"جيبك" تشارك في افتتاح منتدى الأسمدة للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات
المنامة – بنا
يشارك رئيس شركة الخليج لصناعّة البتروكيماويات عبدالرحمن جواهري على رأس وفد من الشركة في افتتاح فعاليات الدورة السابعة لمنتدى الأسمدة للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويّات الذي عُقد بفندق انتركونتيننتال بمدينة دبي بدولة الإمارات العربيّة المتحدة ، من 6 الى 8 سبتمبر/ أيلول.
وقال جواهري، الذي يرأس الاتحاد العربي للأسمدة والاتحاد العالمي للأسمدة ، خلال كلمه له في افتتاح المنتدى والذي يحمل شعار " زمن التحديات وكيفية إدارة صناعة الأسمدة" إن مثل هذه الفعاليات يترقبها المختصون والمهتمون بهذه الصناعة الحيوية وهي فرصة سانحة للتباحث والاطلاع على آخر المستجدات والتطورات التي تشهدها صناعة الأسمدة والاستفادة من الخبرات المختلفة التي يتمتع بها المشاركين.
وأوضح أهمية منطقة الخليج العربي كمركز عالمي لصناعة الأسمدة الكيماوية ، مشيداً بالجهود الكبيرة التي يبذلها قادة دول الخليج وحكومات المنطقة، لتطوير قطاع الأسمدة ومرفقاته الأمر الذي سيسهم بالتأكيد في محافظّة الأسمدة على مكانتها كقطاع رئيسي.
وأضاف أن هذه الصناعة الحيوية لا يمكن أن تقف عند نقطة معينة، بل إنها مسيرة متواصلة من التطورات التي لا حدود لها، فالزيادة الكبيرة التي تشهدها الطاقات الإنتاجية حول العالم من هذا المنتج، تؤكد أهمية هذه الصناعة الاستراتيجية في متطلبات الحياة اليومية، بما في ذلك أهميتها لتحقيق الأمن الغذائي كركيزة أساسية للحياة ، موضحاً أن استمرار الحاجة للغذاء تفرض ضغوطاً كبيرة على صناعة الأسمدة لوضع المزيد من الطاقات الانتاجية وتلبية الاحتياجات المتزايدة على الغذاء.
وتطرّق في كلمته إلى التحديات التي تواجه العمل في بيئة صعبة، مشيراً إلى أنها تشكل فرصة للتفكير والتعلم.
واضاف "اليوم، وبصفتي رئيساً للاتحاد العالمي للأسمدة، أوّد التركيز على بعض التحديات أو بالأحرى الفرص التي تواجهها صناعة الأسمدة في العالم وأولها ظروف غير مثاليّة للسوق بسبب الأزمة الاقتصادية التي يوجهها العالم، وثانياً زيادة المخاوف والضغوط فيما يتعلق بالأمور البيئية، كذلك الحاجة الى خلق قيادات شبابية لضمان استمرارية هذه الصناعة في المسار الصحيح".
وفيما يتعلق بظروف السوق، ركزّ جواهري على زيادّة العرض وتراجع الطلب حيث استمرت أسعار المحاصيل في الانخفاض نتيجة ضعف الطلب على الأسمدة ، معرباً عن اعتقاده بضرورة التركيز على القارة الافريقية والعمل سوياً على توسيع أسواقها الواعدة.
وفيما يتعلق بالتحدي الثاني، أوضح أن الأسمدة تساهم في حوالي 50? من الإنتاج الزراعي العالمي ، وهذا غير كافٍ حيث من المتوقع أن تواصل الأسمدة اليوم توفير قدر أكبر من الغلة الزراعية ، ولكن سيكون لذلك بالطبع آثار على البيئة ، مضيفاً " تتعرض صناعتنا وأكثر من أي وقت مضى للتدقيق من مختلف الوكالات التابعة للأمم المتحدة والمبادرات الأخرى ، فضلاً عن العلماء والمنظمات غير الحكومية وصانعي السياسات الوطنية فيما يتعلق بتأثير المغذيات على البيئة ، حيث ينظر النقاد بطريق الخطأ إلى الأسمدة بوصفها المصدر الرئيسي لتلوث البيئة ".
وتطرق جواهري بإيجاز إلى التحدي الثالث وهو الحاجة لنقل المعرفة و الخبرة التي أكتسبها عمالقة هذه الصناعة الحيوية إلى الطاقات الشابة لضمان الاستمرارية. ولن يحدث ذلك إلا بالمساعي التي تتخذها الاتحادات والشركات نفسها من جذب الشباب وتدريبهم والحرص على ان يكونوا متواجدين في جميع المؤتمرات والفعاليات والاجتماعات التي تخص هذه الصناعة. حيث ان الاستثمار في خلق هذه الكوادر المؤهلة سوف يضمن ازدهار صناعة الاسمدة مستقبلاً.
وفي ختام كلمته، أعرب عن شكره البالغ لكافّة الحضور الذي حرصوا على حضور المنتدى والاستفادة من المواضيع التي يتم تداولها خلاله، مؤكداً على أهمية انعقاد مثل هذه المؤتمرات لما تتناوله من مواضيع في غاية الأهمية من الناحية العلمية والعملية والتي جعلت من منتديات "جيبكا" محط أنظار كبريات الشركات العالمية، حيث يتطلع الكل لحضورها، وأكّد أن المستقبل يكمّن في العمل معاً، وإذا لم يتحد الجميع لمواجهة التحديات التي تواجه العالم اليوم فلا يمكن تحقيق الهدف المتمثل في غد أفضل ، مشيراً إلى أن التجمع تحت مظلة هذا المنتدى يثبت بما لا يدع مجالاً للشك رغبة الجميع في تطوير هذا القطاع الحيوي.
وأعرب عن ثقته بأن المناقشات وتبادل المعرفة بين مثل هذه الأدمغة النيرة سيؤدي للوصول إلى الهدف المشترك.
من جهته، أكّد الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات عبدالوهاب السعدون على الدور المهم الذي يلعبه منتجو الأسمدة في دول مجلس التعاون في تطوير هذه الصناعة وتعزيز تنافسيتها في مواجهة المنافسة الشرسة في الأسواق العالمية، مشيراً إلى أنه ينبغي على هذا القطاع الموجه نحو التصدير أن يبلور استراتيجيات وخطط عمل تضمن تقليل تكاليف الإنتاج مع تعظيم كفاءة سلسلة الإمداد لكون الجزء الأعظم من الإنتاج الخليجي من الأسمدة الكيماوية مخصّص للأسواق الخارجية.
ويتيح منتدى"الأسمدة للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويّات" للأسمدة فرصة تداول آخر المستجدّات والتطورات المتعلقة بهذه الصناعة حيث يجتمع خبراء قطاع الكيماويّات لعرض كل جديد ومناقشة التطورات التكنولوجيّة الأبرز وكيفيّة تأثيرها على السوق وصناعة الأسمدة بشكل عام. ويتضمن جدول النقاشات في المؤتمر عروضاَ لقضايا وتحديّات بارزة يتطرق إليها خبراء عديدون في مجال صناعة الأسمدة.
وتعتبر هذه الفعالية منبراً فعالاً يضمن تواصل أصحاب الاختصاص وروّاد عالم صناعة الأسمدة مع المستثمرين والمصنعين والموزّعين على الصعيدين المحلّي والإقليمي والعالمي.
وكان تقرير جديد صدر مؤخراً عن "الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات" كشف أن إنتاج الأسمدة الكيماوية في الخليج العربي سيصل إلى 43.1 مليون طن خلال السنوات الخمس القادمة محققاً نسبة نمو تبلغ 14%. ويشير التقرير الذي صدر بعنوان "مؤشرات صناعة الأسمدة 2015"إلى أن حجم إنتاج الأسمدة في دول المجلس بلغ 37.8 مليون طن، بعائد مبيعات وصل إلى 6.3 مليار دولار أمريكي. وبين التقرير أن حجم إنتاج هذه السلعة قد تضاعف تقريباً عن مستواه في عام 2005، نظراً للطلب الكبير من أسواق التصدير، الأمر الذي أنشأ علاقات تجارية أقوى مع أسواق متعددة مثل الهند، والولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل.
يُذكر في هذا الصدد أن المملكة العربية السعودية تتصدر دول المنطقة في إنتاج الأسمدة بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 16.7 مليون طن، تليها قطر بطاقة إنتاجية تبلغ 9.8 مليون طن في السنة.
ويذكر ايضا أنه تم إطلاق (الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات) في عام 2006 كمنظمة ممثلة للقطاع في منطقة الخليج العربي تتبنى الاهتمامات المشتركة للشركات الأعضاء في الاتحاد، بالإضافة الى الشركات العاملة في قطاع إنتاج الكيماويات والبتروكيماويات والصناعات والخدمات المساندة لها. وتساهم الشركات الاعضاء مجتمعةً بأكثر من 95% من مجمل إنتاج الكيماويات في دول الخليج العربي. ويعد هذا القطاع في الوقت الحاضر ثاني أكبر القطاعات الصناعية على مستوى المنطقة بمنتجات تصل قيمتها سنويًا إلى 108 مليار دولار أمريكي.
ومنذ انطلاقتها الأولى شهدت منتديات الاتحاد اهتماماً وإقبالاً متزايداً من جميع الشركات العالمية والخليجية حيث يحضرها عدد من المشاركين من شتى أنحاء العالم يمثلون كبرى الشركات العاملة في هذا القطاع الصناعي.