غاب "داعش" فحضر الإنترنت و"الستالايت".. جرابلس تستعيد الحياة وسكانها: هكذا كنا نعيش
الوسط – المحرر الدولي
نساء يخلعن السواد الذي اتشحن به من رؤوسهن إلى أخمص أقدامهن، رجال يحلقون ذقونهم، كابلات إنترنت تعانق النوافذ، ومنازل تعتلي أسطحها أطباق الاستقبال الفضائي "الستلايت"، ذلك هو المشهد في مدينة جرابلس شمالي سورية وهي تتنفس الحرية بعد أيام من طرد تنظيم "داعش" منها، في إطار عملية "درع الفرات" التي يقودها الجيش التركي، وفق ما ذكرته صحيفة "هافينغتون بوست".
جرابلس التي انفصلت عن العالم الخارجي منذ سيطرة "داعش" عليها عام 2014 من خلال قراراته التعسفية التي فرض بموجبها لباساً معيناً على النساء والرجال، ومنع الإنترنت الفضائي عن المنازل، والتدخين، والموسيقى، عادت هذه الأيام تحتفل بالخلاص من هذا السواد الذي ارتدته طيلة تلك الأعوام.
وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجياً، حيث جلسات السمر يتجاذب فيها السكان أطراف الحديث، وحواجز يسلكونها دون خوف أو رعب.
المواطن "بشير أبوعدي"، عبّر عن ارتياحه لإخراج "داعش" من المدينة، قائلاً إن التنظيم أذاقهم الويلات خلال السنوات التي مكث فيها بينهم.
وأضاف: "التنظيم فرض على النساء لباساً معيناً (يشبه البرقع)، وأجبرهن على تغطية وجوههن بشكل كامل، كما فرض على الرجال زياً معيناً".
ولفت "أبوعدي" إلى "أن كل من يخالف هذا القرارات يتم إخضاعه لدورة شرعية في المرة الأولى، وإنزال عقوبة بالسجن لشهر على الأقل في المرة الثانية".
الشاب أحمد الذي فضل عدم الكشف عن اسمه بالكامل خوفاً من الملاحقة، روى كيف كان يمنع داعش استخدام الإنترنت في البداية، إلى أن تدرج في قراراته التعسفية ومنع اقتناء أجهزة الهاتف، ومن ثم التلفزيون، وأطباق الاستقبال الفضائي التي طلب من السكان تسليمها ليقوم بتحطيمها وحرقها أمام أعينهم.
ويعيش أحمد حالة من السعادة بعد تمكنه من استخدام هاتفه من جديد، والتواصل مع العالم الخارجي من خلال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
ويفرض تنظيم "داعش" على سكان المناطق التي يسيطر عليها، أحكاماً وقوانين صارمة منها إجبار النساء على ارتداء السواد من رؤوسهن إلى أخمص أقدامهن، ومنع الرجال من حلق ذقونهم، وإغلاق عدد من العيادات النسائية من باب تحريم انكشاف المرأة على رجل أجنبي وهو الطبيب.
وفجر الأربعاء الماضي 24 أغسطس/آب 2016، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع التحالف الدولي، عملية عسكرية في جرابلس، تحت اسم "درع الفرات".
وقالت الحكومة التركية إن "الهدف من المعركة تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية خاصة "داعش" الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء"، فضلاً عن منع حدوث موجة نزوح جديدة من سوريا، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، وإيلاء الأولوية لوحدة الأراضي السورية ودعمها.
وفي غضون ساعات، مكّنت العملية العسكرية الجيش السوري الحر من طرد "داعش" من المدينة.