20 % من الأطفال يتعرضون للعنف سنوياً بالسعودية
الوسط – محرر منوعات
قدّر الباحثون أن من 10% إلى 20% من الأطفال يتعرّضون للعنف الأسري سنوياً، وذلك رغم صعوبة الحصول على رقم دقيق للأطفال المُعرّضين للإيذاء بسبب البعد الاجتماعي للمشكلة، في الوقت نفسه كشف تقرير عن التأثيرات السلبية للعنف ليس على الطفل المعنف فقط، ولكن على زملائه في الفصل المدرسي في الحاضر والمستقبل، بحسب ما ذكرته صحيفة "الوطن" السعودية.
أوضح تقرير نشره موقع npr أن "العُنف عادة ما يتعرض له الطفل خارج المدرسة، ولكن تنعكس تَبِعاته في الفصل، فهو لا يُؤذي فقط الأطفال الذين تعرّضوا للعنف، بل ويؤذي زُملاءهم كذلك، وهذا الأثر واضح جداً من درجات التحصيل المنخفضة، ومعدّلات حضور الجامعة، وإكمال الدراسة المتدنية، وهذا التأثير يستمر إلى ما بعد التخرّج، ويمكن أن يكون بصورة رواتب قليلة".
وقال الخبير الاقتصادي والأستاذ بجامعة كاليفورنيا سكوت كاريل الذي درس هذا الموضوع لأكثر من عشر سنوات، "لاحظت أخوين من نفس الأسرة، يلتحقان بنفس المدرسة، ولكن زميل أحدهما في الفصل يعاني من العُنف الأسري على عكس الأخ الآخر، وبعد دراسة العديد من الإخوة وجمع البيانات لأكثر من 20 سنة اكتشفت أن زُملاء الطفل في الفصل سواء كانوا مُعنفين في المنزل أم لا يؤثرون على مستواه الدراسي، وما بعد الدراسي".
واكتشف كاريل أن "الحصول على زميل معنف طوال المرحلة الابتدائية يؤدي إلى انخفاض في معدّل الرواتب بـ 3% إلى 4% في عمر 24 إلى 28 عاماً".
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن "هنالك أمرا واحدا اكتشفته أنا وزملائي، من شأنه أن يحسن من الوضع ليس فقط للأسرة، وإنما للفصل بالكامل، وهو الإبلاغ عن العنف الأسري حال حدوثه".
أوضحت المرشدة الطلابية بريت ولش "لاحظت أن الأطفال المزعجين في المدرسة عادةً ما يعانون من مشاكل في المنزل، فبدلاً من طلب المساعدة يصبحون مخرّبين، سيطلبون الذهاب إلى الحمام لخمس عشرة مرة، وعندما لا يسمح لهم بذلك سيرفعون أصواتهم، وقد يصل الأمر إلى رمي كرسي، ولكن نادراً ما يحدث ذلك".
وأضافت أن "الأطفال الذين يتعرضون للعُنف الأسري أكثر عرضةً للوقوع في المشاكل في المدرسة، وأن تكون لديهم مشاكل سلوكية، بما في ذلك العدوانية، وممارسة العنف على الزملاء، ولأنهم ضعفاء تماماً في منازلهم، تعتبر المدرسة هي المكان الذين يشعرون فيه بقوتهم".
وأكدت ويلش أنه "إذا مرّ طفل واحد بيوم عصيب، فإن ذلك يؤثر على بقية الأطفال في الفصل، سوف يشتت ذهن المُعلّم، ويعيق العملية التعليمية، ويمكن ملاحظة ذلك على أداء الزُملاء المدرسي".
لتحسين الأوضاع، أكد التقرير، أن "الإبلاغ عن العنف الأسري يجبر المدرسة على الاهتمام بالحالة، وعادة ما يتطلب تدخل المرشدين الطُلابيين في ذلك".
وخلص إلى أنه "عندما يكون الطفل مرتاحاً نفسياً، سيكون باستطاعة الفصل بأكمله التركيز، مما يعني درجات تحصيلية أعلى، ومعدّلات تخرج أفضل للطفل ولزملائه".