الفنانة وفاء مكي: مخرج معروف سلبني أجري وأعطاه لغيري... وهذا حال الدراما البحرينية!
الوسط - محرر منوعات
ليس هذا موقفاً جاء في سياق عمل فني للممثلة البحرينية وفاء مكي، بل هو تصرف حقيقي تعرضت له في واقعها المُعاش، مؤكدةً أنها وقعت ضحية نصب واحتيال على يد المخرج المشار إليه، والذي وصفته بأنه صنع من نفسه إنساناً كريماً لكن من مال غيره، مضيفةً: «لقد سلبني أجري ووزعه على غيري»!
صحيفة "الراي" الكويتية حاورت الفنانة وفاء مكي اليوم الثلثاء (23 أغسطس / آب 2016)، التي راجت إشاعات أخيراً حول اعتزالها الفن، لاسيما بعد تواريها عن خارطة الدراما الخليجية سنوات عدة، فأكدت أنها اتخذت هذا القرار بالفعل، في لحظة غضب وضيق من جراء ضغوط الحياة والعمل، كاشفةً عن تراجعها واعتزامها مواصلة مسيرتها الفنية، كي تؤدي رسالتها كفنانة على أكمل وجه، تقديراً لجمهورها وزملائها الفنانين، ومواصلةً: «لقد أجبروني على العدول عن قراري، وأقنعوني بالعودة إلى بلاتوهات التصوير».
في اتجاه آخر أماطت الفنانة وفاء مكي اللثام عن أعمالها الدرامية والسينمائية والمسرحية الجديدة، مشيرةً إلى مشاركتها في فيلم فلسفي قصير بعنوان «نوافذ معلقة»، إلى جانب انخراطها في مسلسل درامي بعنوان «بقايا زمان»، عطفاً على مشاركتها أخيراً في مسرحية كوميدية بعنوان «هيلق ستايل»... والتفاصيل نسردها في هذه السطور:
في البداية، نود أن نتعرف على ما في جعبتك من أعمال جديدة؟
- لديّ مسلسل جديد بعنوان «بقايا زمان»، يجري تصويره حالياً في سلطنة عمان، والعمل من تأليف بهية الشكيلية وإخراج فايز دعيبس، فيما يشارك في بطولته جمع من الفنانين الخليجيين منهم، قحطان القحطاني وليلى سلمان وشمعة محمد وحسن محمد وخالد الحديدي، إلى جانب نخبة كبيرة من الوجوه الشابة.
ما أهم القضايا التي يتناولها العمل؟
- هناك جملة من الموضوعات الشائكة والمشكلات الاجتماعية، التي سيطرحها العمل بشفافية خلال أحداث المسلسل، خاصة مشكلة الجشع لدى بعض الناس ممن يقومون بأعمال غير مشروعة، بغية السطو على مقدرات الآخرين، والاستيلاء على الأموال والثروات من دون وجه حق.
باسم الإخوة نصب عليّ... واصطنع الكرم من خلال الآخرين!
حسناً، هل لكِ أن تحدثينا قليلاً عن تجربتك في مسرحية «هيلق ستايل» التي جمعتك بكوكبة من النجوم الخليجيين خلال عرضها في عيد الفطر الفائت؟
- لقد كانت تجربة مثمرة وناجحة بكل المقاييس، خصوصاً أن العمل الذي قاده المخرج حسين العويناتي كان ممتعاً للغاية، لاسيما بوجود نخبة من فنانين رائعين من أمثال الفنان القدير محمد جابر (العيدروسي) الذي شعرتُ بفرحة عارمة بأن أشارك معه في عمل مسرحي، بعدما التقينا في مسلسل «الداية» للفنانة القديرة حياة الفهد قبل سنوات، عطفاً على مشاركة نجوم آخرين في المسرحية، وهم، موضي علف وإسماعيل سرور وأحمد مجلي وأمين صايغ وأبرار سبت.
وماذا عن الفيلم السينمائي القصير «نوافذ معلقة»؟
- هو عمل سينمائي يغوص في فلسفة النفس البشرية، ويبحث في أعماقها، وهو من تأليف الكاتبة ثريا اليزيدية، وإخراج عبد الرحيم المجيني، إذ يناقش قضية شديدة الحساسية والخطورة حول معاناة مرضى التوحّد.
وما طبيعة دورك في العمل؟
- أؤدي دور الأم لأحد الأطفال المصابين بهذا المرض، وهي تسعى جاهدة للتخفيف من معاناة ابنها المصاب بالتوحّد، من خلال البحث عن سبل متعددة لمعالجته بكل الأدوات المتاحة، خاصة من الجانب النفسي الذي يعد عاملاً مهماً لا يمكن تجاهله على الإطلاق، وأستطيع القول إن العمل يحمل في طياته عمقاً إنسانياً كبيراً.
مسلسل «الداية» للفنانة حياة الفهد لا يزال الأقرب إليّ
ذكرتِ قبل أيام أن أحد المخرجين الذين تعاملتِ معهم أخيراً بخس حقوقك المادية، وأعطى أجرك في العمل لفنانات أخريات، فبماذا تفسرين ذلك؟
- نعم، هذا ما حدث بالفعل، فهذا المخرج المعروف صنع من نفسه إنساناً كريماً لكن من حلال الآخرين، حيث سلبني أجري في العمل وأعطاه لغيري!
كيف حصل ذلك، ألم يكن هناك عقد مُبرَم بينكما؟
- لم يكن بيننا عقد، لكنه أعطاني كلمة شرف، بأنني سأحصل على حقوقي الأدبية والمادية كلها.
هل تشعرين بأنك تعرضتِ لمحاولة نصب واحتيال؟
- طبعاً، والمشكلة أننا لا نتعلم من الدروس السابقة، ولا نستفيد من التجارب المريرة التي مررنا بها مع بعض المخرجين والمنتجين في الوسط الفني، ممن يتنكرون خلف قناع الطيبة والوداعة، فلم نزل نتعامل بثقة مفرطة وباسم الإخوة، بالرغم مما تعرضنا له من قبل من جحود ونكران، لدرجة أننا نشترك في بعض الأعمال بلا عقود، متبعين مبدأ «نحن إخوة»، وفي نهاية المطاف «عندما أطالب بفلوسي يحاربونني، وأطلع أنا غلطانة وهم الصح!!».
هل يصبح الفنان منسياً ومتوارياً في ذاكرة المخرجين والمنتجين الكبار،حال توقفه عن العمل لسنة أو سنتين؟
- هذا الأمر لا ينطبق على كل المنتجين والمخرجين، فالبعض منهم يقدّرون ظروف الفنان، ويلتمسون له العذر حتى وإن انقطع عنهم فترات طويلة.
كنتِ نجمة حاضرة بقوة في سماء الدراما الكويتية، فما الأسباب التي أبعدتك عن «هوليوود الخليج»؟
- ما حصل أنني توقفت فترة عن الفن، بعدما أنجبت ابنتي الثانية، حيث قررت الابتعاد عن التمثيل بغية التفرغ لرعايتها، خاصة وأن العمل في بلاتوهات التصوير يتطلب الكثير من الجهد والوقت.
هل نعزو اتجاهك في الفترة الأخيرة صوب الدراما السعودية، إلى التقارب الجغرافي بين المنامة والرياض؟
-لا، ليس شرطاً، فأنا سأتوجه إلى أي بلد يكون فيه عمل مناسب لي، سواء كان في المملكة العربية السعودية أو في الكويت أو قطر، وغيرها من البلدان العربية.
هل أنتِ راضية عن مشاركتك في مسلسل «طريق المعلمات»؟
- بصراحة لستُ راضية، ولكنني شاركتُ في العمل تقديراً للمنتج راضي المهنا، الذي عرض علي المشاركة فيه بعد أن حدثني عن تفاصيل الدور المنوط بي.
قررتُ الاعتزال ... لكنني تراجعت بسبب ضغوط الجمهور والزملاء
ألا ترين أن الأعمال التي تُعرَض خارج الموسم الرمضاني لا تحظى عادة بنسبة مشاهدة مرتفعة؟
- لا أعتقد، لأن غالبية الناس يشاهدون تلك الأعمال في العرض الثاني، أي بعد شهر رمضان.
في رأيك، مَن الفنانة الأبرز حالياً في مملكة البحرين؟
- من وجهة نظري أرى أن الفنانة شيلاء سبت هي الأبرز في الوقت الحالي.
هل أنت متواصلة مع الزملاء في الوسط الفني؟
- لا أزال متواصلة مع البعض منهم.
هل استعادت الدراما البحرينية عافيتها، بعدما شهد مضمارها ولادة أكثر من عمل درامي وسينمائي ومسرحي؟
- «الحمدلله»، فإن الأعمال الفنية في مملكة البحرين باتت تزدهر شيئاً فشيئاً، وهناك فنانون ومنتجون يعملون بدأب لرفعة الفن البحريني بكل أشكاله ومجالاته، سواء في الداخل أو الخارج، والبعض منهم يقوم بتمويل هذه الأعمال من حسابه الخاص، بالرغم من كل الظروف، ونحن نتمنى من هيئة الإذاعة والتلفزيون في البحرين أن تساعد على توفير وتسهيل جميع الاحتياجات اللازمة لعودة الفن البحريني إلى سابق عهده.
ما الأعمال التي أعجبتك هذا العام؟
- تابعت مسلسل «ساق البامبو»، وهو عمل رائع جداً، ويستحق المشاهدة.
13 عاماً هو عمرك الفني، قدمت خلاله أكثر من 26 مسلسلاً و8 مسرحيات وفيلماً وحيداً، فماذا بعد؟
- بل شاركتُ في أكثر من عمل سينمائي، من بينها فيلم إماراتي بعنوان «بني آدم»، حيث جرى تصويره على طريقة الأفلام الهندية، ولاقى الفيلم نجاحاً لافتاً عند عرضه في دور السينما، إضافة إلى مشاركتي في عدد من الأفلام القصيرة.
ما الأعمال التي تشعرين بأنها الأقرب إليك... ولن تتكرر؟
- لا شك أنه مسلسل «الداية» مع الفنانة القديرة حياة الفهد، عطفاً على دوري في مسلسل «للحب زمن آخر».
ما سبب قلة مشاركاتك في الدراما خلال السنوات الأخيرة؟
- بعد توقفي سنتين على اثر ولادة ابنتي، وجدتُ صعوبة بالغة في العودة مرة أخرى إلى ساحات الفن، خصوصاً أنني لم أكن متواصلة وقتذاك مع أيٍّ من المنتجين والفنانين، ولكننّي بدأت أسلك حالياً طريق العودة، وأتمنى أن يحالفني الحظ والتوفيق.
ما حقيقة الإشاعة التي راجت في الوسط الفني أخيراً حول اعتزالك الفن؟
- بالفعل، لقد اتخذت قرار الاعتزال في لحظة غضب، وبسبب ضغوط الحياة والعمل، ولكن بعد إلحاح شديد من جانب الجمهور والزملاء من الفنانين، تراجعت عن هذا القرار الذي أراه سابقاً لأوانه، وأنا من خلال جريدتكم الموقرة أعلن أنني عازمة على استكمال مشواري الفني، وأتمنى أن أقدم رسالتي الفنية على أكمل وجه، عبر الأدوار التي سأجسدها في الأعمال المقبلة.
بعيداً عن الفن ودهاليزه، كم أصبح لديك من الأولاد، وهل لدى أحد منهم ميول فنية؟
- لدي بنتان، وأنا لا أُحبذ لهما أن تدخلا في هذا المجال.
كيف توفقين ما بين الالتزام بالعمل الفني والتزاماتك الأسرية؟
- الحمدلله، فأنا قادرة على التنسيق بين الأمرين، كما أن الأهل يقفون إلى جانبي في كثير من الأحيان، ويقدمون إليّ كل أشكال المساعدة، ولاسيما تلك التي تتعلق برعاية أسرتي الصغيرة.