أكدت على التسامح وتحقيق الإصلاح المنشود... في ذكرى عاشوراء
جمعية وعد: الحريات الدينية حق دستوري ينبغي تأصيله وحمايته والحفاظ عليه
الوسط - محرر الشئون المحلية
قالت جمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد" في بيانٍ لها اليوم الأربعاء (12 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) بمناسبة ذكرى عاشوراء إن "الشعب البحريني والعالم الإسلامي يحيي اليوم، العاشر من محرم، ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وعشرات من أهل بيته وأصحابه في واقعة كربلاء. وفي هذه الذكرى، تتقدم الجمعية بأحر التعازي للشعب البحريني بكل مكوناته المجتمعية والدينية والمذهبية والعقائدية".
وأضاف البيان "تؤكد الجمعية على المعاني السامية والدروس المستخلصة منها، وفي مقدمتها قضية الإصلاح والحرية والعدالة الاجتماعية والتسامح ورفض المعايير المزدوجة وتحقيق أعلى درجات الحريات الدينية المسئولة التي تعبر عن معتنقي أفكارها، ولا تمس الفئات الأخرى ولا تزدريها، وذلك على أرضية أن حرية ممارسة الشعائر الدينية هي حق دستوري أصيل نص عليه الدستور والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ينبغي تجسيده والحفاظ عليه، بما يحمي السلم الاهلي والاستقرار الاجتماعي ويعزز الحريات العامة في البلاد".
وذكر البيان "وتأتي ذكرى واقعة كربلاء، في الوقت الذي تعاني فيه الأمة العربية من تدهور كبير في الواقع السياسي والاقتصادي والمعيشي بسبب الاستبداد وسياسة الاقصاء والتفرد باتخاذ القرار السياسي والتحريض على بث الكراهية والازدراء بالرأي الآخر وعدم الاعتراف به، بل ومحاربته، حتى باتت العديد من البلدان العربية والإسلامية تواجه واحدة من أشد مراحلها خطورة على وجودها ككيانات سياسية معرضة للتشطير والتفتيت والاقتتال الداخلي، فضلاً عن الابتعاد عن القضايا المركزية للأمة المتمثلة في القضية الفلسطينية التي تشكل عنواناً للصراع في المنطقة، وقضايا الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وبالتالي الابتعاد عن مقومات الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي هي اساس الاستقرار الاجتماعي والسلم الأهلي، بما تحمله من مبادئ سامية اهمها المواطنة المتساوية والحريات العامة ومنها حرية المعتقد واحترام انتماءات المواطنين الايديولوجية والفكرية والسياسية، ومن ضمنها الحريات الدينية وممارسة الشعائر الدينية كحق يكفله ويحميه الدستور وكافة المواثيق الدولية ذات الصلة".
وأضاف البيان "إن بلادنا البحرين بحاجة ماسة لتشييد الدولة المدنية التي نبشر بها ونروج لأهدافها وقد اعتمدناها شعاراً لمؤتمرنا العام المقبل. فهي الدولة التي تؤمن بأن "الدين لله والوطن للجميع"، وهي الدولة التي لا تميز بين دين وآخر أو بين مذهب وآخر، بل تؤمن بأن التنوع المجتمعي عنصر قوة وإثراء للمجتمع والدولة، كما تؤمن بحرية الانتماء العقائدي والفكري والسياسي وتتمسك به وتدافع عنه بالطرق السلمية المشروعة التي تكفل حرية ممارسة الشعائر الدينية، ولا تتعدى على قناعات وانتماءات الفئات الأخرى من مكونات المجتمع، ما يضع الأسس الصحيحة لتعزيز وتمتين الوحدة الوطنية التي هي الضامن الرئيسي للاستقرار والتطور وإبعاد المجتمع عن الاصطفافات المذهبية والطائفية والقبلية والعرقية".
وذكر البيان "إن اكبر درس يمكن استخلاصه لبلادنا من عاشوراء هو التمسك بالوحدة الوطنية ومواجهة عمليات التفتيت الممنهجة التي تمارس على أرض الواقع، وقطع الطريق على من يخطط لإحداث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد والوقوف صفاً واحدا ضد من يعبث بالنسيج المجتمعي ويحاول اختراقه وإدخاله في أتون الخلافات القاتلة التي تسهم في إضعاف المجتمع وتعرقل فرص التنمية والتقدم فيه. كما أن حماية مجتمعنا من الافكار المتطرفة تفرض ممارسة العدالة الاجتماعية ووقف التمييز بكافة اشكاله وتجريم كل من يمارس هذه السياسات الخاطئة، ووقف التحريض على الكراهية التي تمارسها بعض أجهزة الاعلام، وإشاعة حرية الرأي والتعبير وإطلاق الحريات العامة".
واختتم "إن وقوف جمعية وعد، كتنظيم وطني ديمقراطي مدني عابر للطوائف، مع المبادئ السامية لثورة الإمام الحسين المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية ودعوته لخصومه بأن يكونوا "أحراراً في دنياهم"، هو أمر نابع من موقف "وعد" المطالب بالإصلاح ومحاربة الفساد بكافة أشكاله وتأكيده على ضرورة تشكيل حكومة تؤسس للدولة المدنية الديمقراطية الحديثة المؤمنة حقاً بالملكية الدستورية على غرار الديمقراطيات العريقة كما ورد في ميثاق العمل الوطني".