على هامش مشاركتها في مؤتمر طريق الحرير بالصين
الشيخة مي تلتقي وزير الثقافة الصيني... وتقترح تبنّي فكرة "مدينة على طريق الحرير"
المنامة - هيئة البحرين للثقافة والآثار
بدعوةٍ من القائمين على مؤتمر "طريق الحرير" الذي تنظمه الحكومة الصينية، اليوم الثلثاء (20 سبتمبر/ أيلول 2016)، شاركت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في المؤتمر الثقافي الدوري الذي يستعرض القيمة التاريخية لطريق الحرير، ودوره المحوري كرابطٍ يجمع مختلف الثقافات العالمية.
وكانت قد التقت وزير الثقافة الصيني لي يانغ أمس (الاثنين) في اجتماعٍ مشترك على هامش المؤتمر، حضره وفدٌ من الجانبَين، تم خلاله مناقشة عدد من الموضوعات المهمة، منها تجديد الاتفاقية الثقافية بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية، وما تحمله من أهمية في التنسيق للعمل الثقافي بين البلدين، وتباحث الطرفان خطط تعزيز التعاون في مجالات الثقافة المتفرعة، ولاسيّما المسرح من خلال استضافة مملكة البحرين للعروض الفنيّة الصينية، كما تم الحديث عن إنشاء المركز الثقافي الصيني بمملكة البحرين على أن يكون مقرّه أحد البيوت التراثية بالمملكة، وأكّد وزير الثقافة الصيني لي يانغ اعتزازه بما تحققه جهود الثقافة بمملكة البحرين من إنجازاتٍ تصل أصداؤها إلى مختلف دول العالم، كما أشادت بعمق العلاقات التي تربط بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية.
وألقت الشيخة مي آل خليفة الكلمة الرئيسية في حفل افتتاح مؤتمر "طريق الحرير" الذي حضره ممثلو قطاعات الثقافة في مختلف دول العالم، حيث أشارت في كلمتها إلى أهمية المؤتمر وذكرت "تمثّل مثل هذه المناسبات الدورية فرصةً للجميع ليس فقط لاكتساب الخبرة والاطلاع على منجزات الآخر، بقدر ما هي مثالٌ حيّ للهدف الأسمى للثقافة ألا وهو الالتقاء الحضاري، وإيجاد نقاط تداخُل تعرّفنا بالملامح الثقافية المشتركة بيننا وبين دول العالم"، كما شدّدت على الدور الرئيسي للثقافة "نحن نؤمن بأن دور الثقافة الحقيقي يتمحور حول خلق صورة ذهنية لبلداننا تتّسق مع ما تمتلكه من إرثٍ وحضارةٍ وتاريخ، والترويج لتلك الصورة بما يحقق لبلداننا المكانة المستحقّة على خارطة الثقافة والتراث العالمي".
وعن أهمية طريق الحرير نوّهت إلى أن "نثمّن جهود الحكومة الصينية الرامية إلى إعادة إحياء ذلك المسار القديم، الذي مازال يحمل آثار قوافل أجدادنا الأُول، حيث كان القدماء يتوقّفون فيه عند محطّاتٍ مختلفة من الشرق والغرب، للتبادل التجاري والثقافي أيضاً"، واستحضرت الشيخة مي آل خليفة في كلمتها طريق اللؤلؤ في إشارة إلى الرابط المشترك بين الطريقَين "نحن نرى في مشروع طريق اللؤلؤ بمدينة المحرّق محاكاةً لطريق الحرير، حيث يعبّر طريق اللؤلؤ عن هوية البحرين الأصيلة، ويسلّط الضوء على اللؤلؤ بدءاً من رحلة الغوص، وصولاً إلى الحركة الاقتصادية والتجارية في البحرين قديماً، ومن هنا يسعدني أن يكون طريق اللؤلؤ في البحرين والذي يُفتتح في العام 2018 تزامناً مع إطلاق لقب "عاصمة الثقافة الإسلامية" على مدينة المحرّق، نقطة محورية في مسار طريق الحرير".
وقدّمت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار مقترحاً لمنظّمي المؤتمر يدعوهم لاختيار وجهةٍ في كل عام لتكون "مدينة على طريق الحرير"، ليتم الاحتفاء سنوياً بتاريخ العلاقات الثنائية بين الصين والدولة المختارة، كما اقترحت اختيار مدينة المحرّق كأول مدينةٍ تحمل هذا اللقب في العام 2018. وفي ختام كلمتها وجّهت دعوةً عامة للجميع لمشاركة مملكة البحرين احتفالاتها بتتويج المحرق عاصمةً الثقافة الإسلامية، والتي ستكون وجهةً عالمية عبر وقوعها على طريق الحرير من جهة، واحتضانها لطريق اللؤلؤ - مَعلم تراث إنساني عالمي.
يذكر أن المؤتمر الثقافي الذي يقام بتنظيمٍ من وزارة الثقافة الصينية وإدارة الدولة للصحافة، والإذاعة، النشر السينما، والتلفزيون، بالتعاون مع ديوان السياحة الوطنية، المجلس الصيني لترويج التجارة الدولية، والحكومة الشعبية بمقاطعة غانزو، تضمّن في يومه الأول لقاءً تشاورياً لممثلي الثقافة بدول العالم، حيث تحلّ فرنسا كضيف شرف لهذه الدورة، واختتم بفقرةٍ استعراضية حول طريق الحرير، أما اليوم الثاني فسيشهد افتتاح المعرض السنوي لطريق الحرير، إضافةً إلى عددٍ من العروض والفنية والثقافية، وجلساتٍ نقاشية حول التراث الثقافي لطريق الحرير، طريق الحرير الرقمي، ومنتدى شراكة الاقتصاد والثقافة يتبعه العرض الختامي الذي يصوّر طريق الحرير على نطاقٍ أوسع.