحرين كلها، موضحاً أنه يمكن إرسال الملف الطبي إلى المريض (بحسب شروط أولها موافقة المريض) إلى أي طبيب داخل البحرين أو في أي مؤسسة صحية للتعرف على التاريخ الصحي للمريض بما أن البرنامج يسجل كل زيارات المريض للمستشفى وملاحظات كل طبيب دخل إليه.
وأعرب اللواء طبيب سلمان بن عطية الله آل خليفة عن استعداد المستشفى لإمكانية تطبيق النظام في مستشفيات أخرى، مؤكدا أنه يمكن للنظام أن يُسوَّق داخل البحرين وخارجها، وأن مركز محمد بن خليفة التخصصي للقلب ومستشفيات خاصة أخرى عبروا عن الرغبة في تطبيقه بالإضافة إلى ان مجمع السلمانية الطبي أبدى اعجابه بهذا النظام.
كما وجه الشكر الجزيل إلى مدير عام تقنية المعلومات في هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة على مساندته للمشروع.
كما عبر عن خالص الشكر والتقدير لرئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، على رعايته ودعمه اللامحدود للنظام.
وقال مدير عام تقنية المعلومات في هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة إن المميز في المشروع هو تكاتف الجهود الوطنية ما بين جميع الأطراف، بالإضافة إلى الخبرة التي يمتلكها مستشفى الملك حمد الجامعي تحت قيادة اللواء طبيب سلمان بن عطية الله آل خليفة وخبرة رئيس نظم المعلومات محمد هلال، وهي النتيجة التي نفخر بها مع استمرار مسيرة التطور.
وأعرب عن فخره بنظام عالمي منتج بالبحرين ويباع على مستوى العالم، مبينا أنه بفضل الجهود المبذولة نسعى أن يطبق هذا النظام في البحرين ليكون أول نظام موحد يباع على مستوى العالم.
وأشاد بالنظام الذي عُمل عليه في مدة سنة متفائلا بما قد تقدمه البحرين بعد 5 سنوات ، قائلا: "إنه يمكن لهذا النظام أن يوصلنا إلى ابتكار جهاز أو نظام يراقب المريض على مدار الساعة وهذا أيضا يساعدنا على توزيع الأدوية أو سحبها بالإضافة إلى معرفة الأمراض المنتشرة في مملكة البحرين بشكل سهل وآني".
وأشار إلى أن التحدي في العالم اليوم هو في النظام الصحي الأمثل الذي يتمثل في تقديم خدمات ورعاية مستمرة، وكيف نستطيع تصنيع وعمل أكثر من جهاز يقوم بتقديم منتجات متقدمة في هذا المجال ويقدم المعلومات والحقائق الكاملة.
من جانبه أعرب أستاذ نظم المعلومات الطبية في جامعة هاواي ومستشار وخبير نظم المعلومات الصحية في البنك الدولي دنيس ستلفلر عن إعجابه الشديد بهذا النظام الذي لا تمتلكه العديد من الدول ولا الشركات العالمية ولا يمكن للشركات العالمية العملاقة أن تطوره في وقت قياسي وبأقل التكاليف، واصفا ما يحدث في البحرين بأنه شيء غير عادي.
وأشاد بنظام المعلومات الصحية الإلكتروني، مؤكدا أنه برنامج عناية طبي افتراضي رائد حقق ما كان يحلم به العالم منذ أكثر من 20 سنة وهو الأول من نوعه في العالم.
وأشار إلى أن العالم يعاني من أزمات صحية متعددة الأوجه بسبب التكلفة العالية للخدمات الصحية في العديد من الدول ومنها الولايات المتحدة الأميركية، الناتج عن ارتفاع سعر الأدوية والتكنولوجيا الطبية وأجور الكوادر الطبية.
وأكد أنَّ الحل لهذه الأزمات هو جعل الأنظمة الصحية أكثر إنتاجية عبر استخدام أنظمة معلومات مبتكرة.
وأضاف أن العالم يعاني من انتشار الأمراض المزمنة مثل الضغط والقلب والسكري، وهو ما خلق تحديا كبيرا بالنسبة للعالم حول كيفية إدارة هذه الحالة.
و أضاف أن الحل هو تأمين عناية طبية متواصلة للمصابين بالأمراض المزمنة، موضحا أن ذلك قد يوفر فرصا لحاملي السكري على سبيل المثال والذين يتلقون العلاج في المستشفيات الحكومية والخاصة أن ينقذوا أقدامهم أو أعينهم أو كلاهما.
كما أكد متابعة أحوال هؤلاء المرضى عن طريق إيجاد سجل طبي إلكتروني يحتوي على المعلومات الصحية المهمة الخاصة بكل شخص.
وقال تأتي أهمية نظام المعلومات الصحية الإلكتروني الذي قام به مستشفى الملك حمد الجامعي من أنه يتزامن مع تدشين الخطة الوطنية للصحة التي أقرها مجلس الوزراء مؤخرا.
وفي السياق نفسه وجه رئيس نظم المعلومات الصحية في مستشفى الملك حمد الجامعي محمد هلال الشكر الجزيل إلى الشيخ سلمان الذي وفر كل مستلزمات النجاح للنظام الجديد.
وأكد أن البرنامج بني على أربعة أسس رئيسية، أولها أنه نظام عصري يواكب أحدث التطورات التكنولوجية. كما أنه يعتمد على الإنترنت لكي يسهل تقديم الخدمات الصحية للمرضى داخل وخارج المستشفى. بالإضافة إلى ذلك يتميز النظام بكونه يمكن الكادر الطبي من النفاذ إليه سواء كانوا داخل المستشفى أو خارجه باستعمال التكنولوجيا الحديثة مثل أجهزة الهاتف النقالة والحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية، وهو ما سيمكنهم من حرية الحركة من جهة ويمكن المرضى من الحصول على خدمات صحية أينما كانوا من جهة أخرى. أما الخاصية الرابعة فإن النظام يتميز بقدرته على الاستجابة، كونه برنامجاً ذا أداء عال وقابل للتطوير والتخصيص لتلبية احتياجات وخصوصيات المراكز الصحية الحكومية والخاصة.
وأشار إلى أن النظام سهل الاستعمال ومرن ويتميز بضمان سرعة الاستجابة. كما أنه يمكن للأطباء تنزيله في أجهزتهم الإلكترونية لكي يتمكنوا من التواصل مع مرضاهم ومتابعة أوضاعهم الصحية أينما كانوا وفي أي وقت، وخاصة الحالات الطارئة.
كما أكد أن النظام يحتوي على شاشة رئيسية توفر معلومات دقيقة وآنية عما يحدث في كامل أرجاء المستشفى من عيادات داخلية وخارجية، وأقسام الطوارئ والمراكز المتخصصة. كما تقدم الشاشة إحصائيات آنية ودقيقة حول نسبة الإشغال للأسرة في المستشفى وحالة المواعيد، كذلك يحدد البرنامج مكان تواجد المريض داخل المستشفى.
وأوضح مسئول البرنامج أن الشاشة تساعد المسئولين التنفيذيين في المستشفى على اتخاذ القرارات الدقيقة والسليمة والناجعة لضمان حسن سير العمل داخل المستشفى.
وأكد أن النظام يمكن الطبيب من التركيز أكثر على المريض دون الحاجة إلى إضاعة الوقت في كتابة الملاحظات الورقية مثلما كان يحدث من قبل، كما يمكنه من أن يملي ملاحظاته صوتيا، وبدوره البرنامج يقوم بتدوينها آليا. كما يمكنه من أخذ صور الإصابة للمريض وتحميلها مباشره للملف الخاص بالمريض.