روسيا: الهجوم على السفارة الروسية في سورية جاء "نتيجة" للأفعال الأميركية
جنيف - د ب أ
ألقت وزارة الخارجية الروسية باللوم على الولايات المتحدة جزئيا في الهجوم الأخير بقذائف الهاون الذي استهدف السفارة الروسية في العاصمة السورية دمشق.
وقالت الخارجية الروسية أمس الثلثاء (4 أكتوبر/ تشرين الأول 2016): " نحن نعتبر قصف السفارة الروسية في دمشق نتيجة أفعال أطراف مثل الولايات المتحدة وبعض من حلفائها الذين يحرضون على استمرار الصراع الدموي في سورية عن طريق دعم المسلحين والمتطرفين بطرق عدة".
وأضافت الوزارة في بيانها أن السفارة الروسية كانت قد تعرضت أمس الأول الاثنين لهجوم بقذائف هاون، يبدو أنها جاءت من منطقة تسيطر عليها "جماعتا جبهة فتح الشام (التي تعرف سابقا بجبهة النصرة) وفيلق الرحمن الإرهابيان".
وقالت الوزارة: "موسكو ترفض هذا الفعل بقوة، وتعتبره جريمة ارتكبها إرهابيون ".
يشار إلى أن قذائف الهاون سقطت بالقرب من المجمع السكني للسفارة "ولحسن الحظ. لم يصب أي من موظفي السفارة ".
يذكر أن مدينة حلب بشمال سورية مقسمة إلى قطاع غربي تسيطر عليه الحكومة وقطاع شرقي يسيطر عليه مسلحو المعارضة، حيث يعيش ما يتراوح بين 250 و300 ألف مدني تحت الحصار الذي تفرضه الحكومة المدعومة بالضربات الجوية الروسية.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشنكوف، نقل منظومة للدفاع الجوي طراز "إس300-" إلى سورية.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" للأنباء الروسية، عن كوناشنكوف قوله: "في الواقع، تم شحن إلى الجمهورية العربية السورية بطارية من نظام الصواريخ المضادة للطائرات "إس300-".
وهذه المنظومة مخصصة لتأمين أمن القاعدة البحرية في طرطوس التي تقع في المنطقة الساحلية القريبة من سفن مجموعة العمل البحرية الروسية من الجو.
وأكد الجنرال الروسي أن "/إس/300- هي منظومة دفاعية بحتة ولا تشكل أي تهديد لأي طرف".
وأضاف الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، أن الولايات المتحدة أفشلت جميع اتفاقات وقف إطلاق النار في سورية.
وقال إن "الولايات المتحدة هي التي أفشلت الاتفاقات كافة بشأن نظام وقف إطلاق النار بتاريخ 9 (أيلول) سبتمبر بعجزها عن فصل ما يسمى /المعارضة/ عن /جبهة النصرة/ والسماح للإرهابيين بإجراء إعادة التموضع والتموين".
وشككت الولايات المتحدة في الغرض من نشر الصواريخ المضادة للطائرات.
وقال بيتر كوك، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون): "قال الروس إن هدفهم الرئيسي هو مكافحة التطرف (داعش وجبهة النصرة) في سورية. ولا يمتلك أحدهما قوة جوية".
وأضاف: "لذلك أشكك فقط في الغرض من تلك المنظومة ... ربما يكون للروس تفسير أفضل".
من جانبه، صرح وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، بأن بلاده "لا تتخلى" عن الشعب السوري، وذلك بعد يوم واحد من تعليق واشنطن التنسيق المباشر مع روسيا، بشأن الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع.
وقال كيري أثناء إحدى الفعاليات لمؤسسة بحثية في بروكسل: "إننا لا نتخلى عن الشعب السوري. إننا لا نتخلى عن السعي لتحقيق السلام، ولن نترك الساحة متعددة الأطراف".
وتابع: "سنستمر في محاولة إيجاد طريقة للمضي قدما من أجل إنهاء هذه الحرب"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستفعل "كل شيء ممكن" لإيجاد طريقة للمضي قدما مع المجموعة الدولية لدعم سورية والأمم المتحدة أو في اجتماعات أصغر متعددة الأطراف.
وبرر كيري قرار إنهاء المحادثات مع روسيا، بأن دعم موسكو لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، يبدو "غير مسؤول وغير حكيم للغاية"، بالنظر إلى عدم تردد النظام في استخدام غاز الكلور لقتل مواطنيه.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 400 مدني قتلوا في حلب منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة وروسيا قبل نحو أسبوعين.