الغريفي: نطمح إلى حماية الأجواء العاشورائيَّة من كلِّ الإرباكاتِ والتَّوتُّرات
القفول - محرر الشئون المحلية
قال رجل الدين السيدعبدالله الغريفي في حديث الجمعة الذي ألقاه مساء الخميس (6 اكتوبر/ تشرين الاول 2016): «إننا نطمح إلى تعاونٍ جادٍّ؛ لحماية الأجواء العاشورائيَّة من كلِّ الإرباكاتِ والتَّوتُّرات؛ لكي تحقِّق عاشوراء أهدافَها في إنتاج المحبَّة والتَّسامح، والوحدة والتَّقارب، وفي تكريس الأمن والأمان في ربوع هذا الوطن». وأضاف «ما نتمناه بكلِّ صدق الابتعاد عن أيِّ مساس بشعائر ومراسيم عاشوراء، خشية الانزلاق إلى توتُّراتٍ ليست في صالح هذا الوطن، وخاصَّة أنَّ العلماء الأفاضل أكَّدوا على ضرورة إبعاد الموسم العاشورائيِّ عن أيِّ شكل من أشكال التَّوتُّر، والتَّأزُّم».
وفي كلمته، قال الغريفي: «إن مجالس العزاء من الشَّعائرِ الحُسينيَّةِ الثَّابتةِ بلا إشكالٍ»، داعياً إلى «المحافظة على استمرار مجالس العزاء من خلال كثافة الحضورِ والتَّفاعلِ، فهذا يُعطي لهذه المجالسِ العزائيَّة قوَّتَها، وبقاءَها، واستمرارَها».
وأشار إلى أن «للمنبر الحسينيِّ دورُهُ في قوَّةِ الحضورِ أو ضعفِهِ، فكلَّما ارتقى مستوى هذا المنبرُ في كفاءاتِهِ العلميةَّ، وقُدُراتِهِ الخطابيَّةِ، ومهاراتِهِ المنبريَّة كان أقدر على اجتذابِ عددٍ أكبر من جمهور المجالس الحسينيَّة، وكلَّما انخفض مستوى المنبر كان ذلك عاملًا سلبيًّا في اجتذاب الجمهور، وهذا يفرض على خطباءِ المنبر الحسيني أنْ يجتهدوا في الارتقاءِ بمستوى آرائهم، وكفاءاتِهم، وقدراتهم، وأنْ يُطوِّروا أسلوبهم، ولغتهم، فحينما تكون اللُّغة متخلِّفةً عن لغة العصر كانَ الخطاب غير قادرٍ على التَّعاطي مع ذهنيَّةِ الأجيالِ المعاصرةِ، وغير قادرٍ على مقاربة قضايا العصر».
التَّجديد بالانفتاح على أساليب التَّعبير
وأوضح الغريفي أن «ما نعني بالتَّجديد المطلوب في لغة الخطاب هو الانفتاح على الجديد من المفردات، والجديد من أساليب التَّعبير، فلكلِّ عصرٍ لغتُهُ وأساليبُهُ، (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ...). (سورة إبراهيم: الآية 4)، في محاضرة للشَّهيد السَّيِّدمحمَّد باقر الصَّدر تحدَّث عن ضرورة (تجديد أساليب العمل) بالشَّكل الذي ينسجم مع حاجات الأجيال الجديدة، قال مُعلِّلًا سبب ابتعاد هذه الأجيال عن الدِّين: «ألا تفكرون في أنَّ هذه هي جريمتنا قبل أنْ تكون جريمتهم؟ في أنَّ هذه هي مسئوليَّتُنا قبل أنْ تكونَ مسئولِيَتهم؟ لأنَّنا لم نتعامل معهم، نحن تعاملنا مع أجدادهم...»، ويقصد الشَّهيد الصَّدر بأنَّ خطابنا لم يتطوَّر ولم يتغيَّر، وأنَّ أساليبنا لم تتطوَّر، ولم تتجدَّد».
