بوري تودع أبرز روادها: عبدالرسول خليل... معلم الصلاة وتالي القرآن وأنموذج حقبة الثمانينيات
بوري - محمد العلوي
اليوم هو الأربعاء (28 سبتمبر/ أيلول 2016)، وفيه أسلم الحاج عبدالرسول خليل، أحد أبرز شخصيات قرية بوري، الروح لبارئها بعد معاناة مع مرض عضال.
55 عاماً، قضاها الفقيد وسط المجتمع، وهو المربي والمعلم الذي لم تبرحه روح الدعابة. في ثنائية رسمت شخصية (أبي محمد)، الكنية التي لازمته، حرفاً ونطقاً.
ويكتسب الحديث عن أبي محمد، أهميته، بالنظر لما يمثله من أنموذج لرواد التعليم الديني مطلع الثمانينيات. فمنذ نحو 3 عقود، كان أبومحمد، منشغلاً في تعليم الصلاة والأخلاق لأبناء القرية، متموضعاً في الصدارة، حاملاً راية التغيير المجتمعي بأسلوب لم يفقد اتزانه.
حقبة لما توثق بعد، سيظل الحديث عن شخوصها، حاجة تأريخية، بوصفها أحد أبرز أدوات التوثيق.
رثته القرية، مؤسسات وأفراد، حتى قال عنه تلميذه الرادود عبدالله الميرزا: "أبا محمد... ليست كنية فحسب، بل طبعتها بلهجتك العربية الفصحى على ألسنة محبيك أجلى من اسم علم، لأنك تعشق القرآن ولغة ونهج القرآن، وأردت أن تزرع فينا القرآن، أينما كنت".
وأضاف الميرزا في كلمة توثيقية "أبا محمد... كم عائلة مؤمنة بأكملها في هذه القرية مدينة لك في عنقها بجميل وأي جميل؟! كم طفل ناشئ تعلم الوضوء والصلاة على يديك، تربى وترعرع، وهو اليوم رجل من رجالات القرية، يشعر أن لك الفضل بعد الله تعالى عليه؟ّ".
مؤسساتياً، كانت البيانات التأبينية تترى. يقول في أحدها مشروع العمل الإسلامي: "لن تنسى القرية أستاذها بتواضعه وأخلاقه وحياه المبتسم دائماً على رغم الألم".
رحل أبومحمد، الذي امتاز حديثه باللغة العربية الفصحى، تاركاً ذكريات وعبارات لا تنسى وعلاقات ظلت بلا حدود، مرجعاً عشقه للغة العربية بالقول: "يعود ذلك لسببين، الأول أنها لغة القرآن الكريم، والسبب الآخر هو ما تحويه هذه اللغة من سعة في المفاهيم والمعاني".
"رحل بعد معاناة مع المرض، لم تقهر ابتسامته. معاناة أنهكت جسده، أما الروح فظلت في تحلق عالياً"، بذلك يرثيه الأهالي ويتذكرون.