وقف إطلاق النار في كولومبيا يدخل حيز التنفيذ الاثنين
بوغوتا - أ ف ب
يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منتصف ليل الاحد الاثنين (29 أغسطس/آب 2016) في كولومبيا بعد نزاع مسلح استمر اكثر من خمسين عاما بين متمردي "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) والحكومة.
واعلن الرئيس خوان مانويل سانتوس على موقع تويتر في عطلة نهاية الاسبوع "ان نهاية النزاع آتية". وقد امر بوقف اطلاق النار-الذي يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف ليل الاثنين الثلاثاء (5,00 ت غ) غداة التوصل الى اتفاقات سلام في 24 آب/اغسطس مع حركة التمرد الرئيسية والماركسية في البلاد.
وأضاف سانتوس "نريد أن نصبح دولة بلا آثار حرب"، داعيا الكولومبيين لأن يقولوا "نعم للمستقبل، نعم للسلام" في الاستفتاء المقرر في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وكتب القائد الاعلى لفارك تيموليون خيمينيز الملقب "تيموشنكو" ان "السلام (...) بدأ يتحقق". ويفترض ان يؤكد الاحد وقف الاعمال القتالية من جانب واحد الذي تلتزم به الحركة منذ 20 تموز/يوليو 2015 اعرابا عن حسن النوايا تجاه عملية السلام، فيما علقت الحكومة من ناحيتها عمليات القصف الجوي ضد المتمردين.
لكن قانونيا فان وقف إطلاق النار الثنائي والنهائي كما اتفق عليه اثناء المحادثات، لن يبدأ تطبيقه الا يوم التوقيع الرسمي على الاتفاقات المرتقب بين 20 و26 سبتمبر/أيلول.
الا انها المرة الاولى التي تتفق فيها الحكومة والفارك التي تعد حوالى 7500 مقاتل، معا على وقف لاطلاق النار. في السابق فشل اتفاق للهدنة مبرم العام 1984 في ظل رئاسة بيليساريو بيتانكور.
من التمرد الى السياسة - الى ذلك دعت الفارك السبت الى مؤتمرها الوطني الخامس في منتصف سبتمبر، للمصادقة على الاتفاقات التي تم التفاوض عليها خلال قرابة اربع سنوات في هافانا والواردة تفاصيلها في وثيقة من 297 صفحة وعدت الحكومة الكولومبيين بنشرها.
واوضحت ان هذا "المؤتمر الاخير لمنظمتنا المسلحة (...) سيصادق على اتفاقات السلام كما سيوافق على تحويل الفارك الى حركة سياسية قانونية".
وسيضم المؤتمر مئتي مندوب لفارك بينهم اعضاء الهيئة القيادية المركزية الـ29 وسيعقد من 13 الى 19 سبتمبر في ياري، في سان فيسنتني دل كاغوان المعقل السابق لحركة التمرد في جنوب البلاد.
والحدث الاستثنائي هو ان المؤتمر سيكون مفتوحا امام خمسين مدعوا وطنيا ودوليا وكذلك امام الصحافة. واوضح المتمردون "ان الاهمية التاريخية لهذا الحدث تستحق ان تطلع شعوب كولومبيا والعالم مباشرة على سير عمل وخلاصات" هذا المؤتمر.
واعلن وزير الدفاع لويس كارلوس فيليغاس من جانبه "ان التوقيع الرسمي" لاتفاقات السلام من قبل سانتوس وتيموشنكو مرتقب بعد ذلك "بين 20 و26 سبتمبر" دون اي يوضح المكان ولا هوية المدعوين .
فضلا عن ذلك سيتزامن موعد التوقيع مع بدء جمع المتمردين في 22 منطقة وثمانية مخيمات موزعة في سائر ارجاء البلاد لتبدأ عملية نزع السلاح المقرر اجراؤها خلال ستة أشهر تحت اشراف الامم المتحدة.
الخيار بين الحرب والسلم - صرح سانتوس الخميس لمحطة التلفزة الاميركية "سي ان ان" ان الاتفاقات قد يتم توقيعها في كوبا او بوغوتا او ايضا في مقر الامم المتحدة بنيويورك حيث ستنعقد آنذاك الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ثم ستتم دعوة الكولومبيين الى ابداء رأيهم في استفتاء مقرر في الثاني من اكتوبر. ويتطلب فوز المؤيدين للسلام الحصول على 13% من الاصوات، اي 4,4 ملايين.
لكن رئيس الوفد الحكومي الى المفاوضات امبرتو دي لا كال استبعد اي امكانية لمعاودة التفاوض في حال الفشل معتبرا "انه وقت اتخاذ القرار".
لكن السلام لن يكون تاما في كولومبيا لانه يبقى على الحكومة التفاوض مع متمردي "جيش التحرير الوطني" (انصار تشي غيفارا) الذي سيكون اخر حركة تمرد لا تزال ناشطة مع حوالى 1500 مقاتل. وقد اعلن الطرفان في 30 مارس رغبتهما في بدء مفاوضات رسمية. لكن لم يحدد اي موعد لذلك بعد.
والحرب الداخلية التي شارك فيها بمرور السنين متمردون من اقصى اليسار وميليشيات شبه عسكرية من اقصى اليمين والقوات المسلحة على خلفية اعمال العنف المكثفة لتجار المخدرات، اسفرت عن سقوط 260 ألف قتيل على الاقل اضافة الى 45 ألف مفقود و6,8 ملايين نازح.
ولم تصل كولومبيا مطلقا الى المدى الذي بلغته اليوم على طريق السلام ونحو انهاء أقدم نزاع مسلح في القارة الاميركية.