بالصور... العالم يحتفل بشهر التوعية بسرطان الثدي.. ما علاقته بالشريط الوردي؟
الوسط - محرر الشئون الصحية
انطلقت هذا الشهر/ كانون الأول في جميع أنحاء العالم فعاليات الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، الذي يوافق أكتوبر/تشرين الأول كل عام، وهي مبادرة لزيادة الاهتمام بهذا المرض وسبل الوقاية منه على المستوى الدولي.
ويتخذ في عدة مواقع في العالم اللون الوردي شعارا لهذه الفعالية، من أجل التوعية بخطورة المرض، كما تقدم حملات خيرية دولية من أجل تقديم الدعم والمعلومات والمساندة للمرضى بهدف مكافحة الداء.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية يأتي سرطان الثدي في مقدمة أنواع السرطان التي تصيب النساء في العالم المتقدم والعالم النامي على السواء، ويلاحظ ارتفاع معدلات وقوع هذا السرطان في العالم النامي نتيجة زيادة متوسط العمر المتوقع وزيادة التوسع العمراني واعتماد أنماط الحياة الغربية.
ويعد الكشف المبكر حجر الزاوية لمكافحة سرطان الثدي، وذلك من أجل تحسين نتيجة العلاج وتحسين معدلات بقاء المرضى على قيد الحياة.
ووفقا للمنظمة، يظل التشخيص المبكر من أهم استراتيجيات الكشف المبكر عن المرض، لا سيما في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث تشح الموارد، ولا يتم تشخيص المرض إلا في المراحل المتأخرة.
ويمثل تصوير الثدي الشعاعي أسلوب الفحص الوحيد الذي أثبت فعاليته؛ فهو كفيل بخفض معدلات الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي بنحو ما بين 20 و30% لدى النساء اللائي تجاوزن سن الخمسين في البلدان مرتفعة الدخل عندما تفوق نسبة التغطية بخدمات ذلك الفحص 70%.
أما بالنسبة للفحص الذاتي للثدي، فلا توجد أي بينات على أثره، غير أن هناك من يرى أن هذه الممارسة تسهم في تمكين المرأة وتمنحها مسؤولية الاعتناء بصحتها، وعليه يوصى بانتهاج هذه الممارسة لإذكاء وعي النساء بهذا المرض بدلا من اتباعها بوصفها أحد أساليب الفحص.
لماذا ارتبط الشريط الوردي بمكافحة سرطان الثدي؟
يرتبط شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام بمكافحة سرطان الثدي، ومعه تظهر الأشرطة وردية اللون، فمن أين جاءت هذه الفكرة؟ وما هي دلالة ارتباط اللون الوردي بمكافحة سرطان الثدي؟ مع الإشارة إلى أن كل نوع من السرطان له شهر مخصص.
في البدء لابد أن نعرف أن أنظمة الأشرطة والألوان مستخدمة مع عدد من الأمراض، وهي تعطي معنى التضامن مع قضية معينة ودعمها، ولعل الأكثر شهرة هو الشريط الأحمر الذي يرمز إلى دعم مرضى الإيدز. هناك أيضا الأرجواني للزهايمر، والأخضر للهوس الاكتئابي، والفضي لاضطراب الدماغ أو العجز.
الأشرطة بدأت عسكريا
وتاريخيا، فإن هذا النوع من الأشرطة ارتبط بالطقوس العسكرية، فالشرائط الصفراء كانت تستخدم في الولايات المتحدة لإظهار أن أحد أفراد العائلة في الخدمة العسكرية، أما في روسيا فهي ترمز للاتحاد السوفياتي السابق والاحتفال بانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.
وبالنسبة لمرض السرطان، فهناك العديد من الألوان كل منها يرمز لنوع معين من المرض، كما هناك ألوان لأمراض أخرى.
هنا نتعرف على اللون الوردي بالتحديد الذي يكثر استخدامه في هذا الشهر، أكتوبر/تشرين الأول في إطار حملات مكافحة سرطان الثدي في دول العالم المختلفة.
1991 أول ظهور للوردي في نيويورك
وقد ظهرت أشرطة اللون الوردي لأول مرة في عام 1991 عندما قامت "مؤسسة سوزان كومان" بالولايات المتحدة بتوزيع أشرطة وردية على المشاركين في سباق بمدينة نيويورك للناجين من الإصابة بسرطان الثدي. لكن الاعتماد الرسمي للشريط الوردي لم يحصل إلا في العام الذي يليه في 1992 وقد اشتق من لون الأحمر المخصص للإيدز.
وبالنسبة لـ"مؤسسة سوزان كومان"، فهي الأشهر بالولايات المتحدة في مجال مكافحة سرطان الثدي، منذ إنشائها عام 1982 وقد انفقت من ذلك التاريخ إلى 2010 حوالي 1.5 مليار دولار لمكافحة المرض عبر التوعية والبحوث والخدمات الصحية وبرامج الدعم الاجتماعي، ومن خلال مشاركات في أكثر من 50 بلدا. واليوم لدى المؤسسة 100 ألف متطوع حول العالم يعملون في شبكة تضم 124 فرعا في جميع أنحاء العالم.
لماذا الماراثون؟!
كان رجل يدعى إستي لورد هو الذي بدأ حملة السباق المخصص لمكافحة المرض في نيويورك، والذي شهد مولد اللون الوردي بدرجة "الخوخ"، وقد هدف من تنظيم الماراثون الضغط على المعهد الوطني للسرطان في أميركا ليرفع من ميزانية الدعم المخصص للوقاية من المرض. وفي عام 2005 أصبح اللون ورديا صافيا رفضا لأي ارتباط تجاري بقضية مكافحة السرطان.
شريط "نادر" خاص بالرجال
يشار إلى أن الشريط الأزرق الممتزج بالوردي يرمز إلى مكافحة سرطان الثدي عند الرجال، لكنه نادر الاستعمال. وقد صمم لأول مرة سنة 1996 من قبل نانسي نيك، رئيس ومؤسس "مؤسسة جون ووكر نيك" للتوعية بسرطان الثدي عند الرجل.