«الحشد الشعبي» يتوعّد أردوغان بردّ مزلزل في الميدان: تأدّب يا رجب... سنحرّر الموصل ونعاملك معاملة العدو
الوسط - المحرر الدولي
فيما طالبت واشنطن، أنقرة وبغداد، بالتهدئة، توعّد الناطق باسم الحشد الشعبي في العراق، أحمد الأسدي، أمس، القوات التركية المتمركزة في معسكر منطقة بعشيقة شمال مدينة الموصل، بـ «ردّ مزلزل في ميدان المعركة»، وذلك وفقاً لصحيفة الراي الكويتية.
وأكد الأسدي، ردا على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في شأن مشاركة قوات بلاده العسكرية في معركة تحرير الموصل، أن «مقاتلي الحشد سيزلزلون الارض في الميدان، حين لقاء الرجال بالرجال، وأن الميدان سيحكم مَن الذي سيلزَم حدَّه ويَسحق عدوَّه، وإن غداً، لمن يريد أن يجرّب صولة الحرب، لقريب».
وصرح أردوغان أن وجود القوات التركية في العراق جاء بطلب من رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، الذي «طالب بإنشاء قاعدة عسكرية في بعشيقة، أثناء ولاية رئيس الوزراء التركي السابق احمد داود أوغلو»، مشيراً إلى «وجود تسجيلات لمسؤولين عراقيين في هذا الشأن»، مشدّداً على أن قوات بلاده في العراق ستشارك في معركة تحرير الموصل، وتمنع إحداث تغيير ديموغرافي في المدينة.
من جهته، شنّ الأمين العام «أبو الفضل العباس» المنضوية تحت لواء «الحشد الشعبي»، أوس الخفاجي، هجوماً عنيفاً على أردوغان، قال فيه: «من بغداد التي تحدّيتها، وتجاوزت حدودك، بعد أن سكت الجميع على وقاحتك، فإننا نستصغر قدرك، ونذكّرك بالتاريخ الذي نسيته، وبخليل باشا، الذي طُرد شرّ طردة من العراق، ونذكّرك بطرد أسيادك الاميركان».
وتابع الخفاجي: «تأدّب يارجب، فإن أردت تسويق مشاكلك الداخلية الى العراق، فنحن غير مستعدين، وأقول للشعب التركي إنه بسبب رعونة أردوغان ستكون مصالحكم وشركاتكم وأبناؤكم في العراق مهددة (...) ونخاطب المدعو أردوغان بعد أن تجاوزت كل الحدود في بعشيقة: نحن في الحشد الشعبي لانقبل أي اعتداء على العراق، ولانقبل أن تهين رئيس وزرائنا، وسنحرر الموصل بمفردنا، لاننا قادرون، وسنعاملك معاملة العدو».
من جانبها، نصحت «كتلة بدر» النيابية، أردوغان، بأن يعود إلى رشده ويسحب جنوده من العراق أحياء، محذّرة إياه من إعادتها هؤلاء الجنود الى تركيا في توابيت.
في الأثناء، أكد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة العراقية، أن تصريحات أردوغان، التي ادعى فيها ان العبادي طلب من تركيا إنشاء قاعدة بعشيقة العراقية، اثناء زيارته الى انقرة، وأن القوات التركية دخلت بعشيقة على هذا الأساس، «هي تصريحات عارية عن الصحة ومناقضة لما سبقها من تصريحات».
وأضاف المكتب: «سننشر الوثائق التي تدل على بطلان ادعاءات القيادة التركية، ونؤكد أن العراقيين ماضون في تحرير كل شبر من بلادهم من إرهاب داعش».
في المقابل، أكد أردوغان، أمس، أن بلاده لن تسمح بأن يتسبّب طرد «داعش»من الموصل بـ «دماء ونار» في المنطقة، لما سيترتب عليها من صراع طائفي.
وخلال احتفال للهيئة القضائية، قال إن «تركيا مستهدفة في شكل شرس فيما يتعلق بمسألة الموصل، لأنها تحدث تغييرا في التوازنات الإقليمية».
من ناحيته، ذكر نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، إن «القوات التركية ستبقى في معسكر بعشيقة في شمال العراق، حتى يتم طرد داعش من الموصل».
وفي مقابلة متلفزة، أوضح أن «تركيا ستشارك في عملية الموصل، ما لم تشارك وحدات حماية الشعب الكردية السورية».
في سياق متصل، دعت الولايات المتحدة، العراق وتركيا، الى تهدئة التوتر القائم بينهما، حيث ذكرت وزارة الخارجية الاميركية، في بيان: «نعتبر ان كل القوات الدولية في العراق يجب ان تكون على اتفاق وتنسيق مع الحكومة العراقية برعاية التحالف (...) يجب على كل الاطراف ان تنسق في ما بينها بصورة وثيقة في الايام والاسابيع المقبلة لضمان وحدة الجهود من اجل دحر داعش».
واكد الناطق باسم الخارجية الاميركية، جون كيربي، ان «القوات التركية المنتشرة في العراق ليست جزءا من التحالف الدولي، وما يجري في بعشيقة يجب ان تحله الحكومتان العراقية والتركية».
ميدانياً، وبينما وصلت قوة من الجيش العراقي، تتألف من أكثر من 200 آلية عسكرية، مدعومة بالدبابات، إلى سد الموصل، أفاد مسؤول تنظيمات منطقة مخمور قرب الموصل، التابعة لحزب الرئيس السابق، جلال طالباني، رشاد كلالي، بـ «وصول قوات من الحشد الشعبي الى منطقة الكوبر (50 كيلومتراً جنوب شرقي بعشيقة) رافعة علم الحشد الشعبي على الاليات التي تقلّهم».
كما لفت مصدر كردي مطلع، إلى «وصول قوة من الحشد الشعبي إلى حدود منطقة شيخان في محافظة دهوك، تضم نحو 30 سيارة محملة بالأسلحة الثقيلة وعدد كبير من المقاتلين».