رئيسة العلاج الطبيعي بـ"الصحة": التغيرات الصحية للجسم تتعاظم إذا كان وزن الحقيبة يزيد على 10% إلى 15% من وزن جسم التلميذ
الجفير – وزارة الصحة
أفادت رئيسة العلاج الطبيعي للمنطقة الصحية الرابعة بوزارة الصحة إيمان إبراهيم مطر، أن مشهد تلاميذ الـمدارس وهم يحملون حقائبهم الـمدرسية التي يفوق وزنها أحياناً وزن الطفل لا يختلف عليه أحد، فالـمشكلة هي نفسها ترافقهم طوال أكثر من 15 عاماً يعانون خلالها ثقل الحقيبة وما تحويه من كتب مكدسة.
هذه الـمعاناة التي تلقي بظلالها على صحة التلـميذ، ويشكو منها الأهل بشكل دائم نظراً لكثرة الكتب من ناحية، وعدم تنظيم البرامج الدراسية من ناحية أخرى، وتكون النتيجة أنه يتعين على التلـميذ أن يحمل معظم كتبه، التي يبلغ وزنها في الصف الثاني الابتدائي مثلاً حوالي 7 أو 8 كيلوغرامات. ولا يختلف الأمر كثيراً في الصفوف الـمتقدمة، خصوصاً أن أوزان الكتب بحد ذاتها وأحجامها تزداد يوماً بعد يوم، فكيف إذا اجتمعت كلها في حقيبة واحدة، لذا نرى هؤلاء يحملون بعض كتبهم بأيديهم بهدف تخفيف الحمل عن ظهورهم.
وأشارت مطر إلى أن الدارسات في بعض دول الخليج والدول الأوروبية إلى أن نصف أطفال المدارس معرضون للإصابة بآلام في الظهر والإجهاد العضلي عند بلوغهم سن الرابعة عشرة. كما أثبتت الدراسات التي أجرتها الجمعية الأميركية للعلاج المهني أن نصف الطلاب ما بين 9-20 عاماً يعانون من مشاكل وآلام في الظهر، ويمكن أن تتسبب في حدوث عجز عند بعضهم في العمود الفقري. هذا وقد أظهرت دراسة حديثة أجريت عن حمل التلاميذ للحقائب المدرسية على الظهر، أن التغيرات الصحية في وضع الجسم تتعاظم إذا كان وزن الحقيبة يزيد على 15% من وزن جسم التلميذ. كما أظهر بحث قدمته الأكاديمية الأميركية للعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل الصحي، أن الطالب الذي يحمل حقيبة تحتوي على وزن يشكل 25 في المئة من وزنه تظهر عليه مشكلات أثناء أدائه أعماله العادية والطبيعية، مثل صعود السلالم، على العكس فإن الأطفال الذين يحملون أوزاناً تشكل 10-15 % من وزنهم يحافظون على توازنهم ويؤدون أعمالهم الطبيعية باعتدال، علماً بأن الكثير من الطلبة الصغار لا يعانون في هذه المرحلة من أية آلام لكن الألم يأتي لاحقاً.
وعن الآثار الناتجة عن حمل الحقائب الـمدرسية الثقيلة وبشكل خاطئ، أفادت رئيسة العلاج الطبيعي للمنطقة الصحية الرابعة د. مطر أن الحقيبة المدرسية الثقيلة تؤثر على الجسم بحيث تؤدي إلى تقوس ظهر الطالب والانحناء إلى الأمام والالتواء أو الـميل إلى أحد الجانبين. والتغيرات في وضع الجسم بسبب حمل الحقيبة الثقيلة يمكن أن تتسبب في خلل في العمود الفقري، كما تتسبب الحقيبة الثقيلة في جعل العضلات تعمل بشكل أكثر قسوة مما يؤدي إلى إصابتها بالتوتر والإجهاد وجعل العنق والكتفين والظهر أكثر عرضةً للإصابة وللآلام، بالإضافة إلى أن عضلات العنق والكتفين والظهر أكثر عرضة للإحساس بالألم.
وعن المواصفات الصحية للحقيبة المدرسية شددت مطر بأنه يجب أن تغطي الحقيبة المسافة من أعلى الظهر إلى نهاية الأضلاع، وأن لا تتجاوز الخصر، فنزول الحقيبة أسفل من مستوى الخصر يزيد من الضغط على الأكتاف ويصنع جهداً أكبر على العضلات والظهر. ويجب أن يكون للحقيبة حزامان للكتف لتسوية الوزن على الكتفين، وآخر يربط حول الخصر لتقريب الحقيبة من الجسم والعمود الفقري وبالتالي تقليل العبء عليه؛ وأن تكون أحزمة الكتف عريضة ومبطنة بمادة أسفنجية أو أي مادة لينة لكي لا تضغط على الأكتاف فتسبب آلاماً وعلامات بكتف الطفل. كما نصحت بأنه يفضل أن تكون الحقيبة ذات دعامة قطنية سميكة من الناحية الخلفية، وذلك لتوفير الدعم للعمود الفقري مع مراعاة أن تكون المواد الداخلة في تصنيع الحقيبة ذات وزن خفيف.