وبين أن «مسئوليَّة الخطاب العاشورائيِّ أنْ يتطوَّر؛ ليكون قادرًا على اجتذاب الجمهور، وخاصَّة الأجيال الجديدة، ولا أريد -هنا- أنْ أبرِّرَ لأيِّ شكل من أشكال العزوف والابتعاد عن مجالس العزاء، فمطلوب من الجمهورِ العاشورائيِّ أنْ يتحمَّل مسئوليَّة الحِفاظ على ديمومة وبقاء مجالس العزاء، وأنْ يتفاعل معها بأعلى درجاتِ التَّفاعل، فهذه المجالس أمانة كبرى في أعناقِ كلِّ الأجيال لا يجوز التَّفريط فيها إطلاقًا.
الرُّؤية الخاطئة الخطيرة
وقال الغريفي: «هنا رؤيةٌ تطرح خلاصتُها: إنَّه ما عادتْ الحاجةُ مُلَّحةً لحضور المآتمِ والحُسينيَّاتِ، فقد غطَّتْ الفضائيَّاتُ الكثيرة من هذه الحاجة، وبدرجةٍ أكبر وأفضل»، مستدركاً بالقول «هذه رؤية خاطئة وخطيرة، فرغم كلِّ الدَّورِ المهم جدًّا الذي تقوم به الفضائيَّات، حينما تتقن العرض، وتحسن الاختيار، أقول رغم كلِّ هذا الدَّور المهم جدًّا، فإنَّها لا يصح إطلاقًا أنْ تكون بديلًا عن المآتم والحسينيَّات، فيما تحمله هذه المؤسَّسات من قِيمة استثنائيَّة بحسب وصايا الأئمَّة من أهل البيت (عليهم السَّلام). إنَّه يمكننا أنْ نقرأ مأساة عاشوراء في كتاب، أو نشاهدها في تلفاز، هذا مهم جدًّا، ولكنَّ الحضور في مجالس الحسين (عليه السَّلام) له خصوصيَّتُه، وله عنوانُه، وله قيمته، وله ثوابه، فيجب على جمهور عاشوراء أنْ يحرص أشدَّ الحُرص على استمرارها، وتقويتها، وتنشيطها، وبهذا يكون هذا الجمهور أمينًا، وصادقًا، ووفيًا لخطِّ عاشوراء».
وبين الغريفي في حديثه عن مواكبُ العزاءِ، بأنها «من مراسيم عاشوراء، ومراسيم عاشوراء صنفان: مراسيم منصوص عليها من قبل المعصومين (عليهم السَّلام)، كإقامة مجالس العزاء، والحزن، والبكاء على الحسين (عليه السَّلام)، وهذه المراسيم تسمَّى (شعائر)، ومراسيم غير منصوص عليها، وهذه تملك شرعيَّتها من خلال شرطين: الشَّرط الأوَّل: أنْ تكون معبِّرة عن قضيَّة عاشوراء، الشَّرط الثَّاني: أنْ تكون منسجمةً مع الضَّوابط الشَّرعيَّة».
وذكر أن «مواكب العزاء واحدة من مراسيم عاشوراء البارزة، ورغم أنَّ هذا المظهر العاشورائيَّ لا يملك عمرًا امتداديًّا كما تملكه مجالس العزاء التي تأسَّستْ منذ عصر الأئمَّة من أهل البيت (عليهم السَّلام)، إلَّا أنَّه أصبح يُشكِّل مفصلًا مهمًّا وشاخصًا في الموسم العاشورائيِّ، وأحد أهم مكوِّناتِهِ، واجتذب جمهورًا واسعًا جدًّا ربَّما ينافس جمهور مجالس العزاء».
