"الصحة" تدشن مبادرة "نهتم... WE CARE" تزامناً مع شهر التوعية بسرطان الثدي
الجفير – وزارة الصحة
تزامناً مع شهر أكتوبر، شهر التوعية بسرطان الثدي، تدشن وزارة الصحة مبادرة "نهتم" (WE CARE)، إحدى مبادرات التوعية الصحية، التي تقدمها إدارة تعزيز الصحة بهدف رفع الوعي المجتمعي للوقاية من أمراض السرطان وعوامل الخطورة المسببة لها وسبل الوقاية منها، مع التأكيد على أهمية القيام بفحوص الكشف المبكر التي تزيد من فرص النجاة.
إن 40% من أمراض السرطان يمكن الوقاية منها أصلاً بتجنب عوامل الخطر وتبني حياة صحية، كما أن 40% من أمراض السرطان يمكن شفاؤها أيضاً، إذا تم تشخيصها مبكراً وخضعت للعلاج المناسب في حينه. وهذا ما تضمنه شعار الأسبوع الخليجي للتوعية بالسرطان هذا العام: (40% حماية /40% شفاء). ولذلك فإن تضافر جهود التوعية الصحية يمكن أن يسهم في خفض نسبة الاصابة من هذه الأمراض خاصةً إذا تكاملت مع الجهود المجتمعية والشخصية للعناية الذاتية بالصحة.
وتتناول مبادرة "نهتم" ثلاثة محاور، وهي رؤية عامة عن السرطان (نهتم بكم) والوقاية من السرطان بين الاناث (نهتم بها)، والوقاية من السرطان بين الرجال (نهتم به)، مستهدفة البالغين في مملكة البحرين من عمر 18 سنة وما فوق من الجنسين. ويشارك أخصائيو وأطباء تعزيز الصحة في المراكز الصحية والناشطون في لجان تعزيز الصحة، في تقديم فعاليات مختلفة مثل ورش العمل وحلقات النقاش والمحاضرات والمعارض الصحية على مدى العامين 2016-2018، ويتوقع أن يؤدي ذلك إلى تغيير السلوكيات الصحية التي تزيد من خطر الاصابة بالمرض وزيادة الاقبال على عيادات الكشف المبكر بالمراكز الصحية.
وتستهل أنشطة المبادرة في أكتوبر الجاري بالشق النسائي من المبادرة (نهتم بها) بتعاون ودعم المجلس الأعلى للمرأة والجهات الحكومية والأهلية، كون شهر أكتوبر هو شهر التوعية بسرطان الثدي حيث تشهد الساحة المحلية عدداً من فعاليات التوعية المتنوعة لدعم جهود الوقاية من السرطان ومساندة المرضى المصابين به، عافى الله الجميع من كل مكروه.
ويعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء، حيث بلغت نسبة الاصابة به حوالي 37.2 ٪ من جميع حالات السرطان بين النساء في مملكة البحرين. وتشير الاحصائيات العالمية أنه تم تشخيص 1.6 مليون حالة سرطان ثدي في عام 2012 فقط، ويتوقع زيادة معدلات الاصابة وظهوره في سن مبكرة مع تفشى أنماط الحياة غير الصحية. وعلى الرغم من ذلك فإن معظم أورام الثدي التي تكتشف هي أورام حميدة. ولا توجد أسباب محددة وواضحة، ولكن يوجد ما يسمى بعوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية الاصابة، ومنها التقدم في العمر، فهو يحدث بشكل رئيسي في النساء فوق عمر 50 عاماً.
أما في دول الخليج فقد لوحظ حدوثه في سن مبكرة، ووجود تاريخ مرضي عائلي للإصابة بسرطان الثدي أو المبيض لقرابة من الدرجة الأولى، أو الإصابة السابقة بسرطان الثدي. كذلك فإن النساء من العرق الأبيض هن أكثر عرضة، ويبقى نمط الحياة المتسم بالخمول وتناول الغذاء غير الصحي وزيادة الوزن والتدخين من أهم العوامل التي يمكن تغييرها للوقاية من الاصابة.
وقد تشكل العوامل الهرمونية أحد هذه الأسباب، وتشمل البلوغ المبكر وعدم الانجاب أو الارضاع، أو العمر المتاخر للإنجاب وقصر مدة الرضاع وتأخر سن انقطاع الدورة الشهرية. كما أن الاكثار من شرب الكحول والتعرض للأشعة من البيئة المحيطة أو العلاج لسرطان سابق قد تزيد من خطر الاصابة.
