"الناسا" ترصد انبعاث أعمدة بخار محتملة من أرض اوروبا أحد أقمار المشتري
واشنطن - أ ف ب
أظهرت عمليات مراقبة جديدة ما يشبه اعمدة بخار ماء منبعثة من سطح اوروبا احد اقمار المشتري على ما اعلنت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" التي رحبت بهذا "الاكتشاف المثير".
ويمتلك اوروبا وهو احد اقمار المشتري الـ67 محيطاً شاسعاً تحت قشرة سميكة من الجليد ويعتبر "مكاناً واعداً جداً في النظام الشمسي حيث يمكن للحياة ان تتوافر ربما"، على ما قال جيف يودير مدير الناسا لشؤون العلوم بالانابة.
واوضح ان عمليات الرصد هذه التي اجريت بواسطة اشعة فوق بنفسجية بثها التلسكوب الفضائي هابل ، تزيد من امكانية اخذ عينات من هذه المياه والجليد من دون الحاجة الى قيام روبوت بحفر الجليد على عمق كيلومترات على سطح اوروبا.
واضاف "انبعاثات البخار هذه في حال تأكد وجودها، قد تكون وسيلة اخرى للحصول على عينات للمياه الموجودة تحت الجليد".
ورصدت هذه الانبعاثات المحتملة في اقصى جنوب اوروبا وهي تبدو ك"بقع قاتمة" على ما اوضح وليام سبارك عالم فلك من "سبايس تلسكوب ساينس إنستيتوت" في بالتيمور. وهو المشرف الرئيسي على عمليات المراقبة هذه التي ستنشر نتائجها في العدد المقبل من مجلة "أستروفيزيكال جورنال" الاميركية.
ويصل ارتفاع هذه الاعمدة الى 200 كيلومتر تقريبا وهي تلقي على سطح اوروبا معادن شتى على ما يبدو.
وخلال عشر عمليات مراقبة لمرور اوروبا امام المشتري على مدى 15 شهرا، تمكن العلماء ثلاث مرات من رؤية هذه الانبعاثات المحتملة.
واوضح سباركس ان ذلك يدفع الى الاعتقاد ان هذه الانبعاثات متقطعة.
وتابع يقول "في حال تأكد وجودها سيشكل الامر اكتشافا مثيرا اذ قد يوفر لنا وصولا اسهل الى المحيط الموجود تحت الجليد. وهذا سيسمح لنا ايضا بالتفتيش عن مؤشرات لوجود الحياة".
محدودية هابل
الا انه دعا الى التريث لانه ينبغي الحصول على مؤشرات اضافية لكي يتأكد العلماء من هذا الاكتشاف. ويجب اجراء عمليات مراقبة اكثر بواسطة هابل او تقنيات اخرى.
وشدد عالم الفلك على ان "عمليات المراقبة هذه تشكل اقصى ما يمكن لهابل القيام به".
واكد سباركس "لا ندعي اننا اثبتنا وجود اعمدة البخار هذه بل اننا وجدنا مؤشرات جديدة لامكانية حدوث هذه الظواهر".
ففي العام 2012 رصد فريق علمي اخر بقيادة لورينز روث من "ساوث ويست إنستيتوت" في سان انطونيو، بخار مياه ينبعث من سطح اوروبا في منطقة القطب الجنوبي نفسها، مشكلا اعمدة ترتفع 160 كيلومترا في الفضاء.
واستخدم الفريقان الجهاز نفسه في تلسكوب هابل في عمليات المراقبة الا انهما لجآ الى طرق مختلفة كليا وتوصلا الى النتائج نفسها.
وفي حال تأكد وجود اعمدة البخار هذه يكون اوروبا ثاني قمر في النظام الشمسي ترصد فيه هذه الظاهرة.
ففي العام 2005 رصد المسبار كاسيني التابع للناسا اعمدة بخار تتصاعد من سطح أنسيلادوس احد اقمار زحل.
واعلنت الناسا العام 2015 ارسال روبوت الى اوروبا بحلول العام 2020 وكشفت في مايو/أيار 2016 قائمة بتسعة اجهزة ستوضع في هذه المركبة.
ويحوي محيط اوروبا ضعفي كمية المياه التي تحويها محيطات الارض مجتمعة الا انه موجود تحت قشرة جليدية باردة وصلبة جدا لا تزال سماكتها مجهولة.
وكان علماء اعلنوا في 2015 انهم رصدوا بفضل هابل ايضا، محيطا شاسعا من المياه المالحة تحت طبقة سميكة من الجليد في غانيمادس اكبر اقمار المشتري.
وكان المسبار الاميركي غاليليو استكشف المشتري واقماره بين عامي 1995 و2003 ورصد للمرة الاولى وجود محيطات شاسعة في اوروبا وغانيمادس.