ظاهرة التقاط صور للطعام ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي... ما سببها؟
برلين - د ب أ
شريحة اللحم المشوية على نحو مثالي، هذه إلى جانب مخفوق اللبن وهذه السلطة الصيفية المنسقة على نحو مثالي. تعج شبكة الانترنت بصور طعام يسيل اللعاب لها. ابحث عن هاشتاج "أكل" على تطبيق إنستجرام وسوف تجد أكثر من 92 مليون صورة. لما يشعر الكثير من الأشخاص بالحاجة لمشاطرة صورة شيئ ما ممل مثل الطعام على الشبكة العنكبوتية؟ يقول باحثو أحدث الاتجاهات إن هذه الظاهرة ما هي إلا وسيلة لإظهار الفردية في روح العصر الذي يؤثر عليه الهواتف الذكية. حتى أن دراسة أمريكية صدرت مؤخرا أظهرت أن الطعام الذي يتم تصويره يدرك على أن مذاقه أفضل. وبحسب دراسة صدرت في مجلة التسويق للمستهلك، يمكن أن تكون الوجبات طيبة المذاق أكثر عندما يتفاعل المصور مع ما هو موجود في طبقه. وقالت مجلة نيويورك إن أحد أسباب هذا هو أن أخذ الوقت للتفكير في الإضاءة والزوايا قبل تناول الطعام فعليا يعزز الترقب وبالتالي المتعة. غير أن البعض قد لا يكونون سعداء بكونهم جزءا من هذا الاتجاه: مشاطرة بعض الصور قد تضع بعض مصوري الطعام في مشكلة قضائية، بحسب أستاذ الإعلام الألماني شتيفان إنجلس. التقاط صورة لطبق منسق على نحو فني مثل تلك الموجودة في مطاعم الوجبات المميزة يمكن أن تؤدي إلى مشكلة قضائية في حال زعم المبدع حقوق الملكية على تصميم الطبق. ويوضح إنجلس لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) " لا يمكن استبعاد أن تكون الأطباق التي يتطلب فيها التنسيق جهدا كبيرا أو الفريدة خاضعة لقانون حقوق الملكية ". إلا أن استطلاع أجرته مؤسسة (يوجوف) لاستطلاعات الرأي مؤخرا وجد أن 61 بالمئة من المستطلعة آراؤهم في ألمانيا يلتقطون صورا لطعامهم في حين قام واحد على الأقل بين كل أربعة من مصوري الطعام بتقاسم الصورة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي. وبنفس الطريقة التي اعتاد الأشخاص التجمع فيها حول الطاولة لتقاسم وجبة أو الاندماج مع الاخرين، اليوم يتواصلون عبر الطعام على مواقع التواصل الاجتماعي ويخلقون نوعا من المجتمع بطريقة جديدة كلية. لكن كيف يشعر الاخرون بشأن ظاهرة تصوير الطعام التي يبدو أنها تحل أينما كانوا؟ أظهر استطلاع (يوجوف) أن الرأي منقسم بشأن اتجاه تصوير الطعام. فقال نحو 43 بالمئة إنهم يجدون أن الصور ملهمة، أما 40 بالمئة قالوا إن الاتجاه عادة ما يثير ضجرهم.