مقتل المسؤول الإعلامي لداعش في سوريا
بيروت – رويترز
قال تنظيم داعش الثلثاء (30 أغسطس/ آب 2016) إن أبو محمد العدناني المتحدث باسم التنظيم والمسؤول عن عملياته الخارجية لقي حتفه في محافظة حلب بسوريا.
وكان العدناني بين آخر من تبقى على قيد الحياة من الأعضاء المؤسسين لتنظيم داعش إلى جانب أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم والذي نصب نفسه خليفة للمسلمين.
وبصفته المتحدث باسم داعش كان العدناني العضو الأكثر ظهورا من أعضاء التنظيم. وكان العدناني المسؤول عن الهجمات في الخارج كونه رئيس العمليات الخارجية بالتنظيم. واكتسبت العمليات في الخارج أهمية مطردة للدولة الإسلامية بعد الخسائر العسكرية التي منيت بها وأدت إلى تقليص مناطق سيطرتها في العراق وسوريا.
وذكرت وكالة أنباء أعماق التابعة لداعش أن العدناني أحد القادة البارزين قتل "أثناء تفقده العمليات العسكرية في ولاية حلب."
ويسيطر تنظيم داعش على أراض في محافظة حلب ولكن لا وجود له في المدينة التي يخوض فيها مقاتلو المعارضة قتالا ضد قوات الحكومة السورية.
ولم تحدد أعماق كيف قتل العدناني الذي ولد باسم طه صبحي فلاحة في محافظة إدلب بسوريا عام 1977. ونشر داعش تأبينا بتاريخ 29 أغسطس/ آب لكنها لم تذكر أي تفاصيل.
وأدت النجاحات التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أميركا وتضم ميليشيات كردية وعربية وكذلك النجاحات التي حققها مقاتلون بالمعارضة السورية تدعمهم تركيا إلى تقليص سيطرة داعش في محافظة حلب لتفصلهم عن الحدود التركية وعن خطوط الإمداد الواقعة على امتدادها.
وتضاربت الأنباء حول أين وكيف قُتل العدناني.
وقال مسؤول كبير بالمعارضة السورية المسلحة إن العدناني قتل على الأرجح في مدينة الباب الخاضعة لداعش إثر ضربة جوية. وأضاف مستشهدا بتقارير لم يتم التأكد منها إن العدناني كان في منطقة حلب لرفع الروح المعنوية بعد تزايد الضغوط على التنظيم في الآونة الأخيرة.
وقال هشام الهاشمي وهو محلل أمني يقدم المشورة للحكومة العراقية بشأن داعش إن العدناني أصيب في غارة للتحالف في 17 أغسطس بالقرب من منطقة الراعي شمالي حلب حيث تخوض الدولة الإسلامية قتالا ضد مقاتلين سوريين تدعمهم الولايات المتحدة وضد مقاتلين أتراك.
وأضاف الهاشمي أن العدناني لفظ أنفاسه الأخيرة يوم الاثنين متأثرا بجروحه.
وقال مسؤول أمريكي في مجال مكافحة الإرهاب يراقب أنشطة داعش إن وفاة العدناني ستضر بالتنظيم "في المنطقة التي تسبب لنا قلقا متزايدا حيث تفقد الجماعة المزيد والمزيد من خلافتها وقاعدتها المالية... وتتحول إلى شن المزيد من الهجمات في أوروبا وجنوب شرق أسيا وأماكن أخرى والتحفيز عليها."
وقال المسؤول إن دور العدناني كرئيس للدعاية ومدير للعمليات الخارجية أصبح "من المتعذر تمييزه" لأن الجماعة تستخدم رسائلها على الانترنت لتجنيد مقاتلين وتقديم تعليمات والتشجيع على شن الهجمات.
وجه التنظيم
وقال العراق في يناير/ كانون الثاني إن العدناني أصيب بجروح في ضربة جوية في محافظة الأنبار الغربية ثم نقل إلى مدينة الموصل الشمالية معقل التنظيم بالعراق.
والعدناني سوري من إدلب جنوب غربي حلب وكان قد بايع تنظيم القاعدة قبل أكثر من عشر سنوات ووفقا لمؤسسة بروكينجز فقد سجنته القوات الأميركية ذات يوم في العراق.
وكان العدناني مسؤول الدعاية للتنظيم المتشدد منذ أن أعلن في بيان في يونيو حزيران 2014 عن تأسيس خلافة تمتد عبر قطاعات كبيرة من الأراضي التي استولى عليها التنظيم في العراق وسوريا.
وغالبا ما كان العدناني الواجهة للتنظيم المتشدد. ففي مايو أيار أصدر رسالة يدعو فيها إلى شن هجمات على الولايات المتحدة وأوروبا خلال شهر رمضان.
وقال الهاشمي إن من المرجح أن يتولى المراقب المالي للتنظيم أياد العبيدي المعروف أيضا باسم صالح حيفا الدور العسكري للعدناني.
وصنفت الولايات المتحدة العدناني هذا العام "إرهابيا عالميا" وكان واحدا من أوائل المقاتلين الأجانب المعارضين لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في العراق منذ 2003 قبل أن يصبح المتحدث باسم التنظيم.
ورصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى التوصل إليه وذلك بموجب البرنامج الأميركي "للمكافآت من أجل العدالة".