انتخابات بلدية في البوسنة على خلفية توترات قومية وطائفية
ساراييفو - أ ف ب
توجه سكان البوسنة اليوم الأحد (2 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) الى مكاتب الاقتراع لانتخاب رؤساء بلدياتهم، في اجواء توحي بعودة التوتر القومي والطائفي خصوصا بين البوسنيين المسلمين والصرب.
وجرت الانتخابات دون حوادث تذكر قبل ثلاثة ساعات من موعد اقفال صناديق الاقتراع في الساعة 17,00 ت غ.
ومن المتوقع ان تصدر نتائج اولية ليلة الاحد الاثنين.
وفي معظم البلديات ال 140، أعدت اللوائح المعروضة على حوالى 3،2 ملايين ناخب، بناء على اسس طائفية.
وقد يتولى رئاسة بلدية مدينة فيليكا كلادوسا (40 الف نسمة، شمال غرب)، ابتداء من الاثنين، فكرت عبديتش (77 عاما) الذي كان ادين بجرائم حرب وسجن في كرواتيا.
فخلال الحرب (1992-1995)، تحالف هذا البوسني المسلم، الواسع النفوذ وزعيم الحرب، مع الصرب ضد القوات البوسنية الموالية لساراييفو، واعلن "البوسنة الغربية منطقة مستقلة". وقد استعاد حريته في 2012 بعدما امضى ثلثي عقوبة بالسجن لمدة 15 عاما.
وستكون ذكرى الحرب حاضرة ايضا في مدينة سريبرينيتسا التي يتنافس فيها مرشحان بوسني وصربي. وسينظر الى فوز الثاني الذي يعتبر الاوفر حظا، على انه اهانة للمسلمين، بعد 21 عاما على مجزرة قتل فيها حوالى 8000 منهم.
ولا تزال الانقسامات الطائفية السبب الذي يحول دون اجراء تصويت في موستار (جنوب) المقسومة بين البوسنيين والكرواتيين. ولم يتوصل ابرز احزابهما "حزب العمل الديموقراطي" و"الاتحاد الديموقراطي الكرواتي" منذ ست سنوات الى تسوية تتيح اجراء الانتخابات.
وخاض الزعيمان السياسيان لصرب البوسنة وللبوسنيين، ميلوراد دوديك وباقر عزت بييغوفيتش حملتين شرستين استخدما فيها الخطاب القومي.
وقال بيغوفيتش الاحد "بدات ايام افضل للبوسنة على مستوى الاصلاحات والنهوض الاقتصادي. هناك ضوء في آخر النفق" المظلم.
وتجرى الانتخابات البلدية بعد اسبوع من استفتاء نظمه صرب البوسنة الذين قرروا الاستمرار في الاحتفال ب "عيدهم الوطني" على رغم معارضة القضاء واستياء البوسنيين.
وكرس اتفاق دايتون الذي انهى الحرب (1992-1995، 100 الف قتيل) تقسيم البوسنة الى كيانين، صربي وكرواتي مسلم، تربط بينهما حكومة اتحادية ضعيفة.
وفي هذا البلد حيث 50 بالمئة من السكان مسلمون ترشحت لأول مرة سيدة منقبة على لائحة حزب صغير لكن حظوظها ضعيفة في ان تنجح حيث ان الغالبية الساحقة من مسلمي البوسنة يتبعون اسلاماً وسطياً.