وشدّدت د. مطر على ضرورة تعليم الطفل أهمية الإبقاء على قامته مستقيمة أثناء حمل الحقيبة لكي تقيه الإصابة بمشاكل العمود الفقري لاحقاً، وألا يتجاوز وزن الحقيبة ما نسبته 10% من وزن الطفل، فإن كان وزنه 40 كغ يجب ألا يتجاوز وزن الحقيبة 4 كغ وهكذا؛ لأن وزن الحقيبة حينما يكون أكثر من المسموح به تعمل على شد الطفل إلى الخلف، فينحني هو للأمام بهدف موازنة نفسه، وهو ما يؤذي عضلات ظهره ويسبب ارتخاء في عضلات بطنه. كما أضافت بأنه يجب التأكد من ألا يتجاوز عرض الحقيبة عرض الطفل، وأن تكون الحافة العليا للحقيبة بنفس ارتفاع الكتفين.
كما يجب تعليم الطفل أن يرتب حقيبته بحيث أن تكون الأشياء الثقيلة قريبة من الظهر والأشياء الأخف وذات الأسطح غير المنتظمة أو الزوايا بعيدة عن الظهر حتى لا تسبب الضغط المباشر عليه. وأن يضبط أحزمة الكتف بحيث تتناسب وجسم طفلك، مع مراعاة ألا تكون واسعة فتنزل عن مستوى الخصر فتشكل ضغطاً على الظهر. وأن يهتم ولي الأمر بتعليم الطفل إحدى الرياضات التي تزيد من قوة عضلات البطن والظهر، أو طلب ذلك من معلم التربية الرياضية بالمدرسة مع ضرورة تعليم الطفل أن يحمل الحقيبة بشكل صحيح خاصةً إذا كان ثقلها زائداً، وذلك لوقايته من الآلام، وذلك بثني الركبتين وعدم الانحناء بالظهر عند حمل الحقيبة ثم رفعها باليدين ولبس الحزام على الكتف الأول ثم الثاني والوقوف بفرد الركبتين وليس الظهر. كما يجب تحذير الطفل من حمل الحقيبة على كتف واحد فقط فذلك يسبب آلاماً للعنق والكتفين، وقد يسبب اعوجاجاً في العمود الفقري على المدى البعيد.
كما أفادت مطر بأنه عادةً ما تكون حقيبة الجر ذات العجلات هي بذاتها أثقل وزناً، لذا إذا كان فصل الطفل في مكان لا يحتاج استخدام الدرج فيمكنك شراء حقيبة الجر لتخفف الحمل عن ظهره، أما إذا كان الفصل في أحد الطوابق المرتفعة فيفضل استخدام حقيبة الظهر. ولكن عند استخدام حقيبة الجر يجب مراعاة أن يكون مقبض الحقيبة الذي يمسك به الطفل طويلاً بدرجة كافية حتى لا يضطر إلى الالتواء أو الانحناء، وأن تكون العجلات كبيرة على نحو كاف حتى لا تهتز الحقيبة أو تنقلب أثناء الجر.
ومن جهة أخرى ركزت مطر على دور المختصين في القطاع التعليمي الذي يلعب دوراً مهماً في علاج المشاكل الصحية والنفسية المترتبة على حجم الحقيبة المدرسية وآثارها على الطلبة، والذي يتلخص هذا الدور في بحث مشكلة ثقل الحقيبة وإعادة النظر في كمية مقررات الصفوف الأولى وسبل تحديثها وتخفيفها مع مراعاة التوازن بين المناهج والمرحلة العمرية لإنقاذ التلاميذ من الإرهاق والضغط النفسي، لتكون أكثر مرونةً مع ذهن الطالب الصغير وتكوينه الجسماني. كما ناشدت د. مطر القطاع التعليمي على العمل على توفير واستخدام الخزانات المدرسية كبديل لاستخدام الحقيبة المدرسية للتخفيف عن كاهل الطلبة، مع تنفيذ جملة من المحاضرات لأولياء الأمور للتعريف بالحقيبة المدرسية إيجابياتها وسلبياتها وكيفية التغلب على المشكلة وتوظيف الأنشطة المدرسية في توعية الطلاب داخل المدرسة والمجتمع المحلي ومتابعة الهيئة الإدارية والتدريسية لطلاب المدرسة من حيث أوضاع الجلوس وطرق حمل الحقيبة ووزن الحقيبة والتزام الطلاب بحمل الكتب وفق الجدول المدرسي بالتعاون مع المختصين في قسم العلاج الطبيعي بوزارة الصحة .