وأضاف «يُشكّل الرَّواديدُ، والشَّيَّالون العنصر المؤثِّر في اجتذاب الجمهورِ إلى مواكبِ العزاء، وكلَّما كان الرَّادود، أو الشَّيَّال مشهورًا ومعروفًا في الأوساطِ الحسينيَّةِ والشَّعبيَّة كان تأثيره أكبر في تكوين جمهور المواكب العزائيَّة. وهذه المواكب عبر تاريخها ومنذ بدء تكوُّنها أخذت صِيغًا وأشكالًا مختلفة، وتطوَّرت حتَّى أصبحت بحسب الصِّيغة السَّائدة في هذا الزَّمان، وقد تتطوَّر وتأخذ صِيغًا وصورًا أخرى. مطلوب من جمهور عاشوراء أنْ يحافظوا على بقاء واستمرار وديمومة مواكب العزاء، وأنْ يحافظوا على هُويَّتها العاشورائيَّة، وعلى أهدافها الحسينيَّة وكذلك على شعاراتِها وردَّاتها التي لا تخرجها عن صبغة عاشوراء. ومطلوبٌ كذلك من جمهور عاشوراء أنْ يُحصِّنوا مواكبَ العزاء ضدَّ أيِّ ممارسة لا تنسجم مع أهداف عاشوراء، أو تُسيئ إلى سمعتِها، أو تتنافى مع أحكام الشَّرع، وإلَّا خرجت هذه المواكب عن هُويَّتها العاشورائيَّة، وعن أهدافها الحسينيَّة».
وفي كلمته، تساءل الغريفي «هل يكتسب الجمهورُ عاشورائيَّتَهُ من خلالِ كثرة المشاركةِ في المراسيم العاشورائية كحضور مجالس العزاء، والمشاركة في مواكب العزاء، والتَّعاطي مع بقيَّة الفعاليات العاشورائيَّة؟ وهل يكتسب هذا الجمهورُ عاشورائيَّتَهُ من خلال بعض المظاهر العاشورائيَّة كارتداء السَّواد، والمشاركة الفاعلة في الخدماتِ العاشورائيَّة، والبَذْل السَّخيِّ في المواسم العاشورائيَّة؟ كلُّ هذا مطلوبٌ جدًّا، ويُعبِّر عن حضور عاشورائيٍّ، وله قيمته الكبيرة جدًّا، وثوابُهُ العظيم. إلَّا أنَّ هذا وحده لا يمنح الجمهور (الصِّفة العاشورائيَّة الحقيقيَّة)، ولا يعطيه الوسام والعنوان العاشورائيَّ».
وقال: «لكي تكون أيُّها الجمهور، عاشورائيًا مطلوبٌ منك بعضُ مكوِّناتٍ وصفاتٍ، أذكرُ منها: أوَّلًا: أنْ تمتلك وعي عاشوراء، وبقدر ما تمتلك أيُّها الجمهور، وعيًا عاشورائيًّا يتحدَّد مستوى انتمائِك إلى عاشوراء الحسين (عليه السَّلام)، ويتمثَّل هذا الوعي في امتلاك فهم بأهداف وقِيم ورسالة عاشوراء، وكذلك بشِعاراتِ عاشوراء، وحينما نتحدَّث عن شعارات عاشوراء نتحدَّث عن شِعاراتٍ تنطلق من رؤى عاشوراء، وشِعاراتٍ تحملُ صبغة عاشوراء، وشِعاراتٍ تعبِّر عن أهداف وقِيم عاشوراء، فلا يجوز أنْ يُقحَمَ في عاشوراء أيُّ شعار يتنافى مع هذه المرتكزات (الرُّؤى/ الصِّبغة/ الأهداف/ القِيم)، وحتَّى (صيغة الشِّعار، وكلماته) من الضَّرورة أنْ تبقى ضمن (الصِّيغة العاشورائيَّة)، و(العنوان العاشورائيِّ)، فأيُّ شعار بديل عن شعار عاشوراء لا يمكن أنْ ينتج تأثيرًا في جمهور عاشوراء بمستوى ما ينتجه شعار عاشوراء، أَعْطُوني أيَّ شعارٍ من شِعاراتِ السِّياسة في هذا العصر قادرٍ على أنْ يُحْدِث من التَّأثير ما يحدثه (شعار هيهات منَّا الذِّلَّة)، أو (شعار لبَّيك يا حسين)، وشعارات عاشوراء ليست شعاراتٍ استعراضيَّةً واستفزازيَّةً، وإنَّما هي شعاراتٌ تعبِّر عن هُويَّة الانتماء إلى عاشوراء الحسين (عليه السَّلام)، فيما ينتجه هذه الانتماءُ من (عزَّة)، و(كرامةٍ)، و(إباءٍ)، و(صمود)، و(تضحية)، و(عطاء) بما تعجز عن الحدِّ الأدنى منه كلُّ شعاراتِ السِّياسة».
