قائد بالمعارضة وسكان: التوصل لاتفاق لإنهاء حصار ضاحية بدمشق
عمان – رويترز
قال قائد بالمعارضة السورية المسلحة ووسائل الإعلام الرسمية إن قوات المعارضة والجيش السوري توصلا لاتفاق لإجلاء جميع السكان والمقاتلين من ضاحية داريا المحاصرة في دمشق لتنتهي بذلك واحدة من أطول المواجهات في الصراع المستمر منذ خمسة أعوام.
وحاصر الجيش السوري قوات المعارضة والمدنيين في داريا منذ عام 2012 ومنع وصول شحنات الطعام إليها ودأب على قصف المنطقة التي تبعد سبعة كيلومترات فقط عن دمشق مقر سلطة الرئيس بشار الأسد.
كانت داريا من أول الأماكن التي شهدت احتجاجات سلمية ضد حكم الأسد وقاومت المحاولات المتكررة التي قامت بها القوات الحكومية لإعادة السيطرة عليها مع تحول الصراع إلى حرب أهلية.
وقال الرائد أبو جمال قائد لواء شهداء الإسلام وهو الأكبر بين جماعتي المعارضة الرئيسيتين في داريا "لقد توصلنا إلى اتفاق بشأن إجلاء جميع الأشخاص في داريا مدنيين ومقاتلين".
وأضاف أن عملية الإجلاء -المماثلة لعمليات سابقة في مناطق محاصرة أخرى خلال فترات مختلفة من الصراع- ستبدأ الجمعة (26 أغسطس/ آب 2016) وتستمر ليومين أو ثلاثة.
وفي الأسابيع القليلة الماضية صعّد الجيش قصفه للضاحية التي تسيطر عليها المعارضة مكثفا استخدامه للبراميل المتفجرة والقنابل الحارقة. وقالت المعارضة وعمال إغاثة إن المستشفى الوحيد هناك تعرض للقصف الأسبوع الماضي.
وقال همام السكري أحد سكان داريا الذي كان يعيش في ملجأ مع عائلته المؤلفة من ستة أفراد "صعب وصف الشعور. أربع سنين ظلينا متمسكين بداريا لآخر نفس. المدينة تدمرت من فوقنا. إحنا مو (لم) طالعين من مدينة طالعين من كوم حجار."
وقتل مئات الأشخاص بينهم مدنيون في داريا عام 2012 -الكثير منهم في إعدامات ميدانية - بعد اقتحام قوات الأمن السورية الضاحية في أعقاب حمل المحليين السلاح ضد النظام. وتبادل الجيش السوري والمعارضة المسلحة الاتهامات بتنفيذ أعمال القتل.
وذكرت مصادر بالمجلس المحلي ومقاتلين من المعارضة المسلحة أن نحو خمسة آلاف شخص سيجلون من الضاحية التي كان يسكنها قبل الحرب الأهلية ربع مليون نسمة.
وقالت المعارضة إن ذلك سيشمل ألف مقاتل سيجلون بأسلحتهم الخفيفة إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال البلاد.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن الجيش السوري سيعيد بسط سيطرته على البلدة ويصادر الأسلحة الثقيلة.
وأوضح أبو جمال أن الاتفاق أبرم يوم الأربعاء في أعقاب محادثات وافقت خلالها السلطات السورية على شروط المقاتلين بالجلاء عن المدينة.
وأضاف "إحنا طلعنا بسلاحنا وأخذنا حرية إخراج المدنيين لمناطق محررة وأعطيناهم الحرية وإلا لكان استسلام نهائي وكان النظام رح يأخذ مقاتلين أسرى وباتجاه الأفرع الأمنية والمدنيين يصير مصيرهم مجهول."
وأثارت معاناة المدنيين في داريا وغيرها من المناطق المحاصرة منذ فترة طويلة قلق الأمم المتحدة والتي استنكرت استخدام طرفي الصراع لسياسة التجويع كسلاح حرب.
ووافقت السلطات في يونيو حزيران على السماح بإدخال شحنات الغذاء إلى الضاحية بموجب اتفاق لوقف الأعمال القتالية لكن لم تدخل سوى شحنة واحدة منذ ذلك الحين.