خبراء يحذرون من تسارع وتيرة الاحترار العالمي
واشنطن - أ ف ب
حذر سبعة علماء مناخ بارزون من التسارع الحاصل حالياً في وتيرة الاحترار على الارض مشددين على "ضرورة بذل جهود أكبر بمرتين او حتى ثلاث مرات" للحد من انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة.
وبالتالي قد يرتفع معدل درجات الحرارة في العالم بواقع درجتين مئويتين مقارنة مع مرحلة ما قبل الثورة الصناعية اعتبارا من سنة 2050.
ويكمن الهدف الحالي للقادة العالميين بعدم تخطي هذه الحدود لتفادي اسوأ التبعات الناجمة عن التغير المناخي مثل ارتفاع مستوى مياه المحيطات وزيادة وتيرة الحوادث المناخية القصوى.
ودق هؤلاء العلماء ناقوس الخطر في بيان من سبع صفحات يختصر تحليلا مفصلا جديدا يحمل عنوان "حقيقة التغير المناخي".
وشدد الرئيس السابق للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ روبرت واتسون وهو المتحدث باسم مجموعة العلماء السبعة المتحدرين من بلدان عدة على ان "الاحترار يحصل حاليا بوتيرة اسرع بكثير مما كان متوقعا".
ويقترب العالم هذه السنة من تحطيم الرقم القياسي السنوي للعام الثالث على التوالي لناحية معدلات الحرارة منذ البدء بتسجيل درجات الحرارة سنة 1880.
وقال "من دون جهود اضافية من ابرز الجهات المسببة لانبعاثات غازات الدفيئة، قد يتم بلوغ هدف حصر ارتفاع درجات الحرارة بدرجتين مئويتين في وقت ابكر من المتوقع".
وعلى هامش قمة باريس المناخية، وضع بعض خبراء المناخ هدفا اكثر طموحا بحصر الاحترار المناخي بدرجة مئوية ونصف الدرجة.
غير ان سنة 2015 شهدت ارتفاعا في معدل درجات الحرارة على سطح الكوكب لأكثر من درجة مئوية واحدة مقارنة مع المعدل المسجل ما قبل الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، وفق المنظمة الدولية للمناخ.
وهذا الامر يمثل ارتفاعا كبيرا في الحرارة في فترة لا تتعدى ثلاث سنوات اذ ان الازدياد المسجل سنة 2012 لم يكن يتخطى 0,85 درجة مئوية مقارنة مع معدلات ما قبل الثورة الصناعية.
كذلك فإن عدد الظواهر المناخية القصوى المتصلة بالاحترار مثل الجفاف وحرائق الغابات والفيضانات والاعاصير، ارتفاع بواقع الضعف منذ سنة 1990 وفق هؤلاء الخبراء.
خطر تراجع اميركي
وحتى في حال احترام كل البلدان الموقعة على اتفاقية باريس لالتزاماتها من اجل الحد من ارتفاع درجات الحرارة، لن تتراجع الانبعاثات الاجمالية للغازات المسببة لمفعول الدفيئة بسرعة خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة، وفق ما اكد الباحثون بالاستناد الى تقرير صادر عن الامم المتحدة سنة 2015.
وبذلك، فإن الهدف الاكثر طموحا في اتفاقية باريس القاضي بحصر ارتفاع درجات الحرارة بما دون 1,5 درجة مئوية "شبه مستحيل بالتأكيد وقد يتم بلوغه في مطلع ثلاثينات القرن الماضي" بحسب هؤلاء العلماء.
ويبدي العلماء تشكيكا في امكان الالتزام الكامل بالتعهدات التي قطعتها الدول بموجب اتفاقية باريس لتقليص انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في ظل غياب الالية القانونية الملزمة ونظرا إلى أن 80 في المئة من البلدان تعتمد على المساعدات المالية والتقنية من البلدان الاكثر ثراء.
الى ذلك، يتعين اتخاذ "تدابير سياسية في كل البلدان للمصادقة على هذه الالتزامات واعتماد تشريعات ومحفزات لتنفيذها على المستوى الوطني" بحسب تأكيد الايطالي كارلو كارارو وهو احد رؤساء مجموعة العمل الثالثة التابعة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
وثمة قلق كبير لدى هؤلاء الخبراء يتمثل في خطر تراجع الولايات المتحدة عن التزاماتها اذ ان الدور العالمي لهذا البلد، وهو ثاني اكثر البلدان اصدارا لانبعاثات غازات الدفيئة بعد الصين، ضروري في مكافحة الاحترار المناخي.
وقال واتسون في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" إنه "حتى في حال خسارة (المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية دونالد) ترامب الذي ينفي حقيقة التغير المناخي ووصول هيلاري كلينتون الى البيت الابيض، اذا بقي الكونغرس بمجلسيه خاضعا لسيطرة الجمهوريين سيطرج ذلك مشكلة حقيقية لاتفاقية باريس".
وحذر من ان "المنظومة السياسية للجمهوريين تسعى الى الاطاحة باتفاقية باريس وانتاج كميات اكبر من الفحم وتصديرها" ما "سيشجع البلدان الاخرى على التراجع عن التزاماتها".