وشدد على ضرورة أن يمتلك الجهور «الوجدان العاشورائيِّ»، وقال: «لكي تكون عاشورائيًّا أيُّها الجمهور، امتلك وُجْدَانًا عاشورئيًّا، وماذا يعني أنْ تمتلك وجدانًا عاشورائيًّا؟ أنْ تعيش الحزن العاشورائيَّ، أنْ تعيش العشق العاشورائيَّ فيما يعنيه هذا العِشْقُ من انصهار وذوبان مع المُثل العاشورائيَّة، وفيما يعنيه من (استعدادٍ صادق للتَّضحية؛ من أجل مُثل عاشوراء)، فإذا غاب الوجدان العاشورائيُّ أصبح الانتماء إلى عاشوراء ثقافيًّا بحتًا، وأصبح الانتماء فاترًا خاملًا لا حرارة فيه، ولا عطاء فيه، كثيرون يملكون وعي عاشوراء، وكثيرون يملكون حزن عاشوراء، ولكنَّهم لا يضحون من أجل أهداف عاشوراء، لماذا؟ لأنَّهم لم يرتقوا إلى مستوى (العشق) لأهداف عاشوراء، وبقدر درجات هذا العشق، تكون مستويات العطاء، والبذل، والتَّضحية، وحينما نتحدَّث عن عطاءٍ وبذلٍ وتضحية لا نتحدَّث عن مزاجاتٍ مغامرة، وسلوكات متطرِّفةٍ، ورغباتٍ طائشةٍ، وخياراتٍ متشدِّدة، وممارسات متعنِّفةٍ، فهذا أبعد ما يكون عن نهج عاشوراء الحسين (عليه السَّلام)».
وبين أن «عاشوراء الحسين (عليه السَّلام) رشدٌ وبصيرة، ومحبّة وتسامحٌ، وخير وعطاء، وبناء وإصلاح، وسلام وأمان، وقيم وأخلاق، وعقيدة وإيمان، فالتَّضحية في نهج عاشوراء؛ من أجل هذه الأهداف والتَّضحية في نهج عاشوراء؛ من أجل أنْ يتحرَّر الإنسانُ من كلِّ أشكال التَّهوُّر، والتَّطرُّف، والعنف، والإرهاب، والتَّعصُّب، والعبث، والظُّلم، والطُّغيان، والطَّيش، والعدوان، والاستعلاء والاستكبار».
وأكد على أن يلتزم الجمهور عمليَّا بأهداف ومبادئ وقِيم ومُثُل عاشوراء، وقال: «لكي تكون عاشورائيًّا أيَّها الجمهور، التزم عمليًّا بأهدافِ ومبادئ وقيم ومثل عاشوراء، قد يملك جمهور عاشوراء درجةً عالية من وعي عاشوراء، وقد يملك جمهور عاشوراء درجةً عالية من وجدانِ عاشوراء، إلَّا أنَّه لا يملك مستوًى عاليًا من الالتزام العملي بأهداف ومبادئ وقِيم ومثل عاشوراء، فلا قِيمة للوعي ما لم يتحوَّل واقعًا متحرِّكًا، ولا قِيمة للمشاعر ما لم تتحوَّل سلوكًا وممارسة، وهكذا تكون الضَّرورة أنْ تتلاحم لدى جمهور عاشوراء مكوِّنات الوعي، والعاطفة، والسُّلوك».
وواصل الغريفي «مِن الخطرِ كلِّ الخطرِ أنْ يغيبَ الوعيُ العاشورائيُّ لدى جمهورِ عاشوراءَ؛ لكي لا يتشكَّلَ جمهورٌ مهدَّد بالانفلات، والانزلاق، ومِن الخطرِ كلِّ الخطر أنْ يغيبَ الوجدانُ العاشورائيُّ لدى جمهورِ عاشوراءَ؛ لكي لا يتشكَّلَ جمهورٌ مهدَّدٌ بالتَّكلُّسِ، والجمود، والرُّكود، ومِن الخطر كلِّ الخطرِ أنْ يغيب الالتزامُ العاشورائيُّ لدى جمهورِ عاشوراء؛ لكي لا يتشكَّل جمهورٌ مهدَّدٌ بالازدواجيَّة، والتَّناقض.
