الشّيخة مي: المكان والثّقافة مرتكزان أساسيّان لتشكيل بنية تحتيّة ثقافيّة وسياحيّة
المنامة - هيئة البحرين للثقافة والآثار
تأكيدًا على أهميّة اللّقاءات المشتركة وضرورة التّكامل ما بين الثّقافة والسّياحة، وتلبيةً لدعوة صاحب السّموّ الملكيّ الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، شاركت رئيسة هيئة البحرين للثّقافة والآثار الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة في الاجتماع المشترك الأوّل للوزراء المسئولين عن الشّئون الثّقافيّة والسّياحة بدول مجلس التّعاون لدول الخليج العربيّة، والذي انعقد يوم مساء أمس الثلثاء (11 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، برئاسة سموّ الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، ومشاركة الأمين العام لمجلس التّعاون لدول الخليج العربيّة عبداللّطيف راشد الزّيّاني، وذلك في مقرّ الأمانة بمدينة الرّياض.
وقد افتتح الجلسة سموّ الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مؤكّدًا على ضرورة التقاء الثّقافة والتّراث والسّياحة من أجل تحقيق تضامنٍ فيما بينها، خصوصاً خلال هذه المرحلة الحسّاسة التي تمرّ بها المنطقة، مؤكّدًا إسهام ذلك في رفع وعي الأجيال بتاريخها وحضارتها قائلاً: "نتطلّع من خلال جهودنا المشتركة إلى أن يعرف المواطن الخليجيّ من نحن في محيطنا وأنّنا لا نعيش على ناقلة نفط بل أرض غنيّة بحضاراتها والأهمّ بإنجازاتها وأن هذه الإنجازات أهمّها الأمن والاستقرار والبناء والتطلّع للمستقبل. ففيما تضطرب الدّول من حولنا تجتمع دولنا على القيم التي يجب أن تستمرّ"، وأضاف: "نحن أولى من غيرنا بأن نعزز هويّتنا وثقافتنا وتاريخنا ليس انغلاقًا ولكن زيادة في الانفتاح للآخر وأن نزيد من شراكتنا في صنع مستقبل الإنسانيّة".
وأكّد سموّه أنّ هذا الاجتماع له أهميّة كونه يأتي في سياق تحوّل دول الخليج العربيّ إلى واحدةٍ من أهمّ المقاصد السّياحيّة، وهو ما يُعدّ فرصة حضاريّة تاريخيّة لتقديم المقوّمات والمكوّنات الخليجيّة للنّهوض بمستقبل المنطقة. وقد طرح سموّه مملكة البحرين نموذجًا يُحتذى به، مشيداً بالدّمج ما بين الثّقافة والسّياحة من خلال اشتغال الثّقافة على ترميم المواقع الأثريّة واستعادة تاريخ المنطقة، وبيّن أنّ هذا التّوجّه يعمل على تأصيل الحضارات الإنسانيّة وتكوين مناطق جذب سياحيّ يُبنى عليه اقتصاد البلاد.
وعلى صعيدٍ متّصل، أعربت الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة عن تأييدها للتّوجّه المطروح، مشيرةً إلى أنّ الاقتصاد اليوم يُراهن على المكوّنات الحقيقيّة للمجتمعات، والتي تتمثّل في الأصالة والتّاريخ والحضارات والثّقافات، وقالت: "لا يُمكنُ لوطنٍ أن يزدهر دونما هويّته، إنّ الإنسان سيبقى متّصلاً بجذوره ومكانه، وهذه الأصالة قابلةٌ للاستثمار من خلال الوعي والاشتغال الحقيقيّ"، وأردفت: "كلّنا أمام مسئوليّة الرّقيّ بأوطاننا، وبالإمكان عبر السّياحة الثّقافيّة أن نروّج لمفاهيمنا ونصنعُ من هويّتنا سفيرنا في كلّ مكان. يجب أن نلتفت إلى ضرورة التّكامل، فالمكان والثّقافة مرتكزان أساسيّان لتشكيل بنية تحتيّة ثقافيّة وسياحيّة تؤهّل أوطاننا لصناعة مغايرة وفاعلة".
وأشارت خلال الاجتماع إلى ضرورة وضع أسسٍ وبرامج تعزّز هذه الرّؤى وتفعّل المساهمة الثّقافيّة والتّراثيّة في بناء الأوطان، مؤكّدةً أنّ المكتسبات والمقوّمات التي يملكها الخليج العربيّ تؤهّله للرّيادة وتروّجه عالميًّا كنموذجٍ استثنائيّ، بإمكانه صناعة مستقبل هذه الأوطان، والاعتناء بهويّتها وأصالتها.
وقد تناول الاجتماع الرّؤية المشتركة لقطاعات الثّقافة والتّراث والسّياحة، والتي نوقشت خلال الاجتماع المشترك للوكلاء المسؤولين عنها في مطلع العام الحاليّ، مع طرح رؤى وأفكار الدّول الأعضاء. ومن الجدير بالذّكر أنّ سموّ الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود قد طالب في الاجتماع التأسيسيّ لوزراء السّياحة في دول المجلس الذي احتضنته الكويت عام 2014 بربط السّياحة والثّقافة والتّراث لوضع أسس للهويّة الوطنيّة، مع ضرورة تعزيز انتماء الشّباب ووعيهم بأوطانهم وتاريخهم وهويّتهم الأصيلة، داعيًا سموّه إلى ضرورة عقد لقاء سنويّ للمسؤولين عن السياحة مع نظرائهم المسئولين عن الثّقافة والتّراث