ويكون سرطان الثدي عادةً بلا أعراض، إلا أن هناك دلائل معينة تحذّر منه، والتي يجب الانتباه لها ومراجعة الطبيب فور اكتشافها عند القيام بفحص الثدي الشهري مثل وجود كتلة جديدة أو اختلاف حجم ثدي عن الآخر أو إفرازات من الحلمة أو ملاحظة أن الحلمة مقلوبة للداخل.
ومن الاعتقادات الشائعة أن الشخص لا يمكنه تجنب الاصابة بهذا المرض وهذا غير صحيح، فالعادات الغذائية غير الصحية والخمول البدني يسببان 60 % من حالات السرطان، وبينها سرطان الثدي، ويمكن تجنبها بتناول غذاء صحي وممارسة الرياضة والحفاظ على وزن طبيعي. ويعتبر فحص الماموجرام، وهو فحص إشعاعي آمن، أفضل الطرق للكشف المبكر للنساء بعد تجاوز سن الأربعين، حيث يمكن للماموجرام أن يكتشف أية تغييرات في نسيج الثدي قبل أن تصبح محسوسة للمريضة أو الطبيب بفترة زمنية طويلة تصل إلى سنتين، ويزيد ذلك من فرص النجاة بمقدار40 % لأن الورم تم اكتشافه واستئصاله في وقت مبكر وقبل انتشاره. ويجب على جميع النساء من سن العشرين، القيام بالفحص الذاتي شهرياً والفحص السريري عند الطبيبة سنوياً.
وبالإضافة للفحص المبكر فإن طرق الوقاية تتضمن النصائح التالية:
- تناول خمس حصص من الخضروات والفواكه يومياً.
- التخلص من الوزن الزائد والحفاظ على محيط خصر أقل من 80 سم.
- ممارسة الرياضة نصف ساعة على الأقل يومياً.
- تشجيع الرضاعة الطبيعية.
- الامتناع عن التدخين واستنشاق دخان الغير.
- اختيار الدهون الصحية وتجنب الدهون المهدرجة والمتحولة التي تزيد من خطر الاصابة بسرطان الثدي للضعف، وتوجد في الأطعمة الجاهزة مثل البيتزا والبسكويت والشيبس.
- تناول الأطعمة الغنية بالاوميغا 3 مثل الجوز والسمك.
- الابتعاد عن اللحوم المصنعة والمدخنة وتناول كمية أقل من اللحوم الحمراء (مرتين في الأسبوع).
إن الخوف والرهبة من الحديث عن هذه الأمراض أو إجراء الفحوص الخاصة بالكشف المبكر عنها هي من أهم التحديات التي نواجهها في مجال التوعية الصحية، فالمعتقدات والتوجهات غير الصحيحة حول هذه الأمراض تسبب الاحجام عن القيام بفحوص الكشف المبكر وما يترتب عليه من تأخير التشخيص، وتقلل بالتالي من فرص النجاة وهذا ما يجب أن نعمل على مواجهته وتغييره سوياً، مستلهمين من قصص النجاح في مكافحة هذا المرض والانتصار عليه وبتقوية روح الأمل بما توصل إليه الطب الحديث من تطور هائل، أصبح معه الشفاء ممكناً مع التشخيص والعلاج المبكرين.
والخلاصة فإنه من رحمة الله تعالى فإن معظم أورام الثدي حميدة وليس كل ورم في الثدي خبيثاً، ولكن لا يمكن التفريق بين الأورام الحميدة والخبيثة إلا بالكشف الطبي. ومن المهم معرفة أن مرض السرطان ممكن علاجه، وأن % 40 من الحالات يمكن الشفاء منها تماماً إذا تم اكتشافها مبكراً. وليس صحيحاً المقولة بأنه "لا نستطيع أن نفعل شيئاً لمنع الاصابة بالسرطان"، فالحقيقة أنه يمكن الوقاية من ثلثي السرطانات بتناول غذاء صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وبتجنب التدخين والكحول وإفراط التعرض لأشعة الشمس.
إن فحوص الكشف المبكر عن السرطان يجب إجراؤها من قبل كل البالغين وليس فقط الناس الذين لديهم عوامل وراثية أو تتوفر لديهم عوامل الخطورة للإصابة بالسرطان، لأن الكشف المبكر يعطي فرصة أكبر للإستجابة للعلاج والشفاء التام.