الجمهوريون يستبقون هزيمة ترامب بالتركيز على الاحتفاظ بالأكثرية في الكونغرس
ويات بلينس - أ ف ب
بدا اليوم الإثنين (10 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) ان قادة الحزب الجمهوري قد فقدوا الامل باستعادة البيت الابيض مع دونالد ترامب، وباشروا التركيز على اهمية الاحتفاظ بالأكثرية في الكونغرس، وذلك غداة مناظرة عنيفة بين ترامب ومنافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.
وجاء هذا التحول على لسان رئيس مجلس النواب الاميركي بول راين. فقد قال امام نواب بانه "لن يدافع" عن ترامب "ولن يشارك في الحملة" لدعمه، من دون ان يسحب دعمه الشخصي له.
وسبق ان ندد راين بتعليقات ترامب السوقية عن النساء، وهو ينأى بنفسه اكثر فاكثر عن المرشح الجمهوري الرسمي للانتخابات الرئاسية الاميركية.
الا ان راين، الرجل القوي في الكونغرس، لن يسحب دعمه لدونالد ترامب، لكنه "سيخصص الشهر المقبل بكامله لحماية الاغلبيتين في الكونغرس" اي الاكثرية الجمهورية في مجلسي النواب والشيوخ، حسب ما قالت اشلي سترونغ المتحدثة باسم راين.
واوضحت المتحدثة ان راين "سيبذل كل ما في وسعه لكي لا تحصل هيلاري كلينتون على شيك على بياض مع كونغرس يسيطر عليه الديموقراطيون" خلال الانتخابات التشريعية التي ستجري في اليوم نفسه مع الانتخابات الرئاسية في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر.
وخلال شهر تشرين الاول/اكتوبر وحده، سيقوم راين بجولات انتخابية في 17 ولاية و42 مدينة.
ورد ترامب على راين عبر تغريدة على تويتر قال فيها ان على راين ان "يخصص مزيدا من الوقت للموازنة والوظائف والهجرة" بدلا من "محاربة المرشح الجمهوري".
وكان راين اعلن "اشمئزازه" مساء الجمعة ازاء كلام ترامب عن النساء، والغى زيارة له كانت مقررة الى ولاية ويسكونسن التي يمثلها لدعم المرشح الجمهوري.
وبعد نشر الفيديو الذي تضمن كلام ترامب عن النساء سحب السناتور الجمهوري الذائع الصيت جون ماكين دعمه لترامب. كما اعلن عدد من النواب والشيوخ الديموقراطيون انهم يفضلون التركيز على الانتخابات التشريعية.
أزمة الحزب الجمهوري
وكان موضوع شريط الفيديو هذا من ابرز نقاط المناظرة بين الاثنين مساء الاحد. وفي حين توجه ترامب الاثنين الى بنسلفانيا في اطار حملته الانتخابية توجهت كلينتون الى ميشيغن واوهايو.
ويعتبر المحللون السياسيون ان ترامب فشل في قلب الاتجاه المؤيد لكلينتون. وكتب الرئيس باراك اوباما تغريدة استعاد فيها كلام زوجته ميشيل بان كلينتون جعلت النقاش "على مستوى اعلى" في حين ان ترامب دفع به الى الاسفل.
وافاد استطلاع للرأي نشر الاثنين واجري بعد الكشف عن شريط الفيديو الفضيحة لدونالد ترامب، ان كلينتون باتت تتقدم على ترامب بـ 11 نقطة.
وحسب هذا الاستطلاع الذي اجري لحساب شبكة "ان بي سي" و"وول ستريت جورنال" فان كلينتون تحظى بدعم 46% من الناخبين مقابل 35% لمنافسها الجمهوري. في حين نال المرشح غاري جونسون (9 %) والمرشح البيئي جيل ستاين (2%).
وفي محاولة لحرف الانظار عن شريط الفيديو الاخير حاول ترامب شن هجوم مضاد مشيرا الى مغامرات بيل كلينتون النسائية.
وقال "اذا تطلعتم الى بيل كينتون فهو الاسوأ". ودعا ترامب ثلاث نساء الى حضور المناظرة مع الجمهور، مؤكدا انهن تعرضن لاعتداءات جنسية من الرئيس السابق.
وقال مايك بنس مرشح الحزب الجمهوري لنيابة الرئاسة ان ترامب "انتقل الى نقطة اخرى وهو مصر على التقدم"، نافيا ان يكون تخلى عنه، رغم انه سبق وان ندد بشدة بكلامه عن النساء.
ويلاحظ ان ترامب كان في هذه المناظرة اكثر قوة وانضباطا عند التطرق الى المواضيع الاساسية.
هيلاي الحقودة حسب ترامب
واستخدم ترامب عبارات مفاجئة في كلامه عن كلينتون فوصفها بـ "الشيطان" مؤكدا ان قلبها مليء بالحقد، ووعد بان يكلف مدعيا عاما بالتحقيق معها مهددا بايداعها في السجن.
في المقابل، لم تحد كلينتون عن خطها القائم على تركيز الحملة الانتخابية وكأنها استفتاء حول شخصية ترامب غير المتوازن والمنحاز.
واستعادت كلينتون بشكل مطول وجدي اسلوب ترامب في التعاطي مع النساء بشكل مهين وايضا مع المهاجرين المسلمين.
وبعد المناظرة، اعلن كل من المعسكرين ان مرشحه هو الفائز.
واعتبر مدير حملة كلينتون الرئاسية روبي موك الذي كان معها على متن الطائرة التي اقلتها في طريق العودة الى نيويورك ان دونالد ترامب لم يتمكن من تغيير مسار الامور واعطاء دفع لترشيحه الذي يواجه ازمة.
واعتبرت اوساط المرشحة الديموقراطية ايضا ان ترامب ارتكب خطأ سياسيا عبر تهديد كلينتون بالسجن فبدا مثل "ديكتاتور".