مغني الراب تامر نفار يحيي حفلا في حيفا رغم محاولات إسرائيلية بمنعه
حيفا- وكالات
أحيى مغني الراب العربي تامر نفار مساء الاثنين الماضي حفلا فنيا في مدينة حيفا ضمن مهرجان حيفا الدولي للأفلام، وذلك على رغم مطالبة وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف بإلغاء مشاركة نفار في المهرجان بسبب الشاعر الفلسطيني محمود درويش.
وأمام نحو 1000 مشارك من عرب ويهود، صعد مغني الراب تامر نفار إلى المنصة، وقدم باقة من أغانيه الأخيرة التي غناها في فيلم "مفرق 48" وهو من بطولته، فيما احتشد عشرات من أتباع اليمين المتطرف في إسرائيل في محاولة لمنع تامر نفار من الصعود إلى المنصة وتقديم فقرته الغنائية.
كما وشهدت حيفا قبيل بدء العرض مناوشات بين عرب، ومؤيدين لليمين الإسرائيلي، فيما كانت الشرطة الإسرائيلية قد حققت في الأيام الأخيرة مع ناشطين يمينيين هددوا بالاعتداء على الحفل، وهما ناشطان في حزب الليكود اليميني الحاكم في إسرائيل.
وكانت وزيرة الثقافة الإسرائيلية قد كتبت عبر صفحتها في فيسبوك رسالة الى بلدية حيفا، تطالبه بإلغاء مشاركة تامر نفار في المهرجان. لكن البلدية رفضت الامتثال لطلب ريغيف. وكتبت ريغيف "يقلقني أن مهرجانا مثل مهرجان حيفا للأفلام، الذي أصبح رمزا للجودة وتقارب الشعوب والدول، اختار إعطاء منصة لفنان مثل تامر نفار، الذي يستغل كل فرصة وكل منصة ممكنة للخروج ضد فكرة دولة إسرائيل ووجودها كدولة يهودية".
وقالت في منشورها إن "الأموال العامة لا يجب أن تُستخدم لدعم نشطاء يسعون إلى تقويض الدولة وقيمها ورموزها باسم الفن وحرية التعبير".
ومغني الراب تامر نفار، هو ابن مدينة اللد، وهي مدينة مختلطة يقطن فيها العرب واليهود في قضاء تل أبيب وسط إسرائيل، وكان قد لعب دور البطل في فيلم "مفرق 48"، وهو مستوحى من قصة حياة حقيقية له، الشباب العربي الذي يعيش في إسرائيل مستخدما الموسيقى للاحتجاج على القمع السياسي ومجتمعهم المحافظ.
والفيلم يضم قصة حب بين كريم (الذي يقوم بتأديته تامر نفار، الذي شارك أيضا في كتابة السيناريو) ومنار، واثنينهما موسيقيين يتعاملان مع واقع الحياة في المدينة التي تعاني من الجريمة من اللد، حيث اليهود والعرب يعيشون جنبا إلى جنب.
واشتهر نفار في العام 2001 عندما أصدر أغنية "مين إرهابي" التي حملها من الانترنت أكثر من مليون شخص. وجعلت من فريقته "دام" اسما تداولا بين جيل الشباب في الشرق الأوسط، حتى أن مجلة الرولينغ ستون الفرنسية، عالمية الشهرة، وزعت الأغنية مجانا في أحد أعدادها، كما ودخلت هذه الأغنية في العديد من البومات المنوعات العربية والعالمية، إلى جانب أغان أخرى للفرقة.
وبعد عشر سنوات من التجول بين منصات العالم، صار أعضاء فرقة دام أكثر إصرارا على العيش في مدينتهم - اللد التي تبعد 15 دقيقه عن مدينة تل أبيب-يافا، وازداد عزمهم على تزويد شباب مدينتهم ومناطق أخرى ببرامج وفرص التي لا يتمتع بها الفلسطينيون في إسرائيل، بشكل عام. فقاموا بفعاليات تشجيعية وورشات عمل، خرجت من حدود مدينتهم ووصلت إلى مناطق الضفة الغربية والولايات المتحدة وكندا وأوروبا.