ترشيح السلفيين للانتخابات المغربية... دلالات ومخاوف
الوسط - المحرر الدولي
فسر بعض المتابعين للشأن السياسي في المغرب ترشيح حزب العدالة والتنمية قياديا سلفيا ضمن قوائمه بكونه حريصا على تصدر الانتخابات البرلمانية مطلع أكتوبر/تشرين الأول القادم عن طريق استقطاب أصوات السلفيين في مراكش وغيرها من المدن، وذلك وفقاً لموقع "الجزيرة نت".
وفي الوقت الذي يرى فيه مراقبون أن قرار حزب العدالة والتنمية يظهر قدرته على الحشد والتعبئة، قال آخرون إن هذا الترشيح مؤشر واضح على أن الفجوة تتقلص بين الشأن السياسي وفكر أغلب شيوخ السلفية، فيما يقدم فريق آخر تفسيرا مغايرا مفاده أن اهتمام بعض الأحزاب بالتيار السلفي نابع من طبيعة المجتمع المغربي المحافظ.
وقد أثار حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة جدلا في الأوساط السياسية والإعلامية بقراره ترشيح القيادي السلفي حماد القباج في مراكش، ويقول المحلل السياسي محمد بودن إن هذا الترشيح لبعض شيوخ السلفية يعتبر صيغة جديدة لإنتاج الحشد والتعبئة وشكلا من أشكال مغالبة "الإسلاموية".
قوة تعبئة
وقال بودن في تصريح للجزيرة إن استقطاب حزب العدالة والتنمية لبعض رموز التيار السلفي يظهر قوة هذا الحزب في تحريك جماعات أو أفراد يحملون الفكر السلفي.
ويضيف المتحدث نفسه أن هذا الترشيح يظهر خضوعا لبنية أفكار وشبكة تحالفات كبرى تعكس وجود تطور في علاقة الأحزاب بالتيار السلفي، وتقليصا لفجوة كبرى بين الشأن السياسي وفكر أغلب شيوخ السلفية.
ويرى الباحث في شؤون الحركات الإسلامية محمد بالدوان أن الاهتمام المتزايد للأحزاب السياسية بالتيار السلفي نابع من طبيعة المجتمع المغربي المحافظ.
ويضيف بالدوان للجزيرة نت أن التيار السلفي قريب من ناحية المرجعية العامة من حزب العدالة والتنمية، "غير أن هذا لم يمنع السلفيين من الانخراط في أحزاب سياسية أخرى، فكل شخصية سلفية لها تطلعاتها ولها موقفها من التجربة الحكومية".
مواجهة التحكم
وفي تصريح للجزيرة نت، قال القيادي في حزب العدالة والتنمية عبد العلي حامي الدين إنه بغض النظر عن المرجعية الفكرية فإن ترشيح القباج كان بناء على مواقف ومبادئ مشتركة للنضال من أجل الديمقراطية ومواجهة ما أسماه عبد العلي بـ"التحكم".
ويضيف حامي الدين أن حزبه يوجّه من خلال هذا السلوك السياسي رسائل لها دلالات تفيد بأنه منفتح على الشخصيات الوطنية وعلى رجال الأعمال والمثقفين والسياسيين، على اعتبار أن السياق الذي تجري فيه هذه الانتخابات يحمل عنوانا كبيرا هو النضال لمواصلة الإصلاح والبناء الديمقراطي.
سلطة أم معارضة؟
وعلى صعيد آخر، نبه بودن إلى احتمال السقوط في خطأ معياري قائم على افتراض حصول تحولات فكرية عند فصيل من التيار السلفي بمجرد دمجه في الحياة السياسية دون النظر إلى عوامل أخرى بشكل شمولي.
ويضيف بودن أن "السلفي يفضل أن يضع قدما في السلطة وأخرى في المعارضة، ولهذا تجب مراعاة ما إذا كانت عملية الدمج مفاجئة أو تدريجية".
الدمج السريع
وقال بودن إن الدمج السريع والمفاجئ للسلفيين في الحياة السياسية و"هرولة" بعض السلفيين إلى الترشح دون الاستعداد الكافي قد يكون سببا مباشرا في فشل الأحزاب التي تدمج أي شخص مثير دون أن تدبر علاقتها بالمجتمع السياسي بالشكل المطلوب.
وتوقع بالدون من جهته أن يمنح ترشيح الأحزاب لشخصيات سلفية إشعاعا وطنيا، وذلك رغم أن اختلاف توجهات رموز السلفية في المغرب سيشتت كتلتها الناخبة.