3790 ريالاً غرامة على من ترتدي النقاب في سويسرا
الوسط – المحرر الدولي
انضمت سويسرا إلى قائمة الدول التي تمنع ارتداء النقاب في مدنها، وأصدرت المخالَفات والغرامات على المخالِفات من النساء في حال ارتدائهن ورفضهن، وستقوم السلطات في المدن السويسرية باعتبار النقاب مخالفة لقوانين الدولة ، بحسب ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الإثنين (17 أكتوبر / تشرين الأول 2016).
وأبلغت السفارة السعودية مواطنيها ضرورة الالتزام بالتعليمات الصادرة، مبينة ضمن تعليماتها، التي أصدرتها في شأن السفر إلى سويسرا، «أن السلطات المختصة في كانتو تشينو الواقعة في جنوب شرق سويسرا أعلنت أنه تم البدء في تطبيق قانون حظر النقاب في الأماكن العامة داخل نطاق الكانتون».
وأوضحت السفارة في دليل التعليمات وتحذيرات السفر، التي حصلت «الحياة» على نسخة منها، أن نطاق «الكانتون» يشمل عدة منها، وهي (لوقانو، لوكارنو، مغادينو، كياسو، بيلينزونا، اسكونا، ومندريسيو)، وحددت السلطات المختصة غرامة مخالفة قرار الحظر تصل إلى 3790 ريال سعودي، وقد تتجاوز هذا المبلغ في الحالات التي يتم فيها الإصرار على ارتدائه.
ودعت السفارة السعودية إلى ضرورة الالتزام والتقيد بالأنظمة والقوانين السويسرية، تفادياً لحدوث أية مشكلات، لافتة إلى أن القرار بُدئ تفعيله، علماً بأنه لم يكن مطبقاً في سويسرا، لذا يجب على الجميع الالتزام.
ويعود تاريخ حظر النقاب إلى الوقت الذي سببت فيه فرنسا لغطاً كبيراً في 2010، وأصبحت أول دولة أوروبية يحظر فيها على النسوة تغطية وجوههن في الأماكن العامة. في حين حذت بلجيكا حذو فرنسا في 2012، إذ حظرت أي لباس يمنع التعرف على هوية الشخص «لدواع أمنية»، أما هولندا التي منعت النقاب في مدارسها في 2007، فقررت لاحقاً توسيع العمل بهذا الحظر ليشمل الأماكن العامة، مثل وسائل النقل والجامعات وبعض المهن المحددة.
كما حظرت إيطاليا ارتداء النقاب في 2015، بعد أن كان يقتصر على مدن معينة، وتليها سويسرا، ومجدداً أقرت أستراليا أيضاً منعه، وبذلك تنضم أستراليا إلى فرنسا وسويسرا وبلجيكا وإيطاليا ودول أوروبية أخرى تمنع ارتداء النقاب أثناء العمل.
ونقلت سعوديات زرن سويسرا أخيراً، لـ«الحياة» أنهن واجهن قرار منع النقاب هذا، مشيرات إلى أن العقوبة الأولى تمثلت بالتعهد والإرشاد، وفي حال تكرار ذلك يتم إبلاغ السفارة للتواصل مع المواطنة التي تصر عليه. وقالت سهير قاسم لـ«الحياة»: «القرار حديث، فأنا إحدى المستثمرات في سويسرا، ولم أواجه أية صعوبات في ذلك، علماً بأنني لا أرتدي نقاباً هناك، إلا أن والدتي في بعض زياراتها برفقتي كانت تضعه، ولم أجد أية اعتراضات خلال التسوق والخروج من المنزل». وأشارت إلى أنها فوجئت أخيراً بأنه يمنع، واضطرت والدتي إلى الجلوس في المنزل إلى حين عودتي، والسبب تعليق لافتات تؤكد حظر النقاب في جنوب شرق سويسرا، مشيرة إلى أنه - بحسب ما وردنا - سيطبق القرار في جميع مدن سويسرا.
فيما أوضحت زائرة أخرى (فضلت عدم ذكر اسمها)، «فوجئنا خلال الصيف بمنع النقاب، وكانت حملة تفتيش صارمة في المدن السويسرية، حتى إنه كان هناك نوع من الرقابة على من ترتدي الحجاب في الأماكن التي يحظر فيها النقاب، وكانت السفارة أبلغتنا بذلك، وكثير من السائحات التزمن». مشيرة إلى أن صحفاً غربية تناقلت الخبر خلال الفترة الماضية، وقالت: «للمرة الأولى في تاريخ سويسرا، يمنع على المسلمات ارتداء النقاب، سواء أكان يغطي العينين أم يظهرهما، ويمكن أن تواجه من ترتديه غرامة تصل إلى 10 آلاف يورو، لكنه ليس أول بلد يعتمد قانوناً مثيراً للجدل كهذا».
يذكر أن السعودية تصدرت قائمة الدول الخليجية في عدد زوار سويسرا في 2015 بـ100 ألف سائح، وذلك وفق ما أعلنته هيئة السياحة السويسرية. وصرَّح مدير هيئة السياحة السويسرية ما تياس ألبريخت بأنَّ الهيئة السويسرية أقامت ورشة عمل ترويجية في مجلس التعاون، وهذا يؤكد اهتمامنا بهذه السوق الواعدة، التي تعد من أهم الأسواق العالمية بالنسبة لنا.
وأشار إلى النمو الكبير في السياحة السعودية والخليجية في سويسرا، إذ زار سويسرا خلال الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 نحو 316.669 سائحًا من دول مجلس التعاون، مع قضاء 887.032 ليلة مبيت سياحية، ما أدى إلى زيادة 23.4 في المئة عن العام الذي سبقه، ومع متوسط إنفاق يومي يصل إلى 430 فرنكاً سويسرياً.
وقال: «إنَّ السياح من دول مجلس التعاون يأتون في المركز الأول من حيث الإنفاق السياحي اليومي في أنحاء العالم». مشيراً إلى زيادة النمو الكبير في عدد السياح القادمين من دول مجلس التعاون إلى سويسرا، والدور الذي تقوم به هيئة السياحة السويسرية نحو تطوير التعاون مع المسؤولين في أسواق السياحة الخليجية.