استئناف المحاكمة في سقوط «المعدة العملاقة» نهاية الأسبوع
سائق رافعة الحرم يتحجج بـ«الكتالوج» ويتهم زميله الألماني
الوسط - المحرر الدولي
تستأنف دائرة قضائية في المحكمة الجزائية جلساتها نهاية هذا الأسبوع بالبت في ملف قضية رافعة الحرم، إذ يقدم عدد من المتهمين مذكرات للرد على لوائح الاتهام الواردة بحقهم ، وفق ما قالت صحيفة عكاظ السعودية اليوم الإثنين (17 أكتوبر/ تشرين الأول 2016).
وكانت هيئة التحقيق والادعاء العام واجهت سائق الرافعة بتهمة تقصيره في إيقاف المعدة العملاقة بالوضعية الآمنة وفقاً لكتاب التشغيل المعد من قبل الشركة المصنعة - وفقاً لما ورد في تقرير شركة أرامكو - كونه آخر من قام بإيقاف التشغيل قبل سقوط الرافعة إلا أنه نفى ذلك وقال إنه قام بإيقافها وفقاً لما تعلمه من السائق الألماني السابق التابع للشركة المصنعة.
وجاء في إفادات
مواضيع أخرى
خادم الحرمين يرأس الاجتماع الـ5 لمجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية
السائق أنه التزم بجميع اشتراطات الأمن والسلامة في التشغيل ولكن لم يسبق له الاطلاع على دليل التشغيل الخاص بالرافعة التي سقطت ولا يعلم هل هناك (كتالوج) تعليمات متعلق بالتركيبات داخل المقصورة أم لا. وبمناقشته من قبل المحققين عن أن المعتبر في الوقوف الآمن للرافعة التي سقطت هو دليل التشغيل المعد من قبل الشركة المصنعة وليس السائق الذي سبقه، أفاد أنه لم يكن يتم تلقينه سوى ما تعلمه من السائق السابق المكلف من الشركة المصنعة حسب علمه، وليس لديه ما يثبت أن السائق السابق مكلف من الشركة المصنعة أو من المقاول. وفي حيثيات رده أوضح سائق الرافعة العملاقة التي سقطت العام الماضي - مصري الجنسية - أن ارتفاع المعدة ثابت منذ عمله في شهر يوليو من العام 2014 ولم يتغير.
وقال إنه يتلقى تعليمات الأمن والسلامة في ما يتعلق بالرافعة من اثنين من المهندسين المتهمين بالتقصير في قضية رافعة الحرم، أحدهما متخصص في الرافعات من حيث الأوامر التشغيلية من طلب النقل والرفع للمعدات والمواد المستخدمة في المشروع، والآخر مسؤول عن الأمن والسلامة عن الرافعة وموقعها.
وتابع السائق أنه يعمل في شركة (دبي بن لادن) قطاع المباني العامة والمطارات ولديه رخصة تشغيل لقيادة الرافعة التي سقطت من مراكز تدريب في مصر ومن شركة سعودية متخصصة، لافتا إلى أن آلية التشغيل للرافعة التي سقطت تبدأ بالكشف عن أرضيتها قبل تشغيلها ثم مراقبة تهريب الزيت والماء إن وجدت ثم التأكد من جميع أجزاء الرافعة من خلال جهاز الكمبيوتر الخاص بها قبل تشغيلها. ولفت السائق إلى أنه لم تتم ترجمة تعليمات التشغيل للرافعة باللغة العربية وتلقينها له ووضعها في مقصورة الرافعة، وأقر أنه لم يتم تزويده بتقارير عن أحوال الطقس والتغيرات الجوية عند التشغيل، في حين أوضح أنه يوجد بالرافعة جهاز لقياس سرعة الرياح.
قراءة سرعة الرياح
فريق التحقيق واجه سائق الرافعة بما ورد في تقرير أرامكو عن الحادثة من عدم وجود جهاز لقياس الرياح في الرافعة، إذ أجاب إنه توجد قراءات تظهر له سرعة الرياح أثناء العمل، وبين أن آخر وضعية ترك الرافعة عليها هي وضع الرافعة بالطريقة الآمنة التي تلقاها من السائق الألماني، بحيث تكون بعيدة عن الحرم وأن تكون وضعية الذراع بعكس اتجاه الحرم، ويتم تحديد ارتفاعه وفق ميزان داخل كمبيوتر الرافعة، وكشف سائق الرافعة أنه لم يتلق أي تعليمات بشأن إيقاف العمل أثناء موسم الحج، ولا توجد لديه تعليمات بإنزال الذراع الرئيسية عند توقف عمل الرافعة، ولم يبلغه أحد بذلك، وحسب علمه يكون إنزال الذراع عند الانتهاء كلياً من أعمال المشروع نهائياً.
وحول سبب عدم التزامه باشتراطات السلامة الواردة في كتاب التشغيل المعد من قبل المصنع بضرورة إنزال الذراع الرئيسية عند توقف المعدة عن الاستخدام قال: إنه من المعلوم لديه لا يتم إنزال الذراع إلا عند انتهاء أعمال الرافعة التشغيلية بعد انتهاء أعمال المشروع بشكل كامل ونقل الرافعة إلى موقع آخر.
حفظ الاتهام الجنائي
ناقشت هيئة التحقيق السائق حول قيامه بتغيير توجيه الرافعة في آخر يوم عمل له قبل حادثة السقوط فأوضح أنه قام بذلك بناء على التعليمات المعمول بها لكي يبعد الذراع عن الحرم، لأن هذا هو الوضع الآمن الذي يلتزم به منذ أن عمل عليها
وأبان السائق أن هناك تواصلاً بشأن إجراءات السلامة بين العاملين على الرافعة من حيث التأكد من سلامة (الوايرات)، وخلو الموقع من الناس، أما في ما يتعلق بأمور التشغيل فهم ملتزمون بإجراءات التشغيل وليس هناك تعليمات مبلغة من ناحية ارتفاع الرافعة.
وعن سبب عدم قيام زميله السابق بوضع الرافعة على الوضع الذي قام هو بوضع الرافعة عليه قبل وقوع الحادثة، أوضح أن ذلك بسبب وجود رافعات تعمل في الموقع خلال الفترة الصباحية، وعند حضوره في المساء انتهت هذه الأعمال فعمد إلى تغيير الوضعية، مبيناً أنه لا توجد وضعية ثابتة عند استلام وتسليم أعمال الرافعة بين السائقين خلال فترة العمل. وقال إن زميله السائق الآخر عمل أكثر من سنتين تقريبا مع السائق الألماني وهو عمل معه ثلاثة أشهر ويعد مصدر معلوماتهم.
كما سأل المحققون السائق عن كيفية تلقي المعلومات من السائق الألماني رغم أنه سائق فقط وليس مسؤولا عن إصدار التعليمات، أوضح أن السائق الألماني وصل من الخارج برفقة الرافعة، وهو فقط من كان يعطيهم التعليمات بخصوص الرافعة وأوضاعها. وذكر أنه سبق وأن تم إيقاف العمل مرتين أو ثلاثا بسبب زيادة سرعة الرياح وفق قراءات عداد الكمبيوتر أثناء العمل، لافتا إلى أن المشرف المسؤول عنه أثناء العمل في الفترة المسائية وهو مهندس مصري الجنسية كان في إجازة خارج السعودية. وخلصت التحقيقات إلى حفظ الاتهام الجنائي ضد سائق الرافعة في حين يظل استدعاؤه من قبل المحكمة للإدلاء بشهادته أمرا متوقعا.