إنَّ جمهورَ عاشوراء يجب أنْ يحمل روح عاشوراء، فيما تعبِّر عنه من قِيم كبرى، ومُثُلُ عُليا، هي قِيمُ ومُثُلُ الإسلام نفسِهِ، وفيماَ تعبِّرُ عنه فاعليَّةٍ وحركيَّةٍ وعطاءٍ وجهاد، هي فاعليَّةُ وحركيَّةُ وعطاءُ وجهادُ الإسلامِ نفسهِ، فمنْ يحاولُ أنْ يفهم عاشوراءَ غير ذلك، فقد أساءَ الفهمَ لعاشوراء، وألبَسَها لبُوسًا غير لبوسِهَا، فلا مُبرِّرَ للخشيةِ من عاشوراء، ما دمنا نتَّفق أنْ رمزَ عاشوراء -الإمام الحسين بن عليٍّ (عليهما السَّلام)- هو لكلِّ المسلمين، وأنَّ عاشوراء لا تريد إلَّا أنْ تنتصرَ لأهدافِ الرِّسالةِ التي جاء بها النَّبيُّ الأعظم (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم)، وأنْ تنتصر لقِيمِ السَّماءِ، ومُثُلِ الأنبياء (عليهم السَّلام)».
ودعا الغريفي إلى المحافظة على نظافةِ أجواءِ عاشُوراءَ، وخصوصاً الأجواء التي تتحرَّك فيها المواكب العزائيَّة، والتي تشهد ازدحامًا جماهيريًّا كبيرًا، ممَّا يفرض تكثيف الجهود؛ من أجل حماية هذه الأجواء، ومواجهة كلِّ حالاتِ التَّهاون بالضَّوابط الشَّرعيَّة، فيما هي الاختلاطات بين الرِّجال والنِّساء والشُّبَّان والشَّابات، وفيما هي السُّلوكيَّات التي تتنافى مع قداسة وأهداف هذا الموسم العظيم، وخشية أنْ تكون هناك اختراقاتٌ تهدف وبشكل مقصود أنْ تُلوِّث سمعةَ الموسم العاشورائيِّ.
وقال: «مطلوبٌ من جمهور عاشوراء أنْ يكونوا حُرَّاسًا أمناءَ، وأنْ يمارسوا دورهم الإيمانيَّ في الحِفاظ على نظافةِ وقداسةِ أجواء هذه المناسبة، وبهذه المناسبة، فإنَّنا نثمِّن بكلِّ تقدير دور اللِّجان الشَّبابيَّة المشكَّلة؛ لحمايةِ أجواء المواكب الحسينيَّة، والتَّصدِّي لكلِّ المخالفاتِ والمنافياتِ الشَّرعيَّةِ، فيجب على العلماء والخطباء أنْ يوجِّهوا جمهور عاشوراء إلى ذلك، ويجب على مسئولي المآتم والمواكب أنْ يمارسوا دورهم في هذا المجال، كما يجب على جماهير عاشوراء أنْ يحرصوا كلَّ الحرص على الالتزام بذلك، كما يجب هنا أنْ نثمِّن كلَّ جهد مخلصٍ وصادقٍ في حماية أمن هذا الموسم العاشورائيِّ، والحفاظ على مراسيمه، وفعالياتِه، وشعائره، ممَّا يعطي جمهور عاشوراء كلَّ الاطمئنان، وكلَّ الثِّقة، وكلَّ الحرِّيَّة في ممارسة هذه الشَّعائر، والمراسيم، إنَّنا نطمح إلى تعاونٍ جادٍّ؛ لحماية الأجواء العاشورائيَّة من كلِّ الإرباكاتِ والتَّوتُّرات؛ لكي تحقِّق عاشوراء أهدافَها في إنتاج المحبَّة والتَّسامح، والوحدة والتَّقارب، وفي تكريس الأمن والأمان في ربوع هذا الوطن».