خالد بن علي لـ"فرانس برس": مونديال الدراجات خطوة على طريق استضافة الاولمبياد!
الدوحة - أ ف ب
لم تكد الدوحة تنتهي من بطولة عالمية حتى تبدأ بالإعداد لبطولة أخرى. فبعد استضافة بطولة العالم لكرة اليد في يناير/ كانون الثاني 2015، وبعد احتضان بطولة العالم للملاكمة أكتوبر/ تشرين الأول 2015، تترقب العاصمة القطرية استقبال بطولة العالم للدراجات الهوائية من 9 إلى 16 الجاري وذلك للمرة الأولى "عربيا" وفي تاريخ منطقة الشرق الأوسط.
وتجري الاستعدادات والترتيبات للبطولة على قدم وساق من قبل اللجنة المنظمة التي تعمل بشكل متواصل مع الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية لضمان نجاح البطولة العريقة وإبرازها بالصورة التي تليق بمكانتها العالمية خصوصا أن انطلاقتها تعود إلى العام 1921.
وكان الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية أعلن في التاسع عشر من شهر سبتمبر/ أيلول من العام 2012 في مقاطعة ليمبورغ الهولندية عن فوز ملف دولة قطر لاستضافة بطولة العالم لسباق الدراجات الهوائية لعام 2016.
وتعتبر بطولة العالم للدراجات عدة بطولات مجمعة إذ هناك 6 فئات للرجال والسيدات موزعة للناشئين والشباب والكبار عند كل فئة.
وتقام فعاليات البطولة على ساحل الخليج العربي في منطقة اللؤلؤة بمشاركة أكثر من ألف متسابق من 75 دولة وبحضور أكثر من 40 ألف مشجع ومتابعة الملايين حول العالم...
يشارك في البطولة أفضل الدراجين في العالم من الرجال والسيدات في فئة النخبة، في حين تضم البطولة أيضا فئتي ما دون 23 عاماً والناشئين.
ويتنافس المتسابقون على أحد قمصان قوس قزح الاثني عشر التي سيتم منحها للفائزين في مختلف المنافسات تكريما للمتفوقين في مختلف تخصصات الدراجات الهوائية وفئاتها السنية.
ولعل ابرز ما يُميّز نسخة هذا العام من البطولة التي أقيمت العام الماضي في مدينة ريتشموند في الولايات المتحدة الأميركية أنها ستتضمن فعاليات مصاحبة تحاكي التنوع الثقافي والجانب التعليمي والرياضي في قطر، وهذا ما كان رئيس اللجنة المنظمة الشيخ خالد بن علي آل ثاني حريصا على إبرازه.
ويقول خالد بن علي في حديث لوكالة "فرانس برس": "نسعى أن تكون البطولة أشبه بمهرجان يجتمع فيه كل محبي الرياضة وليس الدراجات فحسب".
على طريق استضافة الاولمبياد!
ويعتبر خالد بن علي أن استضافة بطولة العالم للدراجات في الدوحة يأتي في سياق النهج الذي تسير عليه الدولة باستضافة الأحداث الرياضية الكبرى سنويا، " قطر دأبت على استضافة البطولات المهمة، السياسة موجودة لاستضافة الأحداث العالمية على أعلى مستوى، والهدف النهائي طبعا الوصول إلى جهوزية لاستضافة الاولمبياد".
ويضيف:" يلاحظ الجميع انه في الثلاث سنوات تستضيف قطر سنويا بطولة عالم على الأقل، ورياضة الدراجات هي من الرياضات الرئيسية في الاولمبياد الصيفي".
ويعود خالد بن علي بالذاكرة إلى العام 2001 حين جاءت فكرة استضافة طواف قطر، ويقول: "كانت الرؤية مسبقة مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في العام 2001، ومع بداية 2002 نظمنا أول طواف في قطر".
ويتابع: "تعلمنا الكثير أيضا من استضافة "آسياد الدوحة 2006"، واعتقد أن 15 سنة من تنظيم طواف قطر منحتنا خبرة واسعة في هذا المجال وأوجدت قاعدة لمحبي الدراجات الهوائية في الدولة فتطورت هذه الرياضة كثيرا وأصبح لدينا فوق الـ20 فريق للدراجات وهو عدد مقبول قياسا إلى عدد السكان في قطر".
تنوع ثقافي، تعليمي ورياضي!
ويتناول رئيس الاتحاد القطري للدراجات أيضا الأماكن المخصصة لمسار بطولة العالم فيقول: "بداية تم اختيار اللؤلؤة لتكون مركز النهاية لكل السباقات، كما لدينا عدة نقاط للانطلاق مثل مؤسسة قطر التعليمية بهدف تشجيع الطلاب على هذه الرياضة وممارستها فضلا عن الجانب البيئي وارتباط رياضة الدرجات به".
ويشير خالد بن علي أيضا إلى أنه تم اختيار أكاديمية أسباير لتكون محطة في السباقات خصوصا أن الأكاديمية تعتبر واجهة شرق أوسطية بارزة للرياضة بما تضمه من نشاطات ومنشآت على أعلى مستوى إلى جانب وجود مستشفى اسبيتار وحدائق ومجمعات تجارية".
وتحدث خالد بن علي أيضا عن محطة ثالثة وهي لوسيل التي تضم حلبة للدراجات النارية وقاعة عالمية لكرة اليد استضافت مونديال 2015.
لا مشكلة في الطقس...
وفي رد على سؤال حول خشيته من ارتفاع حرارة الطقس أثناء البطولة، قال خالد بن علي: "البطولة ستنظم وسط درجات حرارة تتراوح بين 35 و37 درجة وهي حرارة مقبولة خصوصا أن هناك بطولات للدراجات تنظم صيفا في أوروبا وتتراوح خلالها درجات الحرارة بين 42 و44 درجة".
ويضيف خالد بن علي: "نحن من جانبنا وفرنا التبريد في كل المناطق الأساسية كنقاط الانطلاق، وإضافة إلى ذلك فان ثمة وجهة نظر تقول إن هناك تحد في الرياضات، ودائما طبيعة المسار والأرض تعطي الفرصة لمن يكون عنده قدرة في هذه البيئة أكثر من غيره. وهذه هي الرياضة في النهاية".
ويقول خالد بن علي: "مقر الفرق والانطلاق ومناطق الجمهور ستكون مكيفة، وفي موضوع الطقس تحديدا تم توقيع اتفاقية بين مستشفى اسبيتار والاتحاد الدولي لاستخدام بطولة العالم ورصد حرارة المتسابق خلال السباق وسيتم إعداد ورقة عن طريق أطباء اسبيتار ترسل للجميع عند الطريقة المثلى لتهيئة الدراجين بالطرق العلمية للطقس الحار".
نحتاج إلى الاحتكاك!
ويرى رئيس اللجنة المنظمة لبطولة العالم للدراجات "الدوحة 2016" أن "المنطقة تحتاج إلى مزيد من الاحتكاك فالتنافس على المستوى الخليجي لا يلبي الطموحات. لكن هذا يعود أيضا إلى طبيعة الأرض في قطر والخليج عموما باستثناء الإمارات وعُمان ليس لدينا مناطق جبلية وهذا ما يعيق التدريبات المطلوبة".
ويعتبر خالد بن علي أن رياضة الدراجات الهوائية على مستوى قطر تتطور باستمرار خصوصا بعد إطلاق طواف قطر العام 2002، لكنه يقر بافتقاد المنطقة للبطولات الكبيرة التي تساهم بوصول "أبطال" إلى المستوى العالمي، ويقول: "لكن عندما تزرع البزرة وتهيئ الظروف لا تعلم متى يظهر البطل الذي يحقق الطموحات والوعود خصوصا أن اللعبة تعتمد على الجانب الفردي".
سباق الجمهور!
وستكون بطولة العالم للاتحاد الدولي للدراجات الهوائية "الدوحة 2016" محطة فارقة أخرى إذ تستضيف حوالي 1.000 متسابق من 75 دولة، وأكثر من 5.700 مشارك، وحوالي 30.000 مشجع، هذا بالإضافة إلى ملايين المشاهدين حول العالم.