المحافظون في برمنغهام يعقدون مؤتمرهم السنوي في حين لا تزال خطة بريكست غير واضحة
برمنغهام – أ ف ب
يبدأ حزب المحافظين مؤتمره السنوي في برمنغهام اليوم الأحد (2 أكتوبر / تشرين الأول 2016) بزعامة رئيسة الوزراء تيريزا ماي في حين لا تزال خطتها حيال بريكست غير واضحة بعد نحو مئة يوم من الاستفتاء الذي اختار فيه البريطانيون الخروج من الاتحاد الاوروبي.
الأمر الوحيد المؤكد هو ان المادة 50 من معاهدة لشبونة المتعلقة ببدء الانفصال عن الاتحاد الاوروبي لن يتم تفعيلها قبل نهاية السنة، وفق ما اعلنت ماي دون مزيد من التوضيح وان كانت تضع في اعتبارها الانتخابات المرتقبة في الربيع في فرنسا ومن ثم في الخريف في المانيا.
كل ما عدا ذلك يبقى عائما، والكثير من الاسئلة لا تجد جوابا سواء تعلق الامر بالبقاء ضمن السوق المشتركة، او الحد من الهجرة مثلما طالب الناخبون البريطانيون، رغم استياء الاتحاد الاوروبي الذي يواجه اسوأ ازمة في تاريخه بين صعود الشعبويين والتشكيك في المؤسسات الاوروبية وتدفق المهاجرين وضعف الاداء الاقتصادي.
ولكن تيريزا ماي تلتزم الحذر وتجيب من يسألها عن استراتيجيتها انها لن تدلي "بتعليقات يوما بيوم".
وتضيف "بريكست يعني بريكست".
- بريكست خفيف أم ثقيل؟ - وفي حين تحجم رئيسة الوزراء عن اعطاء تفاصيل، يقوم بذلك آخرون بدءا بوزير الخارجية بوريس جونسون الذي اضطرت الحكومة الى تهدئته بعد ان اعلن ان مفاوضات الخروج من الاتحاد الاوروبي يمكن ان تبدأ مطلع 2017.
ولذلك يجري ترقب مداخلات تيريزا ماي امام المؤتمر ولا سيما خطابها بعد ظهر الاحد خلال الجلسة الافتتاحية بعنوان "انجاح بريكست".
وتقول صحيفة "تلغراف" المحافظة انه يتعين على رئيسة الوزراء ان "تبدأ المؤتمر باخبارنا متى ستقوم بتفعيل المادة 50"، مطالبة اياها بتقديم "جدول زمني واضح".
ويقول الاستاذ في جامعة كنت ماثيو غودوين ان الناخبين قلقون لعدم تحقيق تقدم بشأن بريكست والاستطلاعات الاخيرة تقول انهم يريدون تفعيل المادة 50.
وستسعى ماي خلال المؤتمر الى توحيد صفوف الحزب المنقسم حتى داخل الحكومة بشأن الوجهة التي ينبغي اتباعها للخروج من الاتحاد الاوروبي.
فمن جهة هناك من يؤيدون "بريكست خفيفا" وهم مستعدون للبقاء في السوق المشتركة وحتى ترك الباب نصف مفتوح امام المهاجرين الاوروبيين، ومن جهة ثانية من يؤيدون "بريكست ثقيلا" اي القطيعة التامة والسريعة والتشدد في مسألة الهجرة والخروج من السوق المشتركة.
- المحافظون وحدهم - ولكن هذه الخلافات والانقسامات قد تكون سهلة مقارنة مع ما ينتظر ماي عندما تبدأ فعلا عملية الخروج وهي مهمة هائلة لا تحصى تداعياتها.
وتقول الكاتبة في "فايننشال تايمز" جنان غانيش ان تيريزا ماي انهت "افضل اسابيعها" وما ينتظرها ليس سوى الأسوأ لأن سائر اعضاء الاتحاد الاوروبي ليست لديهم اي نية في التساهل معها.
ولكنها لا تزال تتمتع اليوم بالعديد من المزايا ومن بينها شعبية مريحة وتستفيد بالمثل من تخبطات حزب العمال المعارض الذي تمزقه الخلافات الداخلية وازمة قيادة لم يحلها تماما انتخاب جيريمي كوربن رئيسا له السبت الماضي.
وبما انهم يديرون الدفة وحدهم، قد يميل المحافظون الى تجربة حظهم وتقديم موعد الانتخابات التشريعية المرتقبة في 2020.
ويقول المحاضر في جامعة "كوين ماري" في لندن تيم بيل "لو تعين على تيريزا ماي ان تفعل ما يمكن ان يفعله اي سياسي في مكانها لنظمت انتخابات في الربيع او الصيف المقبلين".