70 في المئة من الشباب الخليجي يفضّلون وظائف القطاع العام
الوسط – المحرر الاقتصادي
كشف استطلاع لشركة «أصداء بيرسون - مارستيلر» السنوي الثامن لـ «رأي الشباب العربي»، أن «أكثر من ثلثي شباب الخليج العربي لا يزالون يأملون بالالتحاق بوظائف حكومية، على رغم المبادرات التي تشجّعهم على البحث عن وظائف في القطاع الخاص» ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الجمعة (14 أكتوبر / تشرين الأول 2016).
وأعلن الرئيس التنفيذي للشركة سونيل جون، هذه النتائج غير المنشورة سابقاً عن الاستطلاع خلال عرض ضمن فاعليات القمة العالمية الثالثة للاقتصاد الإسلامي، التي عُقدت في دبي في 11 من الشهر الجاري.
وأشار الاستطلاع إلى أن 50 في المئة من الشباب في أنحاء الوطن العربي، قالوا إنهم يفضلون «الالتحاق بوظيفة حكومية على العمل في القطاع الخاص». لكن هذا الاختيار «ارتفع إلى 70 في المئة في أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت وعُمان».
ولدى سؤالهم عما يمكن أن يجذبهم الى العمل في القطاع الخاص، ذكر «أكثر من نصف الشباب العربي الذين شملهم الاستطلاع، ارتفاع الأجور (51 في المئة)، تلته رعاية صحية أفضل ومزايا أخرى (35 في المئة)، وزيادة العطلات المدفوعة الأجر (29 في المئة)، وتقليص ساعات العمل (27 في المئة)».
وفي دول مجلس التعاون الخليجي، حيث توظّف الحكومات غالبية القوة العاملة الوطنية في شكل تقليدي، أفاد 15 في المئة فقط من الشباب بأنهم يفضلون «العمل في القطاع الخاص»، بينما لفت 14 في المئة إلى أن «لا خيار لديهم»، فيما واحد في المئة منهم «لا يعرفون».
وفي هذا السياق، قال جون: «لا شك في أن إقناع الشباب العربي بالعمل في القطاع الخاص، هو من العناصر الجوهرية لبناء اقتصاد مستدام». وأضاف: «تظهر نتائج الاستطلاع أنه على رغم الجهود المتواصلة لجعل القطاع الخاص أكثر جذباً للشباب العربي في الخليج، إلا أن الرسالة لم تصل بالسرعة ذاتها التي كانت تأملها الحكومات أو القطاع الخاص».
وأوضح جون أن المبادرات والسياسات الجديدة مثل «رؤية السعودية 2030» ورفع الدعم عن الوقود والتوجه نحو الإعلان عن الضريبة على القيمة المضافة في دول الخليج العربي، تعكس جدية الحكومات إزاء الواقع الاقتصادي الجديد». واعتبر أن «موازنة التوقعات إزاء العمل في القطاع العام مع واقع التوظيف في القطاع الخاص بالنسبة إلى المواطنين الشباب الذين يدخلون سوق العمل، ستحتاج إلى بذل مزيد من الجهد».
وتباينت الآراء إزاء التوظيف في القطاع العام في شكل واضح في أماكن أخرى في الوطن العربي، إذ انقسم الشباب في المشرق العربي بنسبة متساوية تقريباً بين تفضيل القطاعين العام والخاص (28 في المئة و30 في المئة على التوالي). بينما قال 37 في المئة أن «لا خيار لديهم»، فيما 4 في المئة منهم «لا يعرفون». وفي شمال أفريقيا، «فضل 47 في المئة من المواطنين الشباب القطاع العام، و26 في المئة القطاع الخاص، و20 في المئة لا خيار لديهم، و8 في المئة لا يعرفون».
وخلال العرض التقديمي للنتائج الجديدة للاستطلاع، أشار جون إلى أن «غالبية الشباب العربي (58 في المئة) يرغبون في مواصلة تعليمهم، سواء الجامعي أو العالي أو التدريب المهني». وفي شمال أفريقيا، «ينوي 73 في المئة متابعة تعليمهم، في مقابل 61 في المئة في دول مجلس التعاون الخليجي، و41 في المئة فقط في المشرق العربي».
وبالنسبة إلى الشريحة غير الراغبة في متابعة التعليم، يعزو 40 في المئة من الشباب في المشرق العربي ذلك إلى «ارتفاع تكاليف التعليم». في حين أبدى 19 في المئة قلقهم من معايير التعليم المتاحة، وقال 62 في المئة من شباب الخليج العربي أنهم يفضلون المضي قدماً في مسيرتهم المهنية.
ورسخ «استطلاع أصداء بيرسون - مارستيـلــر»، مكانته كأحد المصادر المرجعية الرئيسة للشركات والمؤسسات وصنّاع السياسات في المنطقة وأنحاء العالم.
وبالنسبة إلى استطلاع هذا العام، أجرت شركة الاستطلاعات العالمية «بين شوين بيرلاند» 3500 مقابلة شخصية بين 11 كانون الثاني (يناير) و22 شباط (فبراير) الماضيين، مع شبان وشابات عرب ينتمون إلى الفئة العمرية بين 18 و24 سنة. واختير المشاركون حصراً من مواطني الدول التي أجري فيها الاستطلاع، وشمل دول مجلس التعاون الخليجي الست، إضافة إلى العراق ومصر والأردن ولبنان وليبيا وفلسطين وتونس والمغرب والجزائر واليمن.