الصفار يدعو إلى اتخاذ الاحتياطات خلال عاشوراء تفادياً للتهديدات الإرهابية بالسعودية
الوسط – المحرر الدولي
دعا رجل الدين السعودي الشيخ حسن الصفار أهالي منطقة القطيف بالسعودية إلى اتخاذ أقصى الاحتياطات اللازمة على أعتاب مناسبة عاشوراء تحسبًا من وقوع اعتداءات إرهابية دموية على غرار ما جرى في السنتين الماضيتين، وفق ما أفاد به مكتبه في تصريح صحافي.
ونوه خلال احتفالية حاشدة أقيمت في القاعة الكبيرة في مكتب الشيخ الصفار بمدينة القطيف إلى تحذيرات من مخاطر أمنية محتملة تهدد الفعاليات الدينية خلال عاشوراء.
وحضر الاحتفالية التي أقيمت أمس الثلثاء (20 سبتمبر/ أيلول 2016) بمناسبة بيوم الغدير جمع من علماء الدين والشخصيات ووجهاء المنطقة وجمهور المستمعين.
وشهدت مناسبة عاشوراء في العام الماضي والعام الذي سبقه هجومين دمويين بالأسلحة الرشاشة استهدفا مسجدًا في قرية الدالوة بالأحساء والحسينية الحيدرية في مدينة سيهات في القطيف راح ضحيتها عدد من الشهداء.
ودعا الصفار إلى استقبال موسم عاشوراء بكل شجاعة ودونما خشية أو قلق ووضع الثقة بالله سبحانه والاطمئنان إلى أن إحياء مناسبة أهل البيت يمثل عملًا مقدسًا وينبغي أن توطن النفوس على ما يصيبها في هذا السبيل.
وحثّ على النأي عن نشر أجواء الرعب والفزع والخوف في الأوساط الاجتماعية جراء المخاطر الأمنية غير المستبعدة.
وأشاد سماحته بالشباب القائمين على حماية المساجد والحسينيات والمواكب في أرجاء المنطقة الذين قال إنهم اكتسبوا خبرة جيدة خلال السنتين الماضيتين ونالت جهودهم تقدير الجهات الأمنية العاملة معهم جنبًا إلى جنب.
ودعا الشباب إلى التحلي باليقظة والوعي وروح المبادرة تحسبًا لأي طارئ إلى جانب إظهار أقصى درجات التعاون مع أفراد الأجهزة الرسمية التي ستتخذ الاحتياطات الأمنية اللازمة في محيط المنطقة وداخلها.
وقال إن أفراد الأجهزة الأمنية هم في نهاية المطاف إخواننا وأبناء مجتمعنا ويواجهون الأخطار من أجل حمايتنا وينبغي أن يقابلوا بالتعاون وأن يسمعوا من منابرنا الخطاب الجاذب والبعيد عن التنازع والصدام.
ودعا إلى استغلال الوجود المكثف لرجال الأمن في مناطق الاحتفالات الدينية خلال مناسبة عاشوراء واعتبارهم ضيوفًا أعزاء على مجتمعنا ينبغي أن يحظوا بالترحيب اللائق ويسمعوا الكلام الطيب.
إلى ذلك، حذر الصفار بشدة من تسرب حالات التطرف الديني إلى أتباع مدرسة أهل البيت. معربًا عن رفضه القاطع لحالات التشكيك في أديان الناس لمجرد الاختلاف الجزئي معهم في أمر أو آخر.
ومضى يقول "إن الشروع في اتهام الآخرين بالضلال والابتداع ومن ثم المزايدة عليهم في أديانهم، هو المعادل الطبيعي للتكفير عينه الذي يقود حتمًا إلى الإخراج من الدين والملة".
وحذر من أن السكوت عن حالات اتهام الاخرين في أديانهم ووصمهم بالضلال الذي ربما قاد إلى تفشي الممارسات التكفيرية المتشددة في أوساط أتباع أهل البيت على غرار ما أصاب المجتمعات الأخرى.
وقال "إن العلاقة بأهل البيت ينبغي أن تكون سببًا لتعميق مشاعر الأخوة والمودة بين شيعتهم ومحبيهم لا أن تكون وسيلة للتنازع والشقاق".
ودعا إلى الإمساك على يد المتورطين في التشدد الديني حماية لمستقبل مجتمعاتنا من مصير مشابه للآخرين.
وأرجع الصفار جانبًا من الأوضاع المأساوية وحالات الاحتراب في الأمة الإسلامية إلى تفشي القطيعة واتهام الآخرين والتشكيك في أديانهم كما تفعل المدارس التكفيرية والتيارات المتطرفة.
وأضاف بأن الجماعات التكفيرية «جعلت الدين على مقاسها وفكرها واعتبرت كل من خالفها مشركًا أو مبتدعًا».
وقال إن هذه النزعات التكفيرية ترسّخت نتيجة تسربها إلى المناهج التعليمية والمنابر الدينية لتنتهي بالواقع الإسلامي إلى ما هو عليه اليوم من حالات النزاع.
وتابع أن هذه الحالة المأساوية التي باتت تضرب الكثير من مجتمعات الأغلبية السُنية في البلاد الإسلامية «هي ثمرة لفكر التطرف والتشدد واتهام الاخرين في أديانهم».