الحب الافتراضي... هل يكون بديلاً؟
الوسط - محرر منوعات
الحب الافتراضي أصبح حقيقة واقعة، ويراهن مطورو الألعاب على إتاحة الحب الديجيتال للهواة، وفي معرض شيبا للألعاب- أكبر المعارض المتخصصة في اليابان- وقفت المضيفة الافتراضية لالتقاط الصور مع الجمهور، علها تحظى بإعجابهم، فهل تحل تلك المرأة اللعبة محل المرأة الحقيقية؟؟..وهل تكون بديلاً لتبادل المشاعر والحوار.. بتكلفة أقل؟
يصف زوار المعرض "المضيفة اللعبة" التي عرضتها "سوني" بأنها امرأة رومانسية لكنها بلا قلب، فكلماتها ناعمة وحواراتها مسلية، وتبدو لمن يتعامل معها كأنها تشعر به، ويبقى الحد الفاصل قائماً بين الحقيقة والخيال، وفق تقرير أعده موقع "سيدتي نت".
المضيفة اللعبة
وبفضل تطور التكنولوجيا الافتراضية، صار تبادل الحوار ممكناً مع "المرأة الدمية"، فهي تستجيب وتصدر عنها ردات فعل إذا لامستها، لكنها تظل دمية ناطقة، ويتوقع "جون تماووكي" من شركة "بنداي نمكو" لبرمجيات الألعاب أن تحظى "المضيفة اللعبة" بإعجاب الشباب وستدفعهم للبقاء في البيت، ولن يكون أحدهم مضطراً للبحث عن إنسانة حقيقية تبادله المشاعر، كما أنها (اللعبة) تحسن مهارات التواصل وتعالج الخجل، منوها بطرح تلك "المضيفة اللعبة" في موسم الكريسماس، متوقعاً ألا يزيد ثمنها عن 400 دولار.
تبدو "المضيفة" على شكل مانيكان، في أبهى حلة وترتدي نظارة، وتم تزويدها ببرنامج للتواصل، ولم يكن غريباً أن يصطف زوار المعرض من الشباب ليلمسوها، ويتحاوروا معها، وبعد فترة منع العارضون لمس الدمية؛ لأن الحساسات المركبة فيها بدأت تتأثر، وقبيل منع اللمس قال المبرمج "هيروياسو": "أشعر كأني أعيش في المستقبل وأحببت امرأة خيالية".
ويبقى السؤال.. هل يجد الإنسان الحب في العالم الافتراضي؟ وهل هذه المشاعر حقيقة أم خيال؟
مهما كانت البرمجة والبيئة المحيطة والمؤثرات والمكونات التي صنعت منها "المضيفة المعروضة" والتي تجعلها تحاكي-شكلاً وتفاعلاً- الفتاة العادية، تظل لعبة، والمشكلة كما تصفها البروفسيرة فلورنس تشي- من جامعة لويولا الأميركية، أن "الاستغراق في وسائل التواصل الاجتماعي جعل التواصل المباشر ضعيفاً، فأصبح التعامل مع أشخاص افتراضيين أكبر منه مع أناس حقيقيين، ولن نستغني عن التعامل المباشر".
آراء متباينة
ويستبعد البروفسور "إيلي فينكل" من جامعة "نورثويسترن" الأميركية أن تزحزح التقنية- مهما بلغت- المرأة عن مكانتها في قلب الرجل، قائلاً: "شتان بين مشاعر حقيقية مع إنسانة.. وبين أخرى افتراضية مع دمية، وشتان بين حب حقيقي له مسؤوليات والتزامات..وبين سيناريو سهل ينسجه الشاب في خياله مع هيكل أنثى".
يوافقه الرأي "جريج مارسون" متخصص في الهندسة التقنية، إذ يقول: "سنظل في حاجة إلى التواصل المباشر مع أناس حقيقيين وجهاً لوجه"
أما الجمهور فجاءت آراؤهم متباينة في صفحات التواصل الاجتماعي..
يقول حسن: "قرأت عن تحذيرات من أن هذه اللعبة تجعل الشاب مدمناً، ولا أستبعد أن تكون مزودة برذاذ هرموني يجعلها مرغوبة طيلة الوقت".
ويلتمس صاحب اللقب "لبيد اليماني" العذر لمن يلجأ إليها..قائلاً: "يتقدم الشاب لخطبة فتاة فيواجه طلبات وشروطاً لا يقدر عليها فينهزم، وقد يلجأ للتسلية مع دمية..لو أتيحت له فرصة".
لكن "مرضي" يعارض هذا التوجه..بقوله: "غبي من يقارن بين حب خيالي مع دمية وبين حب أنثى حقيقية، إنما صنعوها للهو واللعب".
كذلك يقول مراد مكاوي: "الحب ليس من طرف واحد، والمرأة الروبوت لا تعرف الحب".
لا عزاء للسيدات
وللرجل الغربي رأي آخر-ربما يكون ساخراً..يقول "فرانك غراهام": "ستكون فتاة دافئة، رائحتها زكية، تحادثك وتستجيب لانفعالاتك، لها دقات قلب، لا تكبر في السن، لا تكلفك مؤونة الأكل ولا الرعاية الصحية، تطفئ زر تشغليها وقت المباريات، تعيد شحنها وتبرمجها كما يحلو لك".
وبلهجة مغاربية ساخرة أيضاً- تقول أسما دالي: "يديروا لنا دمية تع راجل، ونكون متعادلين، وواحد ما يتزوج".
كذلك تحذر باتريشيا آدامسكي: "لا عزاء للسيدات، سيدمنها الرجال، في أي مجتمع سنعيش؟!"
يوافقها عبد المجيد الدويب: "عندما يهجرك الرجل ولا يعود يكلمك..فاعلمي أنه وقع في حب الدمية".
فما هو رأيك أنت؟ هل تتوقعين أن ينشغل بعض الشباب في الحب الافتراضي مع امرأة روبوت أو دمية؟ أم أنه يتسلى بعض الوقت.. ليبحث مجدداً عن امرأة حقيقية.. تشغله كل الوقت؟