القفاص يعيد الجدل حول «ساق البامبو»: نجح بالخبرة
الوسط - محرر منوعات
عند الحديث عن مخرج خليجي نالت أعماله التلفزيونية الدرامية أعلى نسب المشاهدة في المواسم الذهبية، فإنه يتناول مخرج التحديات البحريني محمد القفاص، وعلى رغم نسبة المشاهدة العالية التي حققها عمله الأخير «ساق البامبو»، إلا أن تصريحاً صحافياً نقل عنه وتلقفته بعض وسائل الإعلام أساء نقل المعنى الحقيقي لرؤيته، ومع ذلك فتجربته الإخراجية المقبلة التي ينقلها لصحيفة «الحياة» مسئول عنها أمام المشاهد، وهو اليوم بين تجربة درامية جديدة، ومسرحية مترقبة مغايرة لما طرحه في السوق.
يتحدث القفاص لـ«الحياة» عن اللغط الذي أثير حول تجربته في مسلسل «ساق البامبو»، وما نسب على لسانه من تصريح قيل فيه إنه غير سعيد بالتجربة، واصفاً اللغط بـ«الصحي»، وأوضح قائلاً: «حين تقدم عملاً فنياً، فأنت بانتظار حضور ومشاهدة الجمهور، وما أثير حول مسلسل ساق البامبو من جدل كان صحياً، بدليل نسبة متابعة المسلسل، وهذا كافٍ لمنح العمل صفة النجاح، وأن الاتفاق والاختلاف الذي جرى حول قصة العمل بين متابعين معجبين إعجاباً تاماً، أو متفرجين انتظروا الأفضل مما قُدم كان أمراً طبيعياً، فكل مخرج أو ممثل يتمنى المشاركة في عمل يثير اللغط».
وأضاف: «أريد توضيح أمر مهم، أن الناس وربما بعض وسائل الإعلام فهمت فهماً خاطئاً لتصريح قلت فيه: (أنا غير راض عن تجربتي كمحمد القفاص في ساق البامبو)، والصدق أنني قصدت من ذلك أنني قدمت جهدي في العمل كخبرة أكثر من كونها رؤية ومزاج، وذلك لا يسيء لي ولا يخجلني، لأنني كنت أطمح لتقديم الأقوى والأفضل منه، لكنه يظل من التجارب التي أعتز بها ولا أخجل من كتابتها بالحبر في مسيرتي الفنية، لكنني كنت بحاجة لوقت أطول، وللتصوير في الأماكن الحقيقية - على سبيل المثال - حين صورنا في دبي الكثير من الأدوات الفنية سحبت مني، في المقابل كان مطلوباً مني تقديم صورة للبيئة الكويتية، وهذا ليس أمراً سهلاً، أن أفتح الكاميرا، وأقنع المشاهد وهماً أن هذا الشارع أو ذلك السوق في الكويت، إضافة إلى أننا باشرنا التصوير على مشارف رمضان، وكانت العملية أشبه بالجري، وكان علينا اختصار الزمن، فالمشاهد المصورة التي تتطلب الإنجاز في أربع ساعات أنجزناها في نصف الوقت، هذا تبرير ما أثير من لغط حول فهم خاطئ لتصريح أدليت به وكنت أقصد من ورائه أمراً إيجابياً، إذ رجوت من نفسي الأفضل، أما إذا كانت الناس ترى في العمل الشيء الجميل منه، فذلك يعني أننا قدمنا خبرة أكثر من رؤية في وقت ضيق، وكانت رؤية خالية من الرؤى الجديدة التي تتطلب الوقت، إلا أن العمل وصل إلى بر الأمان، وهو إضافة إلى مسيرتي».
ورفض وصف قصة المسلسل بـ«المبالغ فيها» وأوضح ضاحكاً بهدوء: «في الإبداع الدرامي نرى أعمالاً أجنبية لمخلوقات غريبة، أو من الفضاء، نحن نتقبل كل التجارب تحت مسمى غير الواقعي، وليس من الضروري أن ينقل الفن الواقع بحذافيره، فهو عالم كبير، وأرى أن المسلسل نقل قصة واقعية طبيعية جداً، وتحدث في أية بقعة وأي زمن سواء كان حاضراً أم ماضياً أم مستقبلاً، نحن نسمع قصة لأمير أعجبته جارية فتزوجها وأنجب منها، وحين نمى الخبر إلى علم أهله وقبيلته اعترضوا وقامت الدنيا ولم تقعد، وقصص أخرى، لذلك أنا ضد من يرى أن القصة صادمة، والكثير اعترفوا أن لديهم زوجات وأبناء من فيليبينيات، لكننا في المسلسل فتحنا النافذة حتى فاتح بعضهم أهله بقولهم: (قصتي مثل قصة عيسى الطاروف)».
وحول عدم وجود تفاصيل عن ملامح عمله المسرحي الجديد المقبل الذي يأتي بعنوان «الميدان يا حميدان»، إلا أنه اكتفى بإعلان عودته للمسرح في موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، معتبراً أن عودته للمسرح البحريني الجماهيري «التجاري» أمر متوقع في السنوات الأخيرة، وأضاف: «بالأخص أن انطلاقتي الأساسية كانت من المسرح الجامعي، وذلك قبل خوض تجربتا التأليف والإخراج الدرامي»، وقال: «كنت أؤلف بالتعاون مع زميلي أحمد الفردان، وأخرجت مسرحيات لاقت نجاحاً على مدى تاريخي، لكن بعدي عن المسرح كان بسبب ظروف معينة أبرزها وفاة والدي، يضاف إلى ذلك انشغالي بالإخراج الدرامي لمواسم رمضان، والمسرح بحاجة لتفرغ، والظهور بعمل جيد بحاجة لاستعداد، فلا يمكن الظهور للجمهور قبل شهر من الاستعدادات، أريد القول إن مسرحيتي لن تكون طلقة نارية لأحد أو صرخة، إنما غالب ما شاهدته من مسرحيات أخيراً نوقشت ضمن أعمالي السابقة، لم أر مسرحية أخيراً حصدت جماهير كبيرة بالنسبة لعدد أيام العروض والحضور، وكنت في حيرة، ماذا سأقدم، لكنني ومنذ عامين في جلسه صريحة مع ذاتي، شعرت أن ما سأقدمه في المسرحية جديداً، لا يشبه سابقه، أو ما هو مطروح، بل سأعود بتجارب جديدة للمسرح الجماهيري البحريني».
واعتبر السؤال عن الجديد في تجربته الإخراجية للمسلسل القادم «فات المساء» وضعه في حيرة، وأوضح: «في أي عمل أقدمه، على سبيل المثال مسلسل (هدوء وعواصف)، ومن بعده تجربة مسلسل (عذاري)، ثم (جنون الليل)، و(زوارة خميس)، و(أمنا ورويحة الجنة)، وغيرهم من الأعمال، دائماً أسأل نفسي كيف ستجري الأمور؟ وأسئلة كثيرة أخرى متفرعة عن هذا السؤال، وفي مسلسل (فات المساء) أضفت بعض الإضافات البسيطة التي ستجعل المشاهد يصل لحد الشعور بأنه يشاهد فيلماً سينمائياً، وأنا مسؤول عن كلامي، ففي هذا العمل اقتربت من تقديم فيلم تلفزيوني طويل على شاكلة مسلسل، ويفترض أن يشاهد المشاهد في بعض الرؤى الوهم الفني الذي زرعته كمخرج، وإذا وصل هذا الإحساس للمشاهد فأنا هنا قدمت الجديد في هذه التجربة، فأنا لا أستطيع استنساخ مخرج آخر سوى محمد القفاص».