قتيل وعشرات الجرحى في تفجير سيارة مفخخة في تايلند
بانكوك - أ ف ب
انفجرت سيارة مفخخة في منطقة تنتشر فيها النوادي الليلة في الجنوب التايلندي مما ادى الى مقتل شخص وجرح اكثر من 30 في بلد يشهد توترا عقب سلسلة تفجيرات استهدفت بلدات سياحية.
ووقع التفجير الاخير في ساعة متأخرة أمس الثلثاء (23 اغسطس / آب 2016) امام فندق في باتاني، احدى الولايات الثلاث الجنوبية ذات الغالبية المسلمة والتي تشهد تمردا ضد الدولة ذات الغالبية البوذية.
وقال الميجور جنرال ثانونغساك وانغسوبا قائد شرطة باتاني لوكالة فرانس برس الاربعاء "حتى الان الحصيلة هي قتيل واكثر من 30 جريحا" مضيفا ان "مبنى الفندق اصيب باضرار بالغة".
واظهرت الصور من موقع الانفجار نيرانا تشتعل على الطريق امام واجهة الفندق المدمرة فيما كانت الشرطة تبحث بين الركام. ودمرت سيارات في الجوار كما لحقت الاضرار بملاه ومراكز تدليك ومطاعم.
وباتاني ليست مقصدا سياحيا لكن المحللين يقولون ان المتمردين يوجهون رسالة بعد هجمات منسقة بالقنابل وحرائق متعمدة ضربت بلدات سياحية في 11- 12اغسطس/ آب مما ادى الى مقتل اربعة اشخاص وجرح 37 آخرين بينهم اوروبيون.
وابرزت تلك الهجمات مخاوف من ان يكون التمرد الانفصالي في جنوب تايلاند امتد شمالا بعد سنوات من محادثات سلام متعثرة، وهي نظرية قللت من شأنها السلطة العسكرية الحاكمة في تايلند نظرا الى اهمية قطاع السياحة في الاقتصاد.
ومنطقة السهر والملاهي التي استهدفها تفجير السيارة المفخخة واحدة من عدد قليل من هذه المناطق في الجنوب المضطرب، حيث تتواجد حانات ومرقص واماكن دعارة، بحسب دون باثان المحلل الامني الاقليمي.
وقال "انه النوع من الامكنة التي يرفضها المجتمع".
وغالبا ما يوجه المتمردون الجنوبيون هجماتهم الى ضباط الامن ورموز الدولة لكنهم يستهدفون احيانا أمكنة السهر الليلية.
وقال باثان لوكالة فرانس برس ان "الحملة ضد شرور المجتمع ليست ذات أهمية قصوى على اجندة المتمردين هنا. استراتيجيتهم حاليا هي احداث حالة من الانفلات قدر المستطاع في المنطقة".
وفي حديث للصحافيين بعد التفجير امام الفندق في باتاني، نفى براويت ونغسوان نائب الحاكم العسكري في تايلند اي صلة بين الهجمات في البلدات السياحية في وقت سابق هذا الشهر، والتمرد الانفصالي في الجنوب.
وقال ان اي مفاوضات مع المتمردين ستؤجل حتى توقف اعمال العنف.
واكد "كل اعمال العنف يجب ان تتوقف اولا قبل تحديد بنود المحادثات. يتعين عليهم اظهار صدقهم".
والقنبلة البالغة زنتها 90 كلم كانت مخبأة في عربة اسعاف مسروقة وتم تفجيرها بعد وقت قصير على تفجير عبوة اصغر في حانة مجاورة. ولم يوقع الانفجار الاول أي اصابات.
وقال الكولونيل براموت بروم-ان المتحدث باسم الجيش في منطقة الجنوب "السيارة كانت مركونة امام بهو الفندق لبضع دقائق بعد انفجار القنبلة الاولى ولم تساور الناس اي شكوك لانها كانت عربة اسعاف".
وغالبا ما يلجأ المتمردون الجنوبيون الى تقنية "الفخ المزدوج" التي استخدمت في العديد من الهجمات الاخيرة على مواقع سياحية الى الشمال.
وقال احد موظفي المستشفى المحلي في باتاني ان 32 شخصا اصيبوا بجروح، بينهم خمسة جروحهم بالغة. واضاف طالبا عدم ذكر اسمه ان الجميع تايلنديون.
- تاريخ عنيف - وقال زكريا ابوزا الخبير في المجموعات المسلحة في جنوب شرق آسيا ان السيارات المفخخة وسيلة غالبا ما يعتمدها المتمردون لكن التفجير ليل الثلاثاء كان الاكبر خلال الاشهر القليلة الماضية.
وقال لوكالة فرانس برس "من الواضح انهم يحاولون توجيه رسالة انهم مع موجة التفجيرات (...) تمكنوا من ضرب مناطق في المدن الرئيسية" وذلك في اشارة الى الهجمات الاخيرة التي استهدفت مواقع سياحية ويعتقد الخبير ان المتمردين يقفون وراءها.
وحذرت معظم السفارات رعايا دولها من مغبة السفر الى باتاني بسبب التمرد المستمر منذ سنوات.
وضمت تايلاند المنطقة المختلفة ثقافيا والمحاذية لماليزيا منذ اكثر من قرن.
واسفرت عمليات اطلاق النار وتفجير القنابل الجارية بصورة شبه يومية الى مقتل اكثر من 6500 شخص منذ 2004 معظمهم من المدنيين. لكن اعمال العنف بقيت في غالبيتها محلية ونادرا ما تصدرت عناوين الصحف الدولية.
ولم يتبن المتمردون اي هجمات لكن بعض الفصائل تعرب عن استيائها لعدم تحقيق اي تقدم بعد اكثر من عشرة اعوام من القتال.
وتنتشر في المنطقة بكثافة قوات حكومية تتهمها مجموعات حقوقية بارتكاب انتهاكات على نطاق واسع ومنها تعذيب سجناء واعدامات خارج اطار القضاء.
وبعد اشهر من هدوء نسبي تراجعت فيه اعمال العنف الى مستويات قياسية، سجل ارتفاع واضح في الهجمات في الاشهر الماضية ولا سيما مع تنظيم استفتاء مؤخرا حول ميثاق جديد وضعته السلطة العسكرية التي استولت على الحكم في 2014.
والميثاق الذي يقول منتقدوه انه سيجعل تايلاند اقل ديموقراطية، وافق عليه غالبية الناخبين لكنه رفض في الولايات الانفصالية الثلاث.