أوباما يفتتح في واشنطن متحفاً مخصصاً لتاريخ الأميركيين السود
واشنطن - أ ف ب
افتتح الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم السبت (24 سبتمبر/ أيلول 2016) في واشنطن متحفا مكرساً لتاريخ الاميركيين من اصول افريقية في خطوة تحمل رمزية قوية، مع تجدد التوتر العرقي في البلاد.
ودشن اول رئيس اسود للولايات المتحدة المتحف البرونزي الذي بني على مساحة 37 الف متر مربع امام الاف تجمعوا في العاصمة ليشهدوا هذا الحدث.
وقال اوباما "الى جانب عظمة المبنى، ما يجعل هذه المناسبة مميزة جدا هو القصة الاشمل التي يتضمنها" وذلك قبل بضعة اشهر من انتهاء ولايته.
واضاف "تاريخ الاميركيين المتحدرين من اصول افريقية لا ينفصل عن تاريخنا الاميركي الشامل، انه ليس الشق المخفي من التاريخ الاميركي، انه شق اساسي في تاريخ اميركا".
واكد اوباما ان المتحف "هو المكان لفهم كيف ان التظاهرات والحب للبلاد لا يتعايشان فقط وانما يتماشيان" مضيفا "حتى في مواجهة اشد الصعوبات، تمكنت اميركا من المضي قدما".
ويأتي افتتاح المتحف فيما تزايد التوتر العرقي في الولايات المتحدة مع النقمة على موجة مقتل رجال سود برصاص الشرطة.
وينقسم المتحف الجديد الى قسمين، احدهما تحت الارض وهو مخصص لتاريخ الاميركيين السود والثاني في الطبقات الاعلى وهو مخصص للشؤون الثقافية والاجتماعية.
وتعرض في المتحف الاف المقتنيات منها خوذة سوداء وقفازات حمراء لمحمد علي كلاي، وسترة سوداء لامعة لمايكل جاكسون، ومقصورة خضراء من قطار تعود الى ايام الفصل العنصري.
ويتضمن المتحف معرضا حول الفصل العنصري في المتحف مع صور لمالكوم اكس وروزا باركس التي رفضت ان تخلي مقعدها لرجل ابيض في حافلة العام 1955، الى جانب صور فظيعة لرجال سود شنقوا وايديهم موثوقة بعضهم ببعض.
ومنذ انتخابه العام 2008 اكد الرئيس اوباما مرات عدة ولا سيما خلال ولايته الرئاسية الاولى انه ليس رئيس السود بل رئيس كل الاميركيين.
والمعادلة دقيقة بالنسبة لاوباما المكبل بسبب هيمنة الجمهوريين على الكونغرس ووعوده بالحياد فضلا خصوصا عن كونه اسود.
وتعرض اوباما لانتقادات حتى على هذا الصعيد وخصوصا ان التوتر العنصري تجدد خلال رئاسته مع زيادة ملحوظة في اعمال العنف التي ترتكبها الشرطة في حق السود من الاميركيين.
"سياق تاريخي"
وقال باراك اوباما الجمعة في البيت الابيض ان تاريخ الاميركيين السود "زاخر بالمآسي والمشاكل الا انه يحفل بمحطات الفرح والانتصارات الكبيرة".
واضاف "هذا التاريخ لا يقتصر فقط على الماضي بل هو حي اليوم في كل زاوية من زوايا اميركا". وكان اوباما قام مع عائلته الاسبوع الماضي بزيارة خاصة للمتحف.
وقال اوباما ان توقيت التدشين في ظل تجدد التوترات العرقية "لافت" موضحا "من وجهات نظر عدة انه الوقت الافضل. لكن هذه المرحلة مضطربة واذا لم نتوخ الحذر قد نعود الى الوراء بدل المضي قدما".
واضاف "من الاسباب التي تدفعني الى السرور لافتتاح المتحف خلال عطلة نهاية الاسبوع هذه هي انه سيسمح لنا كأميركيين باعادة بعض الاحداث الى سياقها التاريخي".
وشدد اوباما على ان زيارة المتحف تجعل الزائر يدرك ان التحديات التي واجهها السود في الولايات المتحدة "حديثة العهد".
وقبل ثمانية اسابيع من الانتخابات الرئاسية في الثامن من تشرين الاول/اكتوبر وقبل اشهر قليلة من مغادرته البيت الابيض يبدو اوباما متحررا من اي ضغوط حول القضايا العرقية بعد ثماني سنوات امضاها في السلطة واداء غالبا ما انتقد عليه في هذا المجال.
وحمل المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي يسعى الى توسيع قاعدة ناخبيه، على اوباما في الفترة الاخيرة مؤكدا انه "لم يفعل شيئا للاميركيين السود".
"بين الكبار"
ورغم تحفظ بعض السود عن اداء اوباما في ما يتعلق ببعض النقاط، نجح الرئيس الاميركي في تحقيق بعض الانجازات الرمزية خلال ولايته الثانية ولا سيما اطلاق منظمة "ماي براذيرز كيبر ألايانس" التي تسعى الى توفير فرص اكثر لشباب الاقليات.
كما طرح اوباما تعديلا للنظام القضائي والسجون يشمل خصوصا العقوبات غير المتناسبة مع الجنح المرتكبة والتي تصدر في حق تجار صغار للمخدرات وتشمل السود خصوصا.
وخضعت قوات الشرطة في مدن عدة مثل فرغسون التي شهدت تظاهرات ضخمة ضد اخطاء الشرطة حيال السود، لتحقيقات فدرالية.
ويحاول اوباما خصوصا في نهاية ولايته الثانية، ان يظهر ارثه الرئاسي بابهى حلة.
وقال في مقابلة بثتها "ايه بي سي" الجمعة "اظن ان رئاستي وجهت رسالة الى الاطفال بان الفكر البشري بامكانه تحويل اسوأ الظروف الى امر رائع وقوي".
واضاف ان المتحف "يضع رئاستي وعملي في البيت الابيض في اطاره ويوضح اننا نقف الى جانب كبار. لذا يشرفني ان اكون جزءا من هذا التاريخ الا انني اعتبر انني جزء صغير نسبيا منه".