مؤتمر "سايتس" يهتم بمئات الانواع الحيوانية والنباتية المهددة
جوهانسبرغ - أ ف ب
افتتحت اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض (سايتس) اعمال مؤتمرها يوم أمس (السبت 24 سبتمبر/أيلول 2016) في جنوب افريقيا على ان تدرس حتى الخامس من أكتوبر/تشرين الأول عشرات الاقتراحات الهادفة إما لتخفيف القيود التجارية المفروضة على حوالى 500 نوع او لتشديدها.
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر 12 يوماً في جوهانسبورغ 3500 مندوب من المدافعين عن البيئة والمسئولين الحكوميين.
وستهيمن مكافحة الاتجار بحيوانات عدة من بينها الفيل ووحيد القرن واكل النمل الحرشفي المهددة بالصيد غير الشرعي المستشري والذي يغذيه الطلب في آسيا خصوصا، على مناقشات هذا المؤتمر العالمي. ويتوقع ان تحصل نقاشات حادة حول حماية الخشب الوردي واسماك القرش.
وقال الامين العام لـ "سايتس" جون سكانلون في افتتاح اعمال المؤتمر "اننا الان بصدد اكبر مؤتمر لسايتس منذ تأسيسها قبل 43 عاما".
واضاف "سنراجع القيود المفروضة على التجارة بحوالى 500 نوع حيواني بري ونباتي. والاولوية هي لفيلة افريقيا ووحيد القرن وآكل النمل الحرشفي... والقرش الحريري".
و"سايتس" اتفاقية دولية تهدف إلى حماية الثروة الحيوانية والنباتية المهددة بالاستغلال التجاري المفرط.
وقد وقعت الاتفاقية 182 دولة إضافة إلى الاتحاد الاوروبي، وهي دخلت حيز التنفيذ في العام 1975. وتحمي الاتفاقية بدرجات مختلفة حوالى 5600 نوع حيواني و30 الف نبتة.
وقرارات "سايتس" ملزمة الا ان على كل من الاطراف الموقعة سن قانون يضمن احترامها على الصعيد الوطني.
وتفيد المنظمات غير الحكومية ان رهان الاجتماع الجديد لمؤتمر "سايتس" الذي ينظم كل ثلاث سنوات، مهم جدا.
واشاد سكانلون بالدعم السياسي الرفيع المستوى الذي تبديه الدول لمكافحة الاتجار بالحيوانات البرية.
وقال الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما لدى افتتاحه المؤتمر "ان مستوى استغلال بعض الانواع الحيوانية والنباتية مرتفع جدا والاتجار بها يؤثر كثيرا على انحسار اعدادها ما قد يهدد بعض الانواع بالاندثار".
ودعا مدير برنامج الامم المتحدة للبيئة اريك سولهايم الى مزيد من التحرك من اجل حماية الطبيعة.
واوضح "ثمة تحديات ضخمة ومن هنا اهمية هذا المؤتمر. علينا ان نزيد تحركنا من اجل حماية الفيلة وحيوانات وحيد القرن والاورانغ اوتان".
وقال جون سكانلون ان اطراف الاتفاقية "ملتزمة بقوة في استمرارية الحيوانات البرية والنبات الا ان لديها احيانا وجهات نظر مختلفة حول طرق تحقيق ذلك".
واوضحت تيريز تيليكي من "هيوماين سوساييتي انترناشونال"، "في وقت تجد فيه الكثير من الانواع نفسها مهددة بشكل كبير بصيد غير شرعي لا يكل وبالتجارة، سيكون المؤتمر خشبة خلاص او هلاك لحيوانات مهمة مثل الفيل ووحيد القرن والاسد وآكل النمل الحرشفي".
وحذرت "يجب ان تتفق كل دول "سايتس" على حمايتها الى الحد الاقصى والا فانها ستواجه خطر الاندثار".
وقال سكانلون ان الاتجار بالحيوانات البرية "يرتكب على نطاق واسع جدا وتغذيه المجموعات الاجرامية الدولية المنظمة".
اتجار مربح جداً
ويغذي الصيد غير الشرعي عملية اتجار مربحة للغاية يقدر حجمها بعشرين مليار دولار سنويا على ما تفيد "سايتس" ما يجعل منه الاتجار غير الشرعي الرابع من حيث الاهمية بعد الاتجار بالاسلحة والسلع المقلدة والبشر.
وتدفع الفيلة وحيوانات وحيد القرن الثمن غاليا بسبب الاقبال الشديد على انيابها وعاجها. وتقتل ثلاثة حيوانات وحيد قرن في اليوم من اجل قرونها على ما يفيد الصندوق العالمي للطبيعة. وفي السنوات الثماني الاخيرة تم القضاء على اكثر من خمسة الاف منها اي ربع عددها العالمي، في جنوب افريقيا التي تضم وحدها 80 في المئة من هذه الثدييات.
وثمة اقبال قوي على قرون وحيد القرن في آسيا حيث تستخدم في الطب التقليدي لميزاتها العلاجية المفترضة. ويزيد سعر الكيلوغرام الواحد من هذه القرون في السوق السوداء عن سعر الذهب.
اما عدد الفيلة التي تستوطن سهول السافانا الافريقية فقد تراجع بنسبة 30 في المئة بين عامي 2007 و2014 بسبب الصيد غير الشرعي خصوصا، على ما اظهر احصاء اخير لها.
وتمنع التجارة الدولية بقرون وحيد القرن وبالعاج رسميا منذ العام 1977 و1989 على التوالي. الا ان هذه الاجراءات لم تنجح في لجم المجازر التي ترتكب في حق الحيوانات.. وبات البعض يفكر في تشريع بعض العمليات التجارية لانهم يعتبرون انها الطريقة الوحيدة لخفض الصيد غير الشرعي.
وستقترح مملكة سوازيلاند الصغيرة خلال اجتماع جوهانسبورغ رفع الحظر على الاتجار بقرون حيوانات وحيد القرن المقيمة على اراضيها. الا ان اقتراح سوازيلاند لا يملك فرص النجاح اذ ان المنظمات غير الحكومية تعارضه لانها تخشى ان يؤدي رفع الحظر الى زيادة اضافية في الطلب.
ويتوقع ان تطلب زيمبابوي وناميبيا رفع حظر الاتجار بالعاج لتتمكنا من بيع مخزونهما من العاج المضبوط او المتأتي من فيلة نفقت بشكل طبيعي.
وقالت وزيرة البيئة في جنوب افريقيا إدنا موليوا التي تدعم اقتراح البلدين ان الاموال الناجمة عن ذلك "ستسمح لهما بالاستمرار في اجراءات المحافظة" على هذه الانواع.