بالفيديو والصور: "نفق الأمل" في سراييفو شاهد حي على قصص حصار المدينة لثلاث سنوات
سراييفو- محمد المخرق
نفق الأمل أو نفق الحياة... بني هذا النفق في العام 1993 أثناء حصار مدينة سراييفو وكان ممرها الوحيد إلى العالم الخارجي أثناء الحصار الذي استمر حتى نهاية شهر فبراير/ شباط من العام 1996.
استغرق بناؤه أكثر من ستة أشهر بوساطة المعاول والمجارف، وكانت وسيلة الإضاءة المستخدمة من قبل العمال هي الشموع. في نهاية شهر يونيو/ حزيران من العام 1993 اكتمل تجهيز النفق وبدأت الاستفادة منه مباشرة في اليوم التالي ليصبح متنفسًا للمدينة.
واستُخدم في تدعيم النفق نحو 170 مترًا مكعبًا من الخشب و 45 طنًّا من الحديد، وقد كان أكبر التحديات التي واجهت بناءه هي المياه الجوفية التي كان يجب جرفها ونقلها يدويًّا إلى خارجه.
يقع مدخل النفق داخل منزل في طرف مدرج المطار وهو يربط بين منطقتي دوبرينيا Dobrinja وبوتمير Butmir، ويبلغ طول النفق نحو 800 مترا وارتفاعه 1.6 مترا.
بفضل النفق تمكنت المدينة المحاصرة من الحصول على خطوط الهاتف وإمدادات النفط والأغذية والطاقة الكهربائية والأسلحة للبوسنيين المحاصرين. في بداية الأمر كان نقل المواد في النفق على ظهر الأشخاص ثمَّ وضعت فيه عربات للنقل على سكك حديدية بحيث أصبح نقل البضائع داخلها بمعدل 400 كغ في كل عربة. وفي كل يوم كان يمر عبر هذا النفق بين 3000 إلى 4000 شخصًا من عناصر الجيش البوسني وعناصر الأمم المتحدة والمدنيين بالإضافة إلى زهاء 30 طنًّا من البضائع في رحلة تستغرق ساعتين تقريبًا. كان مدخلا النفق محميين من الجيش البوسني كما يحتاج عبوره إلى الحصول على رخصة خاصة، وفي بعض الأحيان كان على المدنيين دفع 120 دولارًا للجيش البوسني من أجل السماح لهم باستخدامه.
بعد نهاية الحرب تحولت مساحة من النفق والمنزل الذي يقع فيه طرفه إلى متحف يحتوي على العديد من الصور والأثار التي كانت موجودة أثناء الحصار. وفي لقاء صحفي مع مالك هذا المنزل قال عن منحه لبيته من أجل النفق: "لقد أعطينا كلَّ مانملكه من أجل تحرير سراييفو"... واليوم أصبح هذا المنزل أحد أهم المناطق التي يزورها السياح في سراييفو وهو موجود ضمن عروض الكثير من الوكالات السياحية في البوسنة.
متحف نفق الأمل مفتوح من الاثنين حتى الجمعة من الساعة 9 صباحًا حتى 4 مساء. عند وصولكم إلى المتحف، ستمرون عبر 20 مترًا من النفق الأصلي وتمكنكم مشاهدة فيلم آسر عن دور النفق أثناء حصار الحرب في سراييفو ومراحل بنائه، وذلك بحسب موقع "البوسنة والهرسك" باللغة العربية.