(رسالة مواطن)... الشباب الغربي تقل نسبة إصابته بالقولون العصبي بينما العربي تزداد إصابته... برأيك لماذا؟
حضرت كما حضر غيري ممن أعياهم "القولون" لعلي أجد علاجاً أو فهماً، في المحاضرة الطبية المفيدة التي أتحفنا بها أحد الأطباء عن "القولون" وأعراضه. تحدث الطبيب عن القولون وأنواعه كالقولون العصبي والفكرة الشائعة عنه، وعن خطورته، وعن إمكانية الوقاية من أمراضه بالكشف المبكر وعلاجه. وما لفت نظري في هذه المحاضرة هو عدة أمور تهمكم أيها القراء في هذه العجالة، وهي وظيفة القولون والتي توصف بوظيفة "ستور كيبر"، وما زاد تعجبي هو أن الطبيب أشار إلى أنه ممكن استئصال القولون والاستغناء عنه والتخلص منه إذا لزم ذلك، والعيش بدونه، مما يعني أن وظيفة القولون هو "مخزن"، لتجميع فضلات المواد الغذائية، وإفرازات الأمعاء والمعدة، وامتصاص الأملاح، وهو بمثابة جهاز لتقوية "المناعة". والأهم هو انخفاض حالات الإصابة بأمراض القولون والوفاة في الدول الغربية، بينما زاد مؤشر الإصابة والوفاة به في الدول العربية بسبب الإهمال، وعدم الكشف المبكر كما يراه الطبيب.
إنني أرى كقارئ أن الجانب النفسي والضغوط اليومية والشحنات الضاغطة اليومية التي يعيشها الشاب العربي يوميّاً فيما شباب الغرب يلتهم الهامبرغر التهاماً وهو فرح مسرور من دون أن يحمل أمراضاً خطيرة للقولون. لماذا؟ لأنه يعيش الجو الجميل ودرجة الحرارة المعتدلة، والأهم من هذا وذاك المناخ السياسي والنظام الديمقراطي... الكثير من الشباب الغربي ومستقبله الواعد لا يرفع رأسه من نومته ويصحو إلا على نبأ ترقيه في مجال عمله، وباب شركته ومستقبله مفتوح أو يتوقع حصوله على "بونس عالٍ" أو مكافأة تشجيعية من جهات عليا، بينما المواطن العربي يبتلع لقمة الكبسة وهو عاطل عن العمل أو يتلقى اتصالاً يقضي في النهاية ليلة مظلمة محمومة خلف القضبان أو تهديداً من الكهرباء بقطع التيار عنه. وبينما يستلقي الشاب الغربي على أحد سواحل عاصمته وترابه الذهبي مستمتعاً بحمام شمس هادئ، تجد الشاب العربي ممزقاً وأشلاؤه مرمية في سطح البحار كلاجئ يفر بجلده من حروب بلاده. أيها القراء قولوا أي قولون سليم سيبقى معك، أو أي قلب سليم سيتحمل النكبات؟ أو أين يقضي الشاب العربي أوقاته للتسلية؟
مهدي خليل