هدى جناحي.. بحرينية بدأت بحفنة دولارات لتمتلك الملايين ويتحدث عنها رئيس أميركا
الوسط - محرر الشئون المحلية
من أم بحرينية طموحة تبحث عن سُبل دخول سوق العمل إلى سيدة أعمال تدير مجموعة شركات ويتردد اسمها على لسان رئيس أكبر دولة في العالم. هدى جناحي لم تترك مجالا لليأس ليتسلل إليها فحاربت النظم القديمة والمصاعب الحياتية لتصنع تجربتها التي لم تبدل حياتها فقط بل وحياة نساء خليجيات كثيرات فتحت لهن مجالات كان القانون قد وضعها طي النسيان ، وفق ما ذكر موقع سي.إن.إن عربية اليوم الإثنين (19 سبتمبر/أيلول 2016).
جناحي متزوجة وأم لطفلين، وتقول إن بداياتها بسيطة حيث درست دبلوم إدارة الأعمال وأخذت دورات ذات علاقة بالتجارة والأعمال وترقبت التحاق طفليها بالمدرسة ليصبح لديها الوقت الكافي لبدء مشروعها.
وتتحدث جناحي عن بداياتها بالقول: "بدأت مشروعي بفكرة غريبة جداً لذلك تمكنت الصمود في السوق إلى الآن، وفكرة مشروعي هي شركة شحن والأهم من ذلك أنها لم تتطلب رأس مال حيث أن قيمة رأس المال بسيطة جداً ما يقارب 4 آلاف دولار. ولكن منذ البداية واجهت المشاكل وبينها أنه لم يكن هنالك أحد يدعمني."
وتحدد جناحي المشكلة الرئيسية التي اعترضتها بالقول: "واجهت مشكلة كوني امرأة ورفضة الوزارة تسجيلي، وقرأت في الصحيفة إعلانا لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) عن تدريب لرواد الأعمال ودعمهم في مشاريعهم وحل مشاكلهم وكانت هذه النقطة التي احتاج إليها" مؤكدة أن المنظمة اتصلت آنذاك بالوزير المعني الذي أكد عدم وجود قانون يمنع المرأة من الحصول على سجل تجاري مضيفة: "لو بقيت على جهل بالقانون كنت سأظل أعمل في الخفاء طوال عمري."
وتضيف: "قالوا لي: هدى. ستكونين أنت أول سيدة تحصلين على الترخيص الذي كان يقتصر على الرجال وستكونين أنت أول سيدة في الخليج تحصلين على ترخيص مزاولة التخليص الجمركي. انا أفتخر بسبب إصراري وعزيمتي في الحصول على هذا السجّل وغيّرت القانون وفتحت المجال أمام النساء.
ثقة جناحي بنفسها ازدادت بعد هذا التطور في حياتها المهنية، وبدل أن تركن إلى الراحة بعده اختارت مواجهة المزيد من التحديات فدخلت مجالات لم يسبق لرواد الأعمال دخولها، مثل "فورمولا وان"، وتابعت دخول مشاريع أكبر ورفع سقف رأس مالها قبل أن تعمل معها شركة كويتية رأسمالها 30 مليون دينار كويتي قامت بشراء حصة 75% مائة من شركتها بقيمة ثلاثة ملايين دينار بحريني (قرابة 8 ملايين دولار.)
رأسمال جناحي اليوم وصل إلى ثمانية ملايين دولار، بعد البدايات المتواضعة بأربعة آلاف دولار، ولم تنجح السيدة البحرينية في تطوير نفسها فحسب بل ساهمت بخلق فرص عمل انعكست إيجابيا على المجتمع ككل. وتشرح بالقول: "مجموع شركاتي بات ست، بينها شركة خدمات الشحن الشاملة والمسافرين، و’غلوبال لخدمات البريد السريع‘ و’لاست مينيت‘ للخدمات و’لاست مينيت‘ للدعاية والإعلان.
شهرة جناحي لم تقتصر على السوق البحرينية المحلية، بل باتت نموذجا عالميا للنساء في المنطقة، بشهادة رئيس أقوى دول العالم، إذ تحدث عنها الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، في مؤتمر اقتصادي بشرم الشيخ، وذكر اسمها في خطاب علني معتبرا أنها نموذج للنساء الناجحات بعدما دخلت قائمة أقوى 50 امرأة بمجال الأعمال رغم ما واججها من مصاعب في البداية.
ورغم كل ما حققته جناحي، إلا أن أخلامها لم تنته بعد، فهناك الكثير مما لا تزال تعتزم تحقيقه وأحلام تريد لها أن تنجزها وهي تؤكد ذلك بالقول: "جاء الوقت الذي أريد فيه تحقيق حلمي، وحلمي هو إنشاء كيان ينطلق من مملكة البحرين لدعم رواد الأعمال حتى يتمكن رائد العمل ان يشق طريقه خلال هذا الوقت الصعب وبتكاتف كبار المستثمرين والقيادة الرشيدة، وأن يكون منطلق من مملكة البحرين للدول الشقيقة وعلى المستوى